مقالات

رؤيتنا تجاه الاحتجاجات والتغيير المنشود والموقف الإقليمي.. باختصار

بقلم الدكتور وفيق السامرائي :
1. ابتداء أنا أكثر من انتقد حكومات ما بعد 2003 والنظام السياسي بعبارات شديدة وكلها مسجلة تلفزيونيا، والاستطلاعات الفريدة عراقيا التي اجريت خلال الاسابيع الماضية في هذه الصفحة وصوت عليها حوالي 240,000 شخص دليل شعور بحاجة للتغيير وتوعية ونصح للسلطات للاصلاح. وتؤلمنا جدا الخسائر بالأرواح والجرحى في الناصرية والنجف وكل العراق من المتظاهرين وقوى الأمن، ونقف ضد كل أشكال العنف.
2. تغيير الحكومة ديموقراطيا، تصويتا برلمانيا أو استقالة يمكن أن يتم بسهولة، لكن هل سيؤدي هذا إلى تعجيل الاصلاحات أم يأتي برئيس وزراء جديد يطلب مدة للاصلاح قد تصل إلى عام لأنه سيعد نفسه غير مسؤول عن فشل ما بعد 2003؟ بينما الحكومة الحالية ملزمة أكثر بتنفيذ اصلاحات (والقرار متروك للبرلمان في ضوء ارادة الشعب). (مع التأكيد على عدم وجود أي تواصل لي مع الحكومة منذ تشكيلها).
3. يستبعد (اسقاط النظام بالقوة) وإن حدث فسيقود إلى بحور من الدماء وفراغ وحرب أهلية وتقسيم. ومن يتذرع بعدم حصول ذلك بعد سقوط النظام فقد كان لقوات التحالف أكثر من 180,000 عسكري وتذكرون ماذا حدث، والآن بضعة آلاف.
والبرلمان مطالب بتسريع القرارات المتعلقة بالاصلاح ليلمس المواطنون فعلها واتخاذ قرارات حاسمة.
4. إقليميا: السعودية والإمارات والبحرين دول لها مصالحها وقوتها لها وصراعها مع إيران يخصهم لأي سبب، والتاريخ العربي يثبت أن دول جنوب غرب الخليج ساهمت بشكل وآخر في تحطيم/ وايذاء دول عربية ومنها العراق (وتذكروا آلاف الانتحاريين السعوديين الذين فجروا أنفسهم على العراقيين)، لذلك، ليس من مصلحة العراق أن تكون متفوقة عسكريا وأمنيا، وكلما كان لها أنداد ( تركيا وإيران.. وخلافات خليجية..) أفضل للعراق لتفادي الخطر، وكلما تكون الإمارات بعيدة عن التحالف مع السعودية وأعادت التقارب مع العراق أفضل لها وتقلل من توجهات وهم الزعامة السعودية.
5. حرصنا على الفقراء وسلامة الناس والعراق والأمن الدولي هو الذي يدفعنا إلى الكتابة والحديث بوضوح مع تلميحات أحيانا، ولسنا ممن يدفعون الناس إلى التهلكة. أما أن يقول مسؤول أميركي سابق ان لديهم طبقة سياسية جديدة قادرة على حكم العراق بشكل أفضل فقد فشل بريمر عندما شارك في أولى الوزارات فاسدون وزرع المحاصصة. والعراق قادر على التغيير الديموقراطي السلمي للتخلص من المحاصصة والفساد وتقليص عدد الأحزاب (وإقامة النظام الذي يريده) خلال سقف زمني معقول بدل تعريض مصيره للخطر.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار