الرئيس ترامب.. تقويم سياستكم في العراق والخليج بات ضروريا في ضوء الاحتجاجات والعنف

بقلم الدكتور وفيق السامرائي :
مصالحكم (المالية) مع دول جنوب غرب الخليج واضحة، لكن ضغطكم المستمر والشديد على إيران قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة جدا على الأمن الدولي وتدمير الأمن الإقليمي.
مشكلتكم الرئيسية مع إيران قد تكون الاتفاق النووي الذي ألغيتموه بينما لدى أوروبا ملاحظات حوله يمكن التفاوض عليها وحلها.
إضعافكم الشديد لإيران (وتعزيز) نفوذ دول جنوب غرب الخليج يعكس تخبطا استراتيجيا شنيعا ويشكل تهديدا مباشرا لدول عدة إقليميا وفي مقدمتها العراق وفي غرب الخليج، بينما التوازن الاستراتيجي يقلل فرص الحروب والغزو والتوسع.
العراق ما بعد 2003 دولة بنمط ديموقراطي (معقول)، والأحداث الجارية وضعته ليس في وضع خطير فحسب بل في وضع أكثر خطرا من مرحلة داعش كما قلناه تلفزيونيا يوم 7/10/2019، وقد سكتم عن الفساد سنينا!
التظاهر السلمي ممارسة ديموقراطية لا شك فيها، وقد أيدنا المتظاهرين السلميين في ممارساتهم السلمية، لكن ممارسات العنف من حرق وتخريب والاضرار بالأمن وحياة الناس تخالف القانون وتهدد مصالح البلاد وهي عمل ينسب إلى أطراف مدفوعة وتخريبية ومندسة.
واضح أن السلطات العراقية أصدرت اصلاحات تحتاج إلى آليات ووقت ليس طويلا لتنفيذها وعلى الحكومة توضيحها وما أنجز منها يوميا، ورفض كل شيء والاصرار على اسقاط النظام والحكومة قسرا يؤدي إلى منزلقات خطيرة جدا، ولدى العراقيين انطباعات عن تحريض من دول في جنوب غرب الخليج لتحطيم العراق، وعلى الحكومة العراقية التفكير في بيان ما هو ضروري.
اسقاط النظام بالقوة مستبعد تماما، ولو حصل افتراضا فملئ الفراغ سيكون انفلاتا عاما يفوق كل ما حدث إقليميا، والعراقيون الآن متحسبون من تحركات أو (احتمالات)على مناطق حدودهم مع السعودية وما يمكن أن يكون من هناك من تهديد لسلامة العراق.
المتظاهرون السلميون، الانتباه إلى المخاطر بات حتميا فأعطوا فرصة للإصلاح وفوتوا الفرصة على المخربين والفاسدين من أي جهة.
لست إيراني الهوى ولا عربي الهوى، بل مسلط الضوء كما أرى، والعنف مرفوض من قبل (أي طرف).