الثقافيةمقالات

كتب الصحافي محمد شفيق مقال بعنوان”المتنبي لا يحبني”

((وان – بغداد))

بقلم محمد شفيق
ليس شاعراً ولا كاتباً ولا أديباً … ليس مطرباً ولا رساماً ولا فناناً تشكيلياً ، مجرد مراهق يتجول بين اخر فئات الشعب المثقفة ، في عراق ودع ابناؤه الحضارة بعد عام 2003.

اقبال كثيف وغير مسبوق للمراهقين من هم دون سن ال20 عاماً على شارع المتنبي، لفت انتباهي وأثار حيرتي، بل أوصلني للتحدث مع نفسي؟ هل ان شباب بلادي رفض ثورة التكنولوجيا وجاء لنفض الغبار عن كتب ومؤلفات المبدعين في عراقي، ام ان “التجربة الدنماركية” للزعيم عادل امام نجحت في احياء القراءة داخل المكتبات , وانتقل مفعولها السحري من القاهرة الى شارع المتنبي وسط بغدادي…?

نعم بالفعل هذا ما توقعته، انه عامل الجذب النسوي , الذي حول شاطئ دجلة المحاذي للقشلة الى “برگة للزواحف” وبعض التماسيح التي تهدد حرية واسترخاء الفتيات داخل شارع المتنبي التأريخي ، صرح العراق الثقافي , المحاصر بين قمامات المنازل الآيلة للسقوط ، والبضائع والخردة المستعملة ، وملابس منتهية الخدمة تباع على ارصفة الطرق ، بعضها مسروقة والأخرى تعود لموتى .

ما هذا يا هذا، خبروني بالله عليكم ، حدثوني اطال الله أعماركم ، انحن في البنجاب موطن السيخ الهنود ، ام في بغداد عاصمة الدنيا وفخر العرب ، التي كان طلبة العلم من جميع دول العالم يتسابقون لزيارتها واكمال الدراسة فيها ?
هل يعقل ان يكون بلد او مشرع للقانون في التاريخ الملك حمورابي يعلو فيه كعب الجهل على النور …!…
كلا والف كلا لن نسكت ولن نرضى
حتى تعود للمثقف الكلمة العليا ، وتكون هناك ثورة تصحيحية انطلاقاً من الصحف الورقية مروراً بالمواقع الالكترونية والإذاعات المحلية والقنوات التلفازية، ونطالب بما يلي :

١- منع من هم دون ال20 عاماً دخول شارع المتنبي، باستثناء من لديهم عمل رسمي .
٢- يمنع منعاً باتاً دخول اَي شخص يرتدتي البنطال القصير (شورت) او ما شابه ذلك .
٣-يمنع منعاً باتاً الدخول بالملابس الرياضية ، باستثناء الرياضيين ، وأعضاء الفرق الشعبية.
٤- يمنع دخول الأشخاص الذين لا يرتدون الأحذية .
٥-الحفاظ على نظافة المكان، ورمي أعقاب السكائر في الأماكن المخصصة.
٦- تشييد سوق خاص للباعة المتجوليين والعشوائيين لتحسين مظهر المدينة عامة ، وشارع المتنبي خاصة.

نقاط بسيطة لو طبقت ، لأحدثت تغييراً في يوم الجمعة الذي يلتقي فيه النخبة المثقفة في بلدي .

إذن , الان عرفت أيها الكاتب , لماذا المتنبي لا يحبني ، لماذا ينبذني ولا يرغبني ، لأنه يعلم سبب قدومي وتفكيري ، لأنه يعلم اني أضع الأرقام في جيبي ، وأرمي بها لكل فتاة تدخل فكري ، من دون ان اعلم انها ترغبني او لا ترغبني .

المتنبي لا يحبني نعم : لاني لست بقارئ او مطالع ، بل انا مراهق ممسك بعصا السيلڤي، والتقط الصور واختلس النظر من دون رادع …

وفي الختام ….. يقول كاتب المقال (ابعدوا الزاحفين عنا … وأعيدوا المثقفين لنا ) •

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار