مقالات

هيلين.. و…الحسين ..حكاية.. الراس.. والكأس.. وغدر الناس..

ا.د.ضياء واجد المهندس

هيلين فتاة مسيحية، اوربية الطلة و الشكل ، اعجبت بشاب مسلم (حسين علي محمد) ، جنوبي البشرة و العقلية و السلوك . و بالرغم من اعجاب صديقي حسين بها، الا انه لا يجرؤ على مصارحتها بمشاعره في زمن لم يكن المصارحة الا المباشرة …بالرغم من ضراوة حربنا مع ايران ، و الخوف من المستقبل، و قد مرت ٧ سنوات من القتال دون بادرة في الافق لانهائها ، كانت جذوة الاحساس متقدة بين حسين و هيلين ، و لاني صديقهم ، فقد كنت مستودع اسرارهما و احاسيسهما ، انقل لهما كلمات المحبة و الاشواق ، واخفي عنهما العتب والملامة و عبارات الجفاء …كان حسين يرغب بالزواج من هيلين ، على ان تشهر اسلامها و تتحجب كونها سافرة ، وهذا هو مطلب اهله ايضا” ..كانت هيلين ترفض ، لانها لاتريد ان تترك في سمعة اهلها ندبة بين الاقارب ، و لانها ترغب في الاسلام ، ولكنها لا تقتنع بالمسلمين ..هاجرت هيلين مع اهلها الى بريطانيا، وماتت في بداية ال٢٠٠٠ بالمرض العضال ، بينما تزوج حسين من بنت عمه، و سمى بنته الكبرى (هيلين )، الا ان زوجته غيرت الاسم الى (حنين ) ،بعد فترة طويلة من المشاكل ..قلت ل هيلين عندما رفضت اشهار اسلامها : المسلمون يحملون راية الاسلام و نهجه ، و ترك المسلمين يعني ترك الاسلام..
قالت لي : عندما حدثت مجزرة الطف ،حمل راس الحسين (ع) الى الشام ، ليعرضوه على يزيد في قصر الخلافة ..وكانت الناس تنظر الى الراس العلوي المسجى على الرمح الدموي ، وتحسبه من الخوارج ، ادعاء” او وهما” او خوفا” و تصنعا” ،و لما وصل الراس قريب القصر ،وضعوه في اناء قرصي (طشت) ..في ذات الليله استفاق قس مسيحي رومي ، كان قد وفد الى احد اديرتها ، على حلم رأى فيه السيد المسيح والرسول المصطفى ، وطلبا منه ان يضع الراس في مكان طاهر في الدير ،ويمسح ما تراكم عليه من اتراب و رمال الطريق، و يصلي عليه ..قام القس وذهب الى مخيم جنود السفيانيين ، ورشى الحرس ،ودفع لهم كيس من الدراهم الذهبية ،على ان ياخذ الراس و يرسمه ، ويعيد لهم فجرا”..وافق الحراس على ان بعضهم طلب نبيذ من الدير ،وان يكونوا قريبين من الدير ..
وضع القس راس الحسين على عتبة التطهر و الغفران ، ثم مسحه و نظفه بدمعه ،ولم يستطع ان يتوقف عن بكائه ، و اوقد بقربه الشموع ، واخذ يناجي الحسين ( ع ) :
من قتلك ياسبط النبي الامين ..
من ذبحك يا امام المتقين ..
من علق راسك على الرمح يا افضل العالمين ..
اتوا براسك لخليفة الهوى و سيد الكاس..
وضعوك على راس الرمح ،ثلة من الانجاس…
ايقنت ياسيد الشهداء و الصديقين ..
انك من الشهداء و من زمرة الانبياء و المرسلين …
ما خشيت الموت و لا كنت من الفارين…
وما رهبك الوف الجنود الفاسقين و الظالمين
و لا كسر شوكتك غدر الناس و وجهاءهم المنافقين ….
لقد اقمت عليهم الحجة بانك ابن بنت نبيهم..
و عرفتهم بالصدق انك ابن امامهم و تقيهم..
وانك جئت مصلحا و مرشدا” لهم في دينهم..
لقد حملت معك اهل بيتك حجة على من قتلك ..
وليكونوا شهودا” على من خذلك ..
يا حسين ستنتقل بين الارجاء و الامصار ..
لتكون خصيمهم بين الجنة و النار ..
يا سيدي …يا سبط الرسول وحبيبه..
ما قتلك الماجن يزيد …
و لا امراءه و جنوده العبيد …
بل قتلك قومك الذي اخرجتموهم من دجى الجاهلية الى نور الاسلام و وهج الايمان…
قتلك يا ابن سيدة نساء العالمين ..
من اخرجتموهم من عبادة الاوثان الى عبادة الرحمن ..
حاربوا جدك اهل البداوة والغلظة على رسالة جدك الامين ، وعلى القران في تنزيله..
مثلما قاتلوا اباك على القران في تاويله..
و قتلوك على القران في تثبيته و تفصيله…
لعن الله من قتلوا ابن بنت رسولهم …
و هتكوا حرمات اهل نبيهم ….)
قلت : ياهيلين ، هل ما قرأتيه منسوخ..
قالت : هذه من مخطوطات قديمة مكتوبة على الجلد ، نسخها والدي ..
قلت لها : لماذا لا ينشرها والدك ؟
قالت : لو كانت لدى علماء الشيعة لا ينشروها ، لان حكومة البعث تعتبر الخلافة الاموية هي الخلافة العربية الاسلامية …فكيف تريد من باحث مسيحي ينشر هذه المناجاة ..
قلت : ما الذي يجعلك ، لا تشهرين اسلامك ، مادمت اكثر من كثير من المسلمات فهما للاسلام في العبادات و المعاملات..
قالت : لا ارغب في ان اكون من امة منافقة ، تهرول على العطايا والهدايا ، و لا تهم بالرزايا والمنايا ، قتلت سيد شباب اهل الجنة ، و رمت اهل بيت النبوة في القتل والمحنة ..قوم لا يفقهون دينهم ، لن اكون منهم …
قلت لها :هذا كلام كبير
قالت : هذا كلام القس ، وانا مؤمنة به..
اللهم اجعلنا من انصار الحسين و على نهج الحسين ..
انك مولانا و ناصرنا ، يا ارحم الراحمين..
ا.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار