مقالات

يا حاكمونا ..لا تقتلوا ..الحسين فينا..

((وان – بغداد))
أ.د.ضياء واجد المهندس

قريب منتصف الليل ، و بينما ادخل الدار ،وجدت صالة الاستقبال مضاءة بنور قوي ، دخلتها فوجدت عم والدتي ( الحاج حسين ) مفترش سجادة ، و قد هم بالتشهد . الابن البكر للحاج حسين هو من الذين اعدمهم صدام في ١٩٨٠ كونه من تلامذة السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله )، وكان ( علي حسين نعمة ) من نشطاء حزب الدعوة وقتها ..قلت : السلام عليكم ، رد الحاج التحية قائلا”: انتظرتك امراة اسمها ( ام عقيل ) قالت انت وعدتها بان تكفلها عند صاحب البيت ، ولكن من اسبوع ولم تف بوعدك ! .
قلت :صحيح ، عليها ٦ اشهر متاخرة ، و نسيت لاني احضر مواكب التعزية عند رئيس الوزراء ..
قال : استغفر الله ،تترك العبادة ، و تهرول على الملتقى ، اما سمعت ان السعي في حاجة عبد مؤمن عبادة .!..
ثم ، تترك امراة واطفالها يرمون بالشارع و تذهب لتسمع كلام ممكن ان تسمعه في اي وقت تشاء ..!!!
قلت: ان حضور المواكب وفاء للحسين (ع)..
قال : ويحك ، الحسين ليس بحاجة لكلامكم و لا لحزنكم،الحسين يريد منكم العمل الصالح وفعل الخير ..ليس مما تفعلون من نهج الحسين ، لان الحسين كلمة ، كلمة الحق ضد الباطل .الحسين عهد ، عهد الثبات على عقيدة الاسلام السمحة .الحسين رسالة ،رسالة الله على عباده اجمعين والتي ترسخ في العقول والقلوب الى يوم الدين ..لا تظن ان الحسين يريدكم تطبرون رؤوسكم ، بل يريد سيوفكم على رقاب الحكام الظالمين .الحسين لا يريدكم تلطمون على وجوهكم ، بل تلطمون و جوه الطغاة الفاسدين .الحسين لا يريدكم تؤذون اجسادكم ، بل تعاقبون الفاسقين المجرمين…يا ضياء ،تنادون نداء الحسين ( هيهات منا الذلة ) وانتم غارقون في الذلة و المهانة ، تقصدون الحسين في مقامه و تهتفون ( لبيك يا ابا عبد الله ) ، و الحسين يريدكم تهتفون ضد من اعاثوا في دياركم ظلما” و فسادا” …يادكتور ، الحسين لايريد منكم المهادنة و الاستكانة ، لانه من قال : ان كان دين محمد لا يستقيم الا بقتلي ، فياسيوف خذيني ) ..قاطعته قائلا” : ان ماساة واقعة الطف مؤلمة ، و ماجرى فيه يثير الحزن والالم .قال : ان الظالمين يريدونكم تغرقون في الحزن و الطقوس ، و يشاركوكم في لبس السواد ، و تجهيز الموائد و توسيع المواكب ، لكن …ابن بنت رسول الله يريد منكم ان تصبوا المكم و همكم على رؤوس الحكام الظالمين ،لا ان تمرغوا بالتراب و الطين ، بل تمرغون الفاسدين في التراب و الطين ، لان الحسين رسالة اصلاح و صلاح فهو من قال 🙁 ما خرجت اشرا و لا بطرا ، بل خرجت ابتغي الاصلاح في امة جدي المصطفى )..
قلت : الناس بحاجة الى البكاء على نعي و ندب القارئين ..قال الحاج : انكم تفعلون شيئا” نكرا، فما يقولوه الرودايد على لسان الحسين و العباس و زينب. ال بيته فيه اساءة كبيرة لابن سيد البلغاء و امير الحكماء علي المرتضى ، فما تتداولونه ليس من اقوال الحسين بل من تاليف الرواديد بلهجة غارقة في العامية و بلكنة سيئة ..قلت : لقد تحمل سبط الرسول الغدر و الخيانة ،و تعرض و اهل بيته الى الابادة ، الا يستحق الحزن ..
قال الحاج : لقد ركن اخيه الحسن و ياتمر بأمرة الوف المسلمين الى الصلح و الهدنة مع معاوية ، بينما خرج الحسين من المدينة الى الكوفة و لم يكن معه الا ٧٢ من الصديقين ، هل تظن ان الحسين لا يدرك ان الحرب غير متكافئة ؟؟،هل تعتقد ان الحسين لا يعرف انه سيتعرض الى الغدر ، و الفرزدق ابلغه عند دخوله العراق : ( ان القوم قلوبهم معكم ، و سيوفهم عليكم )… يادكتور : استشهاد الحسين واهل بيته و اصحابة قدر رباني للاصلاح ،و ليكون منار للثائرين المتقين .. مارسوا طقوسكم ،التي بدات منذ اربعة قرون بالتذكير بواقعة الطف ، والتي بدات تتوسع و تنمو فيها ممارسات ما انزل الله بها من سلطان ،لو ان عديد الزائرين الى ابن باب العلم الذين يصلون الى عشرين مليون زائر ، تستطيع ان تجد منهم ٢٠ الف حسيني يبتغي الاصلاح والتغيير ، لكنا استطعنا ان نغير حكامنا المترفين الذين يدعون كذبا ” و بهتانا” انهم من شيعة علي وعلى نهج الحسين ، ونسوا ان علي من كثر ما رقع ثوبه لم يعد في الثوب رقعة ، و ان الحسين قدم نفسه و اهله قربان الاسلام والاصلاح، فكان من الرجال الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه..
قلت يا حاج : لقد عقدت الامر علي ،و صعبت مشواري ، فكيف ممكن ان اجمع ٢٠ الف حسيني ثائر لا سائر ، مقدام لا لطام ، مغوار لا طبار ، من الثائرين و لا يهادن الظالمين ،والكل تستلذ باللطم و البكاء و التطبر والنطح والزحف و المشي على النار ووو ؟!، و اذا قلت لهم ما تقول ، لا تذهبو الى الحسين بل انطلقوا منه ، وان تهتفوا مهاجمين ( يا لثارات الحسين من الطغاة الظالمين ) لكنا من انصار الحسين الصديقين الذين ابتغوا الوسيلة الى الله ،قاصدين احدى الحسنين ، احقاق دولة الحق والعدل او الشهادة ، فهل من مجيب ؟!.
قال الحاج : لقد قتل سبط الرسول ٣ مرات ، القتلة الاولى ألصغرى بيد اللاهثين وراء عطايا يزيد بن معاوية السفياني ، ابن الطلقاء ، من ناصب الرسول و الاسلام العداء ..و كان من المرتزقة من عبيد الله ابن زياد ابن ابيه الذي كان حاسما في الجرم و طلب الدنيا ، اما من تردد كعمر بن سعد ابن ابي الوقاص ، فكان يريد الاخرة و عينه على ولاية الري ، فكتب الله عليه القتل في الدنيا و الخزي في الاخرة ..اما الحسين و اصحابه فقد شرو انفسهم بالجنة ( ومن المؤمنين من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله )،اما القتلى الثانية الكبرى : فهي ما ادعى بها اعداء الحسين من انه مرتد و خارجي و يبتغي الحكم، و يريد ان يشق طاعة الاسلام، و يمتنع من بيعة الخليفة ..اما انتم فانكم تسعون الى قتله القتلة الثالثة العظمى بان تضيفوا الى رسالته و شهادته طقوس و شعائر تسيء الى الحسين واهله ، و تنسبون له كلام يدونه الرواديد ،و بعضهم من الجهلاء ،و تقومون بافعال تنفر و تبتعد ، و تبعد الناس عن نهج الاسلام الحق و خطى الحسين سيد الشهداء …قام الحاج حسين وتوجه نحوي ثم مسكني من ذراعي و هو يهتف بصوت جهوري : كن مع الحسين ثائرا” و مصلحا ” ، و داعيا ” صالحا” ، ولا تكن على الحسين ، ماشيا” لاشيا ” ، زائرا” خائرا” ، تهادن الظالمين ، و تنافق الفاسدين ..
هزني الحاج فاصبح النور في كل الدار ، و وجدت نفسي و قد استيقضت مرعوبا ” و ذراعي يؤلماني ، و كل اجهزة المنزل الكهربائية معطوبة …بقيت استغفر ربي واخشى ان انام ..
اللهم اجعلنا من اصحاب الحسين
وانصرنا على الطغاة الظالمين
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
النقل تعلن بدء استعداداتها لتفويج الحجاج إلى الديار المقدسة وزارة الاتصالات : قريباً البريد العراقي يدخل مجال التسوق الالكتروني العالمي باسعار تنافسية مفتن يتصل بالمنتخب الاولمبي ويوعز بتكريمهم الأولمبي بالتأهل إلى دوري الثمانية الممثلة عبير فريد : والدتي كانت تكسب أجر بكاظم الساهــــر تشتري له الغـداء لانه لايملك ثمن "لفة" مجلس ذي قار يوجه تعميم لكافة الدوائر الحكومية بفتح منفذ ViP خاص لذوي الاحتياجات الخاصة مركز البيانات الوطني وجهاز مكافحة الارهاب يطلقان خدمة الكترونية لصالح ذوي شهداء الجهاز اللجنة الفنية العليا المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر كالسو تصدر تقريرها النهائي الشركـة العامـة للسمنـت العراقيـة تُعلـن عـن إستخـدام الوقـود البديـل فـي معمـل سمنـت سنجـار وإنتـاج... بالفيديو: هكذا ردت شمس الكويتية على متابعة سألتها عن سر عدم ظهورها بدون مكياج الحكومة العراقية تعلن عن موعد افتتاح 3 مجسرات مهمة في العاصمة بغداد