الرياضية

كرة القدم النسائية تصيب مرمى العجرفة الذكورية!

غاده السمان

عجبت لقول المفكر الفرنسي ألان فنكلكروت حول فريق «كرة القدم» النسائي الفرنسي على شاشة القناة 16 الفرنسية: «لا أحب كرة القدم النسائية. ذلك غير مقبول. أوقفوا محاولة المساواة بينها وبين الذكور. ما هكذا أرغب في مشاهدة النساء».
ومن حقه أن يرغب طبــــعا في مشاهــدة النساء على النحو الذي يروقه، ولكن هل من حقه انتقاد نساء لسن (على ذوقه) وكما يحب أن يرى المرأة؟ ثم إنه يضيف أيضا في حوار مع القناة 5: «لا لرغبة النساء الدخول في مباريات الملاكمة أو كرة القدم، وعليهن التوقف عن التوهم أن في ذلك الانتصار للمساواة مع الرجل!»
ولكن رأي فنكلكروت لا يعبر عن رأي ملايين الفرنسيين، إذ أثبتت الإحصاءات أن مباريات بطولة العالم في كرة القدم النسائية تحظى بأكبر عدد من مشاهدي القنوات الفرنسية، أي 12 مليونا!
ولكنه على الأقل عبر عن مشاعره بلباقة وتهذيب، ومثله فعل إعلاميون: إريل زيمور قال ساخرا: متى نرى مباريات كرة القدم «للمثليين»؟ ومثله سخر المذيع المخضرم جان بييد برنو من كرة القدم النسائية (ثم اعتذر)، وكذلك باسكال برود.
«شارلي إيبدو» وبذاءتها المألوفة
أسبوعية «شارلي إيبدو» عبرت عن موقفها ضد «كرة القدم النسائية» برسم احتل غلافها يسيل بالبذاءة التي تميزت بها دائما.
ولعل بعض القراء العرب نسوا من هي أسبوعية «شارلي إيبدو» الباريسية التي (تخصصت) منذ أعوام في السخرية المفرطة من الدين الإسلامي وسيدنا محمد علية الصلاة والسلام، فما كان من مسلمين غاضبين إلا واقتحموا مقرها وقتلوا بعض العاملين فيها، وخرجت بعدها تظاهرة مليونية في باريس تحمل شعار «أنا شارلي» منادية بحرية الصحافة الفرنسية أيا كان ما تكتبه. ويومها قال معظمنا من العرب: أنا لست شارلي ولا قاتله. فالقتل ليس حلا بل ترويعا إضافيا من الدين الإسلامي الحنيف وأتباعه.
حتى بعض الفرنسيين طالبوا بالمنع!
الغلاف موضوع الجدل في «شارلي إـيبدو» والمفرط في البذاءة يجسد موضعا حساسا من جسد المرأة تم رسمه بدقة، وقد دخل إلى (ثقبه) كرة القدم! وحتى معظم الفرنسيين الذين يقدسون الحرية الصحافية كيفما كانت اختلفت آراؤهم حول ضرورة منع هذا العدد أم لا. للمرة الأولى أرى فرنسيين يرغبون في (المنع)، فحرية المرأة وتحررها وتطورها من القيم الراقية في فرنسا تماما كالحرية الصحافية.
وفي البرنامج اليومي لمقدم البرامج الشهير سيريل هالونا، انطلق الحوار بين المشمئزين مثلي من غلاف «شارلي ايبدو» وبينهم راغب بمنعه.
ولعلها المرة الأولى التي أشاهد فيها فرنسيات وفرنسيين يطالبون بعدم توزيع عدد من صحيفة ما، ولكن البذاءة تجاوزت حدود حرية الكلمة. ثم ان كرة القدم النسائية في أقطار غربية كثيرة وآسيوية (اليابان مثلا) صارت تلقى اهتماما من عشاق كرة القدم يوازي اهتمامهم ببطولة العالم للرجال في ذلك الحقل إن لم يفقه.
أي فريق نسائي سيفوز؟
الفوز ليس مهما، فقد حدث ذلك الفوز، وهو أن المرأة فتحت دربا جديدا في حقل المساواة. مع العلم أن التقاليد والمقدسات الأوروبية الغربية لا تحرم كرة القدم النسائية، وقد نفعل ذلك في بعض عالمنا العربي.
هذا هو الحب!
أغادر حقل الكراهية نحو المرأة (بما في ذلك لاعبة كرة القدم). وأنتقل إلى حقل الحب، أي إلى حكاية حب جميلة تناقلتها وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية.
العاشقان هما الجندي الأمريكي روبنز الوسيم، والجميلة الفرنسية جانين بيرسون. عاشا قصة حب قبل 75 سنة ثم افترقا. وحين التقيا اليوم كان حبهما ما يزال متوقدا، نشرت الصحف صور ذلك اللقاء بعدما يسرته القناة الفرنسية 2.
العاشق منذ الحرب العالمية الثانية!
ها هو الجندي الأمريكي روبنز يعود إلى فرنسا في الاحتفال بذكرى 75 سنة على إنزال الحلفاء في شاطئ النورماندي، أحد شواطئ فرنسا، لتحريرها من سطوة النازية، وكان قد وقع في حب تلك الفرنسية ثم مضى إلى الحرب واستطاع النجاة والنصر، وعاد إلى وطنه الأمريكي، ثم جاء إلى فرنسا مؤخرا لتكريمه كمحارب قديم ما زال حيا، وذلك في موجة الاحتفالات التي حضرها الرئيس ترامب الأمريكي وماكرون الفرنسي. وهنالك التقى، من جديد، الحبيبة القديمة الفرنسية، وكأن الزمن توقف لحظة فراقهما وأغمي عليه، ثم استيقظ واستعاد الزمن وعيه لحظة اللقاء بعد 75 سنة»!.. وكأنه لم تمر إلا ثوان حتى لحظة اللقاء من جديد، لا 75 سنة فراقا!
الحب ينام مخدرا ولا يموت!
شاهدت صورتهما معا، كملايين القراء الفرنسيين وسواهم، وسعادتهما باللقاء. لقد تقدما في السن كثيرا وتجاوزا التسعين من العمر والتجاعيد التي غــــزت وجهيهما استعصت على قلبيهما، وما تزال مشاعر فرحة اللقاء متأججة، والحب يسيل من وجهيهما على الرغم من التجاعيد الكثيرة فيهما، فالتجاعيد لا تطال القلب!
شعاع الضوء من عينيهما ما يزال مضيئا ومؤثرا… وعالمنا لا يخلو من قصص الحب الاستثنائية، لا الكراهية وحدها!
قصة حبي وإجازة من الهموم!
ذهبت إلى بلدة «ميجيف» الفرنسية ودعاني الأصدقاء الذين يعرفون حبي للبوم إلى مطعم يدعى «البومة البيضاء»! وبعدها بشهر ذهبت إلى «بارك استريكس» فوجدتني أمام فندق يدعى فندق «البومات الثلاث».. ونمت فيه مع 3 بومات محببة!
في الغرب، البوم ليس طائر الشؤم، وأنا لا أتشاءم منه كالبعض، ولا أتفاءل به، إنني ببساطة أحبه!..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار