مقالات

هل تُغَيِّرُ سياسة البارزاني موقِفَها تجاه العراق؟ وما مصير أموال نفط الشمال والمنافذ ومخاطر التصرف بها دون سيطرة المركز؟

بقلم الدكتور وفيق السامرائي
13/7/2019
نقرأ ما يقال عن تَغَيّرٍ إيجابي في نمط تصريحات رئاسة إقليم كردستان ورئاسة حكومته تجاه العلاقة مع المركز، وما تحدث به رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني يمثل انعطافةً إيجابية عن موقفه وتشدده (الاستقلالي) سابقا. ولكن..
ولكن، عمليا، ورغم اللهجة الودية والرغبة في تسوية المشكلات التي سمعناها كثيرا في زمن النظام السابق خلال مراحل معينة وبعد التغيير، لم نَرَ تغيراً مهما في السلوك العام، ما يعطي شكاً عن أن تغير النمط ليس إلا تكتيكاً مرحلياً.
الشيء المطروح الآن شعبيا وبقوة، ومن بعض الكتل السياسية، خصوصا (الحكمة والنصر والعصائب) والنائب فالح الخزعلي، يدور حول نقطتين حاسمتين جدا هما: أين تذهب عائدات مبيعات 250,000 – 600,000 برميل نفط يوميا كما هو متداول، وهو رقم يبلغ بلايين الدولارات سنويا؟ ولماذا الاصرار على بقاء منفذي إبراهيم الخليل وفيشخابور خارج سيطرة الدولة المركزية وأين تذهب وارداتهما؟
عدم الالتزام سبب رفضا شعبيا عاما كبيرا، خصوصا في مثلث الخير النفطي (البصرة والناصرية وميسان)، مع وجود معاناة محلية لم تعد غائبة عن أحد.
من بين أشد ما يخشى أن تكون الأموال الهائلة غير المسيطر عليها من قبل المركز سببا لعودة سلوك سلبي يهدد مستقبل وحدة العراق شمالا! وأن يثير تذمرا شديدا جنوبا.
ومن المثير للقلق عدم وجود دليل ملموس على تمتع شعب السليمانية وحلبچة وأربيل ودهوك بالأموال المعنية!
ندرك تماما أن الوضع الإقليمي لا يتحمل تعقيدات إضافية ونقدا شديدا، وهو ما جعلنا نركز على التوتر في الخليج مع أهميته..، لكن الشعب لم يعد يتقبل ضياع أمواله في ظل المعاناة..ولم يعد يقبل بسكوت من اعتاد على سماع صوتهم في الأزمات والأحداث.
إنها أموال الفقراء المسحوقين والكادحين وكل العراقيين، وللنفط فترة يجب استثمارها في تطوير البلاد قبل بلوغ ثورة الطاقة البديلة عالميا مداها.
وسلوك رئاسة الإقليم النفطي والمالي يشكل خرقا خطيرا يمس اقتصاد (وسلامة العراق مستقبلا). فهل نرى حسما منطقيا قريبا؟، وضرورة دراسة توزيع رواتب موظفي الإقليم كافة من قبل المركز مباشرة أسوة بموظفي العراق لضمان انتظامها وحماية معيشتهم.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار