مقالات

كتب الشيخ محمد العبودي مقال بعنوان “نحن الأموات!”

بقلم: الشيخ محمّد العبّودي:
.
ماتت النفوسُ وتقطّعت أخبارها، قُتل الرجالُ وبقيت آثارها، استشهد الأولياء فخصّت هدايتهم ورعايتهم وولايتهم، فهم يرون المقام ويسمعون الكلام ويردّون السلام، فهل رأيتم وسمعتم وتحدّثتم؟!

يا أمّة الصدر:
هل رأت بصائرُكم معشوقَكم وحبيبَكم وولّيَكم الصدر؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل سمعت قلوبُكم حديثَ خلواته ومناجاته وهمسه؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل حدّثت أرواحُكم جلال روحه وجماله وكلامه وبهاء بيانه؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل خلوتم به فاستأنستم بطلّعته وجلسته ومقامه؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل وفقتم للمناجاة بين يديه وفي حضرته وتحت خيمته؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل حافظتم على تأريخكم وجهادكم معه ؟، أم شوهتم أسمه وعنوانه ومنهجه ؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل تواصلتم معه، أم حال بينكم وبينه البُعد عن المنهج والقطيعة مع الحق الذي جاء به؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل جاءكم في رؤية أو يقظة أو منام؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل شَمّ وجدانُكم معرفته وفيوضه وعروجه؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل عرفت قلوبكم عصمته و حقيقته وأحقّيته ؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل عاهدتم الله بالصدر فقبل عهدكم ووعدكم وميثاقكم؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل سعيتم لله بالصدر، فارتقت وتكاملت وطُهرت نفوسُكم؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل التزمتم بوصاياه أجمع فلم تتركوا وتجاملوا وتخونوا؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
هل صبرتم مع ولده ووريثه وحبيبه؟ إذا كان الجواب لا، فاعلموا أنكم الأموات.
.
فيا أيّها الأموات وأنا أوّلكم: فلنصحوا من غفلتنا ونستيقظ من نومتنا، فلعل الله يرحمنا فيفتح بابه، ولعل السيّد محمد الصدر يطلبنا فيفتح بابه، ولعل القائد الصدر نستحقّه فيفتح بابه، فتدخلوه كما دخلتموه أوّل مرّة، فاللقاء قريب والعتاب شديد والفراق وشيك.

كُتِبَت في ذكرى الفاجعة الـ(٢١) لسنة ١٤٤٠. النجف الأشرف.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار