الدينية

مرجع ديني يدين ما يجري على الشعب المصري ويحذر من آثار اتفاقيات كامب ديفيد وقيودها الكارثية

((وان_بغداد))
أدان المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 17 شوال 1440هـ الموافق لـ 21 حزيران 2019م، ما جرى ويجري على الشعب المصري والثورة ومنها جريمة اغتيال الرئيس محمد مرسي، واغتيال وسجن الآلاف من أبناء مصر وليس من الاخوان المسلمين فقط، مشيراً إلى الأخطاء التي ارتكبت والتي حذّر سماحته من عواقبها، داعياً سماحته الشعب المصري وكل ابناء الأمة في تاريخها الطويل إلى ان يفهموا ويعوا ان هذه التراجعات هي التي ادت إلى تمكّن العدو من تدمير مصر وتدمير الأمة.
وأكد سماحته على ان استهداف الرئيس الشرعي والمنتخب بهذه الطريقة انما جرت وتجري ضمن مخطط الحرب على الإسلام ودولته المنشودة والثورة الإسلامية الكبرى للشعب المصري العظيم؛ الذي نأمل أن يستعيد دوره سريعاً متخلصاً من آثار النكبة، لكي تستمر مسيرته الجهادية مدفوعة بزخم التضحيات الجسام للشعب المصري ولأبناء الأمة في كل مكان.
وقال سماحته (دام ظله) : بعد الصدمة الهائلة التي أحدثها النبأ المفاجئ لوفاة الرئيس المصري، وفي قاعة المحكمة، وخلال الاستراحة بعيداً عن الانظار، وعدم السماح لفحص الجثة من فريق طبي مستقل، ثم الصلاة على الجنازة سراً والدفن فجراً دون السماح بتشييع لائق، تكاثرت التساؤلات، وتصاعدت الشكوك، عن حقيقة الحدث الخطير، وهل هو ناتج عن الإهمال الطبي المتعمد والظروف السيئة في عزلة السجون القاسية، أم أن أمراً آخر دبّر بليل هو الذي اودى بحياة الرئيس الذي انتخب بإرادة شعبية حرة؟!.
وتابع سماحته (دام ظله) قائلا: هذا ما يجب أن يوضحه تحقيق مهني مستقل، و فحص طبي نزيه تقوم به لجنة مستقلة تحت إشراف دولي؛ ولكن الأهم من كل هذا كيف يمكن للشعب المصري النجاة من القيود التي تفرضها الاتفاقيات الدولية المهينة العلنية والسرية، وفي المقدمة اتفاقية كامب ديفيد التي فرضت على الشعب المصري ولم يستشر أحد من أبنائه حولها، وهي التي كانت السبب الأهم لمقاومة شعب الكنانة للنظام التابع للغرب والحارس لها حتى قامت ثورة الشعب ضده وضدها.
واضاف سماحته (دام ظله): إننا مع حزننا الشديد لما جرى ويجري في كل بلادنا الغالية من العراق إلى ارض النيل وعبر الشام واليمن وليبيا وكل بلاد العرب والمسلمين؛ ومنها الممارسات القاسية المنتهكة لأبسط حقوق الإنسان في الاعتقال والمحاكمات النزيهة وكوارث الحروب التي لم يحسن المسؤولون بعد الثورة التعامل مع تعقيداتها كما لم يحققوا لشعب مصر مطالبه في الاستقلال والعيش الكريم؛ فإننا وباسم شعبنا في العراق وهو يجابه إفرازات الاحتلال وجرائم العدوان على بلده، وباسم الأمة كلها؛ وهي الحريصة على كل أقطارها وفي أرض الكنانة الغالية في مصر العزيزة ندعو إلى وقفة واعية ونهضة تاريخية توقف كل الممارسات السلبية الخطيرة التي جرت وتجري بسوء إفرازات الاتفاقات المكبلة لحركة الشعب، والتي أدت إلى اختطاف مصر من محيطها العربي والإسلامي، وإلى تراجع دورها الدولي والانساني.
واوضح سماحته (دام ظله) قائلاً: ونحن وإذ نشعر بالألم لكل ذلك وللنهاية المأساوية والحزينة لمآلات ثورة مصر العظيمة ولما أصاب الرئيس الذي انتخب بإرادة شعبية حرة لأول مرة في تاريخ مصر، ونرجو ألا يكون آخر مرة كما يشتهي الانقلابيون، ولما أصاب الثوار الأوائل، وما جرى حتى لشباب التغيير الذي ساهموا في الاحتجاجات التي مهدت لتدخل الجيش من جديد، والذي أرجع الأمور إلى بداياتها الأولى، فإننا نقول للمسؤولين في مصر: ان الاستمرار في اسلوب التنكيل والعزل والمرتبط بتوجيه الجهات الخارجية المعادية لمصر وللامة والمشاركة في صنع الكوارث والفتن، ولو إعلاميا كما حصل في اليمن، لا يمكن أن تؤدي إلى قيام دولة قوية تحفظ استقلال مصر وتتمكن من خدمة شعبها المظلوم والذي يعاني كثيراً في مجابهة متطلبات الحياة في بلد مبارك لا تنقصه الخيرات، بل تنقصه الإدارة المخلصة والمستقلة.
وحذر سماحته (دام ظله) بشدة من أية مشاركة سرية أو معلنة في ما يسمى بصفقة القرن، ومؤتمر الندامة في المنامة الممهد لها، وتكذيب الاخبار المعلنة من الجانب الأمريكي والاسرائيلي حول مشاركة مصر فيه، وهذه هي مطاليب الشعب المصري وقواه الواعية، كما هي مطالب الأمة في كل مكان.
وختم سماحته (دام ظله) بالدعاء الخالص إلى الله تعالى بأن ينقذ مصر وأهلها من هذه الكوارث، وان ينقذها من المخاطر التي يسوقها كيد الأعداء ويمررها جهل كثير من الابناء، وان ينقذ العراق وإيران والعالم الإسلامي والعالم كله، من كيد الصهيونية وطغيان صهاينة امريكا وبقية المنطقة من عواقب الحرب التي يجيّش لها أحمق امريكا وادارته قادماً عبر البحار والقارات، وهو يرتجف من خوضها لأني اللوبي اليهودي يراها، وهو يخشى من عواقبها.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار