الدينية

كتب الشيخ محمد العبودي مقال بعنوان “الصَّدْرُ صَعْبٌ و أَمْرهُ أَصْعَب”

((وان_بغداد))
بقلم: الشيخ محمد العبودي:
..
بعيداً عن قول المحب الغال وفعل المبغض القال، فالصدر من قال: طريقنا آل الصدر صعب مستصعب، أسوة بأجدادهم الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ، وهذا الأمر الأصعب شامل للجميع الصغير والكبير والقديم والحديث إلا من رحمه الله تعالى.
.
نحن العلّة والسبب الرئيس في تحقق وتنجز الأمر الأصعب ، وللمثال الأوضح فقد سمعته مرّة يقول: هل تتصورون أنه من السهل عليّ إتخاذ قرار تجميد أو إبعاد أو إيقاف أحدكم!؟، اعلموا أني أتجرّع السمّ عن علمٍ وعمد وانا أكتب الأمر ، لكنكم تجبروني على ذلك!!، أكيد، لأن فينا من يطلب المال والمنصب والجاه والنساء والبيوت والسيارات الفارهة والسفر الممقوت والسلطة الدنيوية والعلاقات الخارجية والصعود على الأكتاف وحبّ الظهور وخفق النعل والتصدّي الدنيوي وعبور الآفات وارتكاب الأخطاء وترك الواجب والأهم واستغلال الاسم والعنوان المقدسين واتخاذ الإهمال والتسويف منهجاً وجعل التسقيط والتهديم فيما بيننا مسلكاً وتهديم الأواصر وسوء الظن وتفشي الذنوب سراً وعلانية ، والميل إلى الدنيا عموماً، والسيد مقتدى الصدر لا يريد كل هذا، لذلك لا يثبت على منهجه من كان في قلبه شيء مما تقدّم حتى لو كان متعلّقاً بأستار الكعبة سابقاً أو لاحقاً، وليس هذا فقط، بل لا يستحقّه من سمع بذلك فرضي أو سكت أو جامل طلابها.

فإلى متى نبتعد عن السيد مقتدى الصدر لنجعله يختار تلك السيارة التي تاخذه لوالده الصدر وأخوته الأطهار( قدست أسرارهم) فنصبح في تيه مرّة أخرى؟ وإلى متى لا ناخذ تحذيراته وتنبيهات على محمل الجدّ لنعيش ألم فراقه المتجدّد كل يوم؟ وإلى متى نكون تلك الغصّة والحرقة التي يتجرّعها بمرارةٍ وألم كلّما ذكرت بعض الأسماء أمامه؟ّ وإلى متى نكون نحن السبة الأكبر إذا ذكر أسمه في محفل من محافل الصحب والأخوان؟

قد يكون كلامي هذا قاسياً، لكني لا استثني احداً حتى نفسي ، لأن الواقع نحن من عطّل الكثير من مشاريعه ونحن من أبعده عن مستحقّيه في الداخل والخارج، ونحن من صدّره للعالم بغير صورته الحقيقيّة، فهل نعترف بفشلنا المتكرّر معه، وخطأنا المتراكم عليه وأثمنا المبعد عنه؟!، فالأمر لكم والفرصة بين أيديكم لترجعوا ليوم ولادة العصر الجديد والعهد القويم يوم قال الصدر (لا تدعوا هذا الزرع الذي حصدتموه بفضل الله سبحانه وتعالى أن يضيع أو يجف ..) خصوصاً ونحن نعيش ذكرى فاجعة إستشهاده ، فأجعلوه يرى وعدكم وعهدكم القديم ويشهد على وعدكم وعهدكم الجديد.
فيا أيها (الصدريون) أمّا أن تهجروا ما ذكرت وما خفي، أو يهجركم السيد مقتدى الصدر ولو باطنياً وإلى الأبد.

النجف الأشرف
٦/شهر شوال/١٤٤٠

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار