الثقافية

توظيف جماليات الخط العربي في القرآن الكريم “محمد علي داعي الحق انموذجا “

في ذكرى تابينه جمعية الخطاطين في كربلاء واتحاد الادباء يستذكر ذكراه

بقلم الناقد التشكيلي: د. حازم السعيدي
جمالية الكتابة وجمالية الخط العربي هما نظريتان تتكافئان في انشاد النزعة الشكلية للحرف مهما كانت صفته ومهما كانت موارده من حيث أن الاثنين مستهل حقيقي للناقد والمتذوق وقد نجد ان التحليل خوض ليس بالسهل بل ومدعاة للبحث وهو البحث عن سبل المعرفة الاستبطانية ولكن هذا وحده لايكفي لسد النقص الوارد في ثغرات ماتصاحبهما من أثار , اذ يذهب البعض الى نقل الاحترافية المدعمة بالتقنية وسبل تنميقها وانجاحها كمحور ثالث للنجاح , الا اننا نعاني من وجود الجمال في الجيد والحسن وفي الفن تحديدا وما كان منه في الخط العربي اذ نتمكن من تطبيق مفردة الجميل بعيون الاخرين بعد ان نستخدم المبررات في مقارنة العمل بغيره او مقاربته لغيره , وهنا نلجأ الى توظيف قوة الحرف العربي المخطوط او الممشوق وفقا لنسبه او قواعده ونوعيته وهذا بحد ذاته خطوة اولى للتوظيف فتتبين سمات المخطوطة في التكوين والانشاء والقواعد والخط وربما تضاف لذلك الزخرفة , بوصفها نزعة شكلية ليست اقل من الكتابة وتمتلك الدلالة ذات القيم الجمالية , لذا ان العمل الخطي لدى ” محمد علي داعي الحق ” يذهب الى اتساق نماذجه بالعودة الى الجذور بعيدا عن الشكلانية المهجنة او المجنسة في تبنيها الحرف مع الرسم او الرسم بالحرف من هنا تنبثق أثرية ومعيار الفن العربي لما له من تأثير في البنية الحالية المتواجدة على ارض الفن حيث تواجدها بفعل التغلب على قواعدية الحروفيات الممنهجة ازاء تجسيم الحرف لا ازاء سطحيته وهذا تطلب الخوض في اعماق ليست بالسهلة عبر الشكل اولا ثم التكوينات التصميمية , وكان مما جاءت به نظريات الجمال في الكتابة والخط هو ممارسة المتلقي لاعمال “داعي الحق ” واخضاعها الى نسب الجميل في المشق والقواعد ومثلما اكدنا هي معايير نصوغها كمحبين للخط العربي في معالجة المنهجية العقلية لرسم الحروف العربية واعتبارها برهان حق ونتاج مميز للقرآن الكريم واللغة العربية , لذا تعد اعمال الخطاط ” داعي الحق ” فنون جميلة اساسها تنظيم شكلي وتجربة تقنية اساسها التذوق المنزه عن الغرض للشكلية فلا مجال وميدان ومساحة حقيقية الا لاجل الفن واننا كمتابعين للخط العربي لا نجد المساحة الكافية لرصد الجميل “الحسن والجيد “من جهاته الاربع فحسب وانما من جهاته الست “في اتجاه يصل الى مديات كثر وباتجاهات كثر وبذلك نكون قد استنطقنا السطوح المكعبية بحجومها ومساحاتها ومحيطاتها , دونما استبعاد لجهة او سطح ذلك ان الخلل يبدو حينما نريد ان نحلل مخطوطة من مخطوطات “داعي الحق ” الا اننا سنبقى في ذات السياق حينما نماثله بالبغدادي هاشم او الامدي حامد اوسامي وشوقي غيرهم , في ان ماندركه هو انفعال جمالي خالص حددته مكونات الحروفيات كشكل موضوعي ذو معنى , فلا معنى بلا شكل كما العكس وهذا منهج اعلام الخط العربي وهم يدركون شكلية الحرف وانتمائه لعالم الجذور الاصيل وماكان بين يدي “ابن مقلة ” و”ابن البواب “

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار