الثقافية

أبطال مسلسل الهيبة يواجهون الحصاد المر

((وان_بغداد))

لم يفقد الجزء الثالث من مسلسل “الهيبة” روح التشويق والإثارة التي تمتع بها في جزأيه السابقين. ولا يزال العمل المعروض ضمن الدراما الرمضانية على عدد من القنوات اللبنانية والعربية يحظى حتى الآن بمتابعة كبيرة واهتمام لافت من قبل الجمهور اللبناني والعربي، رغم الجدل الذي أثير حوله.

الكثير من الجدل أثير حول مسلسل “الهيبة” في جزئه الثالث، كونه يحتفي بالعنف، ويبرز نموذجاً خارجا عن القانون من خلال شخصية جبل شيخ الجبل التي يؤديها النجم السوري تيم حسن.

المسلسل الذي أخرجه المخرج السوري سامر برقاوي تتابع عليه ثلاث نجمات لبنانيات: نادين نجيم، ونيكول سابا في جزأيه الأول والثاني، أما هذا الجزء فتتقاسم بطولته الرئيسية النجمة سيرين عبدالنور، إضافة إلى مجموعة متنوعة من النجوم والنجمات من سوريا ولبنان بينهم الفنانة المتألقة منى واصف، وعبدو شاهين، وأويس مخللاتي، وروزينا لاذقاني، والنجمة ختام اللحام وعدد آخر من النجوم والنجمات. ويذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها كل من تيم حسن وسيرين عبدالنور في عمل درامي.

لا شك أن شخصية جبل شيخ الجبل واحدة من الشخصيات التي ستضاف إلى رصيد الفنان تيم حسن، هذا النجم السوري الذي ألفه الجمهور العربي في أداء الأدوار الرومانسية. شخصية جبل تحمل الكثير من نقاط الثراء الأدائي لأي ممثل، فهي شخصية قيادية تتمتع بالنفوذ والقوة، وتواجهها خيارات صعبة عليها أن تحسم أمرها حيالها بسرعة ودون تردد. في الجزء الأخير الذي يعرض بعنوان “الحصاد” نلحظ أن هناك تحولاً في تلك الشخصية المحورية، إذ نجدها أقرب هذه المرة من الرومانسية واللين في علاقاتها بالآخرين.

في هذا الجزء تظل الاختيارات الصعبة مهيمنة على مجريات الأحداث بقوة، وتتوالى كذلك المفاجآت. لم تتوقف المفاجآت عند عودة شاهين ابن عم جبل إلى الحياة بعد موته خلال الجزء الثاني، بل تتعدى ذلك إلى عدد من التفاصيل الأخرى التي تظهر تباعاً خلال عرض المسلسل. تنطلق الحبكة الدرامية في المسلسل من اللحظة التي أُطلق فيها النار على شاهين ابن عم جبل وذراعه الأيمن، والذي يؤدي دوره الفنان عبدو شاهين.

في هذا الجزء تغير جذري في جغرافيا الأحداث
بعد تأكد أهل الضيعة من موت شاهين المروع، تأخذنا الأحداث إلى تفاصيل أخرى مغايرة، إذ يكتشف جبل أن ابن عمه لا يزال حياً، فينقله على الفور إلى أحد المستشفيات في بيروت تحت مراقبته، وفي ظل تكتم شديد، حتى على والدته (ختام اللحام) التي تؤدي هنا أحد أبرز أدوارها. في المسلسل تطالعنا أيضاً الفنانة منى واصف التي تؤدي دور والدة جبل في تركيبة قاسية، برعت واصف في إبراز ملامحها جيداً كعادتها. وهذه المرة تخوض أم جبل تحديات قاسية للحيلولة دون تفكك شمل العائلة. لعل اللافت في أداء واصف هنا هو قدرتها على الجمع بين الشدة واللين، ومشاعر القسوة والحنو في آن معا، فابنها الأكبر جبل يفر هارباً من ملاحقة البوليس، أما ابنها الثاني صخر (أويس مخللاتي) فيعاني من جراء إصابته بالعمى، كما تجاهد الأم أيضاً للسيطرة على مشاعر التمرد التي أعلنتها ابنتها منى (روزينا لاذقاني) بسبب حزنها على حبيبها شاهين الذي تتهم أخويها بقتله.

في هذا الجزء نرى تغيراً جذرياً في جغرافيا الأحداث، التي تتحول من الضيعة الحدودية إلى بيروت، حيث انتقل جبل للإقامة كي يكون قريباً من ابن عمه الراقد في المستشفى بين الحياة والموت. يعيش جبل في بيروت متخفياً تحت اسم مستعار بمعاونة مساعديه، وهناك أيضاً يلتقي بطل العمل بالمذيعة نور رحمة التي تلعب دورها الفنانة سيرين عبدالنور. تلعب الصدفة هنا دورها في ترتيب هذا اللقاء، فالمذيعة الشهيرة التي تحب البحث عن القضايا المثيرة والشائكة تجد نفسها متورطة في علاقة غرامية من أحد أكثر الأشخاص المطلوبين للعدالة من دون أن تدري. ولا تكاد المذيعة الشهيرة تنعم بذلك الحب حتى تكتشف حقيقة حبيبها، فتجد نفسها محاصرة بين حبها ومهنيتها التي تفرض عليها اتخاذ قرارات صعبة، كما يشهد المسلسل تطورات حادة ومواجهات مسلحة.

هي مفاجآت وأحداث شائكة ومتسارعة، تتمتع بحبكة متوازنة هذه المرة. الأحداث حتى الآن مرشحة للتصاعد، خاصة أننا نواجه العديد من المنعطفات الحادة، كبوادر التمرد في الضيعة الحدودية، ورغبة والدة شاهين في الانتقام من جبل وأسرته، والكيفية التي ستتطور بها العلاقة بين جبل والمذيعة نور رحمة. نقاط كثيرة معلقة، ربما تحمل الحلقات القادمة إجابة عليها، وربما تظل محتفظة بغموضها، كإرهاصات لجزء رابع من هذا العمل. حتى الآن لم تتضح نية الشركة المنتجة (الصباح إخوان) في تقديم أو عدم تقديم جزء رابع من العمل، هذا العمل الذي لم يفقد متابعوه حماسهم حتى الآن، ما يبقيه على لائحة أكثر الأعمال الدرامية مشاهدة في لبنان.

انتقال شاهين إلى المستشفى في العاصمة هو الوسيلة التي اعتمد عليها صناع الهيبة هذا الموسم في تغيير جغرافية المكان من المنطقة الحدودية إلى المدينة، ما أوجد إشكاليات مختلفة ونقاط اشتباك مغايرة عن طبيعة أجواء الضيعة. من المفارقات المبنية على الصدفة في هذا الجزء انتقال شقيقة جبل الوحيدة “منى” إلى بيروت للعمل في إحدى القنوات التلفزيونية، وهي نفس القناة التي تعمل بها المذيعة نور رحمة، وهناك عدد من المفارقات الأخرى على هذه الشاكلة ما دفع البعض إلى انتقادها، ورغم شبهة الافتعال التي تنطوي عليها هذه المفارقات، إلا أنها دفعت الأحداث نحو أبعاد أكثر تشويقاً.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار