مقالات

آفة الفساد ومخاطرها

((وان – بغداد))
بقلم ماجد الشامي:
ما نشهده في مجتمعنا، وما نعانيه كلّ يوم في الكثير من مناحي حياتنا، حتّى أصبح موضوع الفساد جزءًا من أحاديثنا اليوميّة الّتي لم تعد تصدمنا أو تثير استغرابنا أوحتى استنكارنا؛ إنّه الفساد الّذي مدّ أذرعه إلى كلّ الميادين، فبات يسرح ويمرح في كل شيء ، في السّياسة وكأنّه ابن المجتمع وواحد منا، أما في مجال التجارة والاستحواذ على اراضي الدولة حدِّث ولا حرج، أمّا في المجتمع، فالفساد بات يأخذ أوجهاً كثيرة وعديدة، ومنها ما هو مبتَكَر ومستجدّ، مستفيداً من كلّ التّطوّر في عالم النصب والاحتيال والابتزاز وكذلك السكوت المطبق من عدم تطبيق القانون.
ولا يقتصر الفساد على فئة دون فئة، ولا على طبقة دون طبقة، ففي كلّ الفئات والطّبقات فاسدون؛ كلّ على مستواه، وعلى قدر استطاعته ومتناول يده، وبحسب الموقع الّذي هو فيه، والأدوات الّتي يمتلكها.
والنّتيجة؟! فإن مجتمعنا متقهقر متقاعس، منحدر نحو الهاوية، يعيش التخلّف عن ركب الحضارة والتطوّر، ويسير في آخر قوافل الأمم، وتنتشر فيه الجريمة والرّشوة والسّرقة والاحتيال وعدم الثّقة والأمان بين أفرادها…
والله اخبرنا انه لا يحبّ الفساد ولا المفسدين، كبارًا كانوا أو صغارًا، مواطنين عاديّين أو وزراء أونواب او حجاج ( جحاجيح)…، ويحمّلهم مسؤوليّة هلاك الحرث والنّسل، وخراب الأرض، وضياع الحقوق، وانتشار الأمراض الأخلاقيّة والاجتماعيّة، والانحراف بالمجتمعات عن طبيعتها وخطّها الّذي ينبغي أن يقوم على العدل والاستقامة والحقّ…
يقول الله سبحانه في كتابه الكريم، محمّلًا الإنسان نتائج انتشار الفساد: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، ويقول أيضًا حاثًّا على الابتعاد من الفساد: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}، محذّرًا هذه الفئة من النّاس بأنّ مصيرهم الخسران: {أولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
ولكن بقي بصيص امل ، او الضوء في اخر النفق ، ليكون طوق نجاة من انياب الفساد، ألا وهو سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بعد أن خانه القريب قبل البعيد
فإذا لم نبتعد من طريق الفساد، بل إذا رضينا بالفساد وسكتنا عنه، فسوف تشملنا عواقبه الوخيمة الّتي لن تميّز الفاسد من غير الفاسد، وسندفع جميعنا الثّمن من أمن مجتمعنا وسلامه واستقراره ومصيره.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار