مقالات

كتب علاء عبد دلي اللهيبي مقال بعنوان” هل تفعلها إسرائيل وتقصف ايران”

((وان – بغداد))
علاء عبد دلي اللهيبي:
وأنا انظر الى النيران التي تلتهم الحقول الزراعية في محافظة صلاح الدين بفعل الأقراص الحرارية التي ألقتها الطائرات الأمريكية شعرت للوهلة الأولى إن أطراف الصراع في المنطقة قررت على مايبدو الذهاب الى سياسة حافة الهاوية على أمل تراجع طرف ما ليتسنى تحقيق مكاسب يراها كل طرف أنها ممكنة.
صحف إسرائيلية سربت معلومات عن صفقة القرن لإنهاء القضية الفلسطينية المزمع طرحها بعد شهر رمضان وهي بحاجة الى كبح نفوذ إيران والحركات المسلحة المدعومة منها. روحاني يعلن عدم الإلتزام ببعض بنود الإتفاق النووي، وواشنطن ترسل حاملة الطائرات إبراهام لينكولن الى الخليج مع قاذفات وطائرات نفاثة. دول الخليج المنزعجة من إيران لاتمانع في القيام بأدوار اكثر تشددا ودعما للموقف الأمريكي.إسرائيل تعمل على تهيئة الظروف الملائمة للحصول على مكاسب أكبر. وهناك حراك سياسي وعسكري متصاعد، فوزير الخارجية مايك بومبيو يزور بغداد، ويمارس ضغوطا كبيرة على المسؤولين العراقيين ليقتربوا أكثر من الرؤية الأمريكية للصراع. عادل عبد المهدي يجمع رؤساء حكومة سابقين وزعامات وسياسيين في لقاء تشاوري لإتخاذ موقف محدد من الطلب الإيراني بتخفيض إنتاج النفط العراقي. بينما تتصاعد الأصوات المؤيدة والرافضة للدور الأيراني الأمريكي في العراق، تقابلها دعوات لتحييد بغداد عن الصراع.
لكن المؤكد هو إن أي تصعيد في الموقف بين طهران وواشنطن لن يكون بعيدا في تأثيره الصادم على العراق، فالقوات الأمريكية والقواعد العسكرية منتشرة على أراضيه، والمنظمات العسكرية الرافضة للوجود الأمريكي لم تظهر تراجعا في مواقفها، وهناك منظمات في لبنان واليمن وسوريا وفلسطين تستعد لعمل كل شيء من أجل تحقيق مكاسب على الأرض ومواجهة التحركات الأمريكية المتوقعة.
هل هناك صفقة بين إيران والولايات المتحدة برغم كل هذا التصعيد؟ هذا ماتوقعه صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الذي يرى إن المجموعات المسلحة في العراق تعمل على حماية مصالح إيران، لكنه يتوقع صفقة ما، خاصة مع إستمرار الرئيس الأمريكي تأكيد دعواته للحوار مع الإيرانيين لكنه يضع شروطا لاتبدو إيران مستعدة لتنفيذها، وهو مايؤشر حال التصعيد المتوقع وإمكانية ضرب إيران من قبل إسرائيل على أن تتولى واشنطن تأمين الظروف المساعدة لنجاح الضربة الإسرائيلية، ومنع ايران من تهديد مصالح الحلفاء في المنطقة، وحماية أمن إسرائيل، وقد تدخل كطرف مساعد، بينما لايمكن تجاهل طبيعة التواجد العسكري والتحشيد الأمريكي المتواصل في الخليج ماينذر بمواجهة وشيكة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار