الثقافية

الآثاري الموصلي الشاب صفاء صهيب: الوزير الحمداني منحني جرعة امل كبيرة لاحياء حضارة بلاد الرافدين

متابعة – علي الخفاجي

مثلما بدأ اسلافه الاشوريين بالطين والصخر، بدأ هو، لكن الآثاري الشاب كان قد دخل حقلاً جديداً في العراق بعد العام 2003. بمهنة تسويق التراث واللغات العراقية القديمة الى المجتمع وتعريف العامة بها.
لمستواه وشغفه الذي أظهر أبداعاً في تناول تأريخ بلاد الرافدين، أستقبله وزير الثقافة والسياحة والاثار الدكتور عبد الأمير الحمداني بمكتبه، انه صفاء الدين صهيب من مدينة الموصل، خريج كلية الآثار قسم اللغات القديمة في جامعة الموصل عام 2017، دفعه الشغف الى تطوير خبرته في اللغات العراقية القديمة، والبدء بمشروع كبير في محتواه ومغزاه.
“ليس سهلاً، إعادة بث الحياة في الثقافة الآثارية في نفوس الجيل الجديد” هكذا يقول صفاء الدين. يبدو متشائماً لكن أنامله لا توقف النحت على الطين.
قال عنه الدكتور الحمداني انه “يستخدم تقنية عالية في استخدامه للالوان التي تجسد رموز الاله عند العراقيين القدامى”، مبدياً اعجابه الشديد بموهبته.
الحمداني اشار ايضاً، خلال استقباله الاثاري الشاب، الى مطالبته بتعيين خريجي كليات الاثار، مبيناً ان “هناك اكثر من 1500 متدرب ضمن فرق إعادة إعمار المدينة القديمة في الموصل”.
وبالاشارة الى ما تحمله نينوى من تأريخ قال الحمداني “في العام 2016، توليت عمليات المسح في مناطق مخمور والكوير وعثرنا خلالها على مستوطنات اشورية عبارة عن قرى زراعية كانت تمول الامبراطورية الاشورية بالمواد الغذائية وأوصلتها الى مرحلة الاكتفاء الذاتي”.
موقع وزارة الثقافة تحدث الى الشاب صفاء الدين صهيب عن ما شده الى دراسة الآثار قبل ان يبدأ رحلته هذه، ويقول: “في العام 2014، عملت مع الزملاء في قسم اللغات القديمة على تنظيم معارض فنية في الكلية لتقديم أعمال تحاكي الابتكارات العراقية القديمة، ولتقريب فحوى الاثار الى المتلقي لكي تكون علامة عراقية، بدأنا ذلك قبل اجتياح تنظيم داعش لمحافظة نينوى”.
يضيف صهيب، “عملنا على قطع صغيرة مشابهة للاسطوانيات بالاشتغال على مادة الطين لصناعة التذكارات باللغة السومرية المسمارية، من أجل تحفيز العراقي وإطلاعه على ماهية اللغات العراقية القديمة، إتبعنا في هذا السياق كتابة الاسماء على القلائد بالمسمارية لمزج الماضي بالحاضر بالاضافة نماذج من الصولجانات، وحدات الوزن، نصوص مسمارية وبابلية وأشورية معروفة ومشهورة، وخرائط قديمة”.
سألناه ماذا حدث بعد 2017 عام التخرج من كلية الآثار، قال انه بدأ العمل منفرداً على نماذج من التذكارات الشخصية وتسويقها على السوشيل ميديا محلياً كمصدر رزق، ويستدرك، “أعمالي وصلت الى سائحين ومهتمين بالآثار من ألمانيا، فرنسا، هولندا والولايات المتحدة، بالاضافة الى العراقيين المغتربين”.
ويتابع الآثاري الشاب الذي يقول “نحن بحاجة الى ترميم العقول قبل ترميم الآثار”، والذي يعمل هاوياً حتى الان، “أنت عندما تذهب الى مصر، او تركيا، او اي بلدٍ معروف بتاريخه، تعود بتذكار واحد على الاقل يميز حضارة ذلك البلد.. نحن في العراق ابتعدنا كثيراً عن تسويق حضاراتنا رغم وجود امكانية لذلك، مع هذا فأنا أشكر وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني لإهتمامه ولقائه بي ومنحي جرعة أمل كبيرة لإحياء حضارة بلاد الرافدين وتطوير مستواي العلمي”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار