الثقافية

جمالية النحت الخزفي في المعرض السنوي لجمعية التشكيليين في بغداد الاساليب والطرق

بقلم الدكتور حازم السعيدي
في افتتاح مهيب للسيد رئيس الجمهورية الاستاذ برهم صالح تم رفع الستار عن مكنونات التشكيل العراقي لاعمال اعضاء جمعية التشكيليين العراقيين في بغداد حيث توزعت اغلب المعروضات على تنويع نحتي وخزفي واخر في الرسم , الا ان ما لفت الانظار حضور الخزف المعاصر بتشكيلاته ولونياته وحجومه المتباينة واسمائه واعلامه , فما نرغب الاشارة اليه هنا ذلك التنوع ابان ما يشهده العالم ومواقع التواصل من تسارع الظهور ونقل التجارب من الفنان الى المتلقي واثرائه بضروب انشطتهم الخلاقة التي تميزت بحرية الفنان وعدم حظره وتحوله الى التجديد الاسلوبي , فكان من الواضح عدم اقتصار المعرض على ثيمة موحدة بوصفها غرس فردي فالنظام والجمال كان لهما الحضور الاوفر بين الاعمال الفخارية والخزفية المشاركة , ولما تمثله الجميل الافلاطوني في سمو العمل الرفيع ومنه اعلاء النفس .
قد اعتمد الفنان الخزاف والنحات الخزاف على اظهار اسلوب النحت البارز في جل الاعمال سواء اكانت شكلية او حجمية او لونية ويستعمل هذا النحت غالبا في صناعة بعض الميداليات والاعمال الجدارية كالالواح المتوسطة او الغائرة وقد يكون شديد البروز اوغائرة اي تحت مستوى سطح القالب المنفذة بتقنية عالية .ومنها عدة انواع من النحت البارز الناتىء المنخفض وغالبا مايستخدم على جدران الاشكال والاعمال الخزفية وهي صورة اسقاطية تبرز خلفيتها بعمق ضئيل . في حين نجد في مقابل ذلك اسلوب النحت النافر لبعض الاعمال في المعرض وتمثلها قياس مرتفع نوعما كانت صورة بارتفاعات نافرة عن الارضيات والخلفية بارتفاع قد يصل الى سنتمرات واكثر . فالنحت البارز النافر والنحت الغائر كلاهما اسلوبين تقنيين في المجموعة المعروضة ويدعى بالغرق احيانا ويتم انشاؤه على الواح من الطين لا تزال فيه المادة من داخل الشكل المراد تشكيله بحيث يصبح الشىء غائرا تحت مسطح اللوح , وتجىء الفكرة المستخدمة تأثرا وتأثيرا بقدماء العراقيين من الحضارات السالفة لتمثيل الحياة اليومية للناس في العراق القديم ومنه ما استظهرتته اعمدة شرائع حمورابي المدونة بالمسمارية.
كما تسمى انواعه البارزة والناتئة انها نقش تبرز من ارضيتها او خلفيتها ويعطي اطلاع بأن المنحوتة الخزفية جسمت فوق سطح الخلفية , وفعلا مايتم نقشه على السطوح المستوية او المتعرجة , مع ترك اجزاء من الخامة غير منحوتة , ويعتبر اسلوبا فنيا , من ابرز خاماته الطين وهنا تعرف المتلقي الى ان النقش البارز المرتفع يبدو اكثر بروزا وارتفاعا في حين ان الناتىء اقل ارتفاعا وتبسيطا وجاءت بشكل خطوط باستخدام الالة الحادة . والنقوش البارزة كانت شائعة على جدران الاعمال لما قام به النحات بسرد قصة كاملة مرموزة على مساحات كبيرة عمودية او افقية , فالنقش البارز هو الاكثر ملائمة لتصوير موضوعات مستهدفة في الفن العراقي المعاصر كما استخدم من قبل في الحضارات السومرية والبابلية وهو نوع متطور للنحت البارز يشكل فيه الشىء مع مبالغة في تشكيل الشىء المجسم , ويصبح ملتصقا باللوح من ناحية واحدة وبأقل مساحة ,ويظهر المجسم بارزا اكثر ويعلو الارضية بكثير . بينما ظهر النحت التجسمي الخزفي او ذي الثلاثة ابعاد بوصفه فن تجسيدي يركز على انشاء البارز والمجسم اي ثنائي وثلاثي الابعاد ومنها ماتكون واقعية ومنها ماتكون تجريدية وحينما نتتبع انواعه المستخدمة في صناعة الخزف تكون الاعمال الشكلية ملتصقة بالقاعدة فقط بحيث ترى من جهاتها كافة .وفيه يكون العمل النحتي الخزفي محاطا بالفضاء من زواياه ويصبح كتلة في الفضاء يمكن لمسها والدوران حولها .
عني اغلب الفنانين المشاركين بجمالية التطبيق الفني لفنون الفخار وتضمنت بتناول التطبيقات الفنية واهميتها في حين اقتضت الحاجة بهدفها إلى إلقاء الضوء على استخدام تقنيات الفخار والخزف لديهم, و نظراً لأهمية الملازمة والاحتكاك الفني فيما تقدمه من حلول تصميمية و فنية جديدة و مبتكرة تعليمية وتطبيقية خاصة في مجال الخزف كونها إحدى الأدوات الفعالة للتعبير عن ألافكار والابداع في صيغ تشكيلية خزفية مختلفة اتبعت مناهج محددة ذات حرية عالية لبيان جماليتها وتكمن في أنها تؤدي الى تنمية القدرة على تطوير المشاهد والمتلقي لفنون النحت والخزف الامر الذي يؤدي الى زيادة التحصيل الفني .فضلا عن الافادة بمهارات فنية كأستراتيجية للتعلم وتشجيعهم في تلقي المناهج المطروحة كافة ووضع اليات للتطبيق الرصين كما تكمن أهميتها في الحفاظ على الهوية والخصوصية الثقافية في عصر العولمة والانترنت وذلك من خلال تثقيف المتلقي بنشر تراثه (الشعبي ) من خلال ما يمكن إنتاجه من اعمال فنية. و قد اظهرت نتائج العرض تحقيقها في تطبيق النحت الخزفي وورود النقلة الاحترافية في تلقيها واسهامها بشكل كبير في تطوير مادة التقنيات على الخزف نظراً لإعتماد إنتاج الاعمال وإمكانية الخروج بها من تطبيقاتها التقليدية على المسطحات إلى تطبيقها على الأشكال المستديرة وغير المنتظمة والشاقولية والمستدقة والتلقائية وغير المنتظمة على خامة الطين المحروق وخلصت إلى أن تطبيق هذه التقنية ( التطبيقات الفنية ) تساهم بشكل كبير في تأهيل وبناء القدرات الفنية المنتجة والمبدعة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار