الرياضيةمقالات

كتب الاعلامي الرياضي نور نزار مقال بعنوان “مكافحة المنشطات”

(( وان – بغداد))

مع تسارع التطور في كل المفاصل الرياضية واشتداد المنافسة على المستوى الفردي والجماعي والسباق الكبير من اجل تحقيق الانجازات الرياضية من قبل اللاعبين والرغبة في تحسين الاداء البدني والفني دخلت المنشطات بصورة واسعة في الاوساط الرياضية من اجل الوصول بصورة سريعة الى القمم العليا في الاداء ولكن بطريقة غير مشروعة ومحرمة دوليا ..هذه الافة فيها تفاصيل عديدة والكثير من المواد تصنف بأنها منشطات يمنع استخدامها لذلك دأبت اللجنة الاولمبية الدولية على محاربتها بقوة و وضع الكثير من الخطوات للحد من استعمالها وانتشارها من خلال استحداث الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات WADA والزام البلدان بالكثير من الشروط والقوانين … ولكن هل تعلم ان العراق لحد هذه اللحظة لا يملك مختبرا واحدا معتمدا دوليا لفحص اللاعبين والكشف عن المنشطات لذلك يفترض ان يكون في العراق وكالة رسمية تابعة للدولة لمكافحة المنشطات NADO تتولى هذه العملية ولكن نتيجة لظروف العراق فانه ما زال مستثنى من انشاء هذه الوكالة و تكون معترف بها من قبل المنظمات الدولية.
لكن في ظل الوضع البائس للرياضة العراقية وفي ظل الخلاف الكبير بين مؤسساته وعدم وجود قوانين جديدة تنظم العمل بجميع مفاصله وعدم استقلالية الاتحادات الرياضية ماليا فأنها ستعاني كثيرا في عمليات الفحص الدوري بسبب التكلفة الكبيرة جدا مقارنة بالوضع المالي السيء للرياضة بشكل عام والاعتماد الكلي على التمويل الحكومي وعدم وجود التسويق والاستثمار الرياضي .
فمثلا عملية فحص اللاعبين ضد تعاطي المنشطات تكلف مابين ٣٠٠٠ الى ٥٠٠٠ دولار للاعب الواحد وبحسب قانون الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات WADA فأنه كحد ادنى يجب اختيار لاعبين اثنين من كل فريق عن طريق القرعة فاولا عملية اخذ العينات يجب ان تتم وفقا للوائح المختبرات الدولية وبواسطة اجهزة ومعدات مصادق عليها من وكالة WADA فقط هذه المعدات تكلف اكثر من ١٠٠٠ دولار للعينة الواحدة بعد ذلك ترسل العينة الى احدى المختبرات المرخصة
فحص العينة الواحدة يكلف مابين ٢٠٠٠ الى ٣٠٠٠ دولار وايضا تخزن جزء من العينة لمدة ٢٠ سنة في برادات المختبر وهذه العملية مكلفة.
فاذا اراد اتحاد كرة القدم على سبيل المثال لا الحصر ان يدخل عمليات الفحص ضد المنشطات فان هذا البرنامج سوف يكلفه اكثر من مليون دولار سنويا.
وهنا اذكر معلومة ان نظام التراخيص الاسيوية الذي يطبق الان في القارة الصفراء فيه بند خاص عن المنشطات وكيفية التعامل مع هذا الملف وهنا لانعرف كيف ستتعامل الاندية معه وتطبقه وهل الاتحاد جاد اصلا في تطبيق التراخيص بحذافيرها ؟؟
لذلك عاجلا ام اجلا سوف ترغم اللجنة الاولمبية الدولية ووكالة WADA العراق على تشكيل وكالة محلية وفق الضوابط العالمية وهنا سيدخل العراق في صراع كبير في كيفية انشاء هذه الوكالة وكم سيكلف استحداثها والمشكلة الاكبر هي كيف ستتعاطى الاتحادات مع الكلف المالية الكبيرة وهي من تتشكى ليل نهار من قلة التخصيصات المالية
السؤال الاكبر هل لدى المسؤولين على الرياضة العراقية اي دراية بكل ما يتعلق بهذا الموضوع الخطير اذا ما علمنا ان هناك جهل كبير باسماء المواد المحظورة ونوعياتها والعقوبات المترتبة على استخدامها وافضل مثال ما حدث مع حارس المرمى فهد طالب بعد تناوله لمادة منحفة تحتوي على مواد محظورة وتصنف على انها منشطات ولا يجوز استخدامها الا برخصة طبية تسمى TUE وايضا اللاعب امجد راضي الذي ثبت في عينته تواجد ٤ مواد محظورة ….هنا تكمن الخطورة بأن الناشطين في الوسط الرياضي في جلهم لا يعلمون ما هو المرخص وغير المرخص ..فكيف سنتعامل مع هذا الملف المهم جدا وهل سنبدأ باتخاذ خطوات جادة لمكافحة المنشطات ام سيبقى الحبل على الغارب ونترك الصدفة هي من تقرر مصير الرياضيين …هذا السؤال نطرحه على كل من هو مسؤول سواءا في الاندية او الاتحادات او اللجنة الاولمبية .

رأيك يهمنا علق وشارك الموضوع من اجل الفائدة

#نور_نزار

#المنشطات_وباء_خطير

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار