مقالات

كتب الشيخ محمد العبودي مقال بعنوان”نبيٌّ في حضرة الصدر”

(( وان – بغداد))
بقلم: الشيخ محمد العبودي:
.
في ذكرى إستشهاد صدرنا الأول، السيد محمد باقر الصدر (قدّس سرّه)، علينا أخذ العبرة والتذكرة من وصاياه ونبوءاته، حيث يقول السيد كاظم الحائري (دامَ عِزّه): رأيت ذات ليلة في عالم الرؤيا، أنّ نبيّاً من الأنبياء قد حضر بحث أستاذنا الصدر ، وتشرّفت بعد هذا اليوم بلقاء أستاذنا الشهيد في بيته الذي كان واقعاً – وقتئذ – في شارع الخورنق، وحكيت له الرؤيا، فقال لي: إن تعبير هذه الرؤيا، هو أنني سوف لن أوفّق لتطبيق رسالتي التي نذرت نفسي لأجلها، وسيأتي تلميذ من تلاميذي يكمل الشوط من بعدي. أنتهى كلامه (قدّس سرّه).
.
لا شك أن هذا الشرف العظيم الذي تنبّأ به صدرنا الأول، وهو تكليف تولي الرسالة والثورة الإلهية العراقية ضدّ حكومة صدّام و اسياده ، يتمناه جميع طلبته على الإطلاق ولكنه خصّها بواحدٍ فقط، فمن هو هذا الشخص؟ ولماذا لم يصرّح باسمه مع وضوح أهليّته وتقدمه؟!
ولو عدنا للقاء الحنّانة، فإن شهيدنا الثاني قد ذكر أن الأعلم من طلبة الشهيد الأول على الإطلاق هم ثلاثة، كل من شهيدنا الصَّدر الثاني والسيد كاظم الحائري والسيد محمود الهاشمي الشاهرودي، ولا بدّ أن تنطبق هذه النبوءة والتعبير على واحد من الثلاثة لكونهم الأعلم والأقرب، بصريح قوله (وسيأتي تلميذ من تلاميذي)، فلا يتصوّر أو يقال بانطباقها على الثلاثة مجتمعين أو على أثنين من الكل، وعلى هذا فمن لم تنطبق عليهما النبوءة لا يمكن أن تثبت لمن هو دونهما بالأعلمية وأكثر منهما ابتعاداً وعزلة، لأن السيدين الجليلين ( الحائري والشاهرودي) قد تركا العراق بعد إستشهاد مرجعهما ولم يعودا على الإطلاق، بل لم يتبنيا ثورة عراقية خالصة كما تنبأ مرجعهما، وعلى هذا لم يبقَ إلا مرجعاً عراقياً أعلم من أهل بيت الصدر تنطبق عليه النبوءة و التعبير بشرطها وشروطها، فهو لم يترك العراق وشعبه وأقام ثورة عراقية خالصة على فكر مرجعه أطاحت بزمر البعث وحاكمها، حتى تشرفت بدمه الطاهر ودماء نجليه ( قدست أسرارهم) ، وليس هذا فقط بل أوصى لوريثه القائد من بعده بالحفاظ على نتائج هذه الثورة الإلهية العظيمة وعلى عراقيتها وتوسعة رقعتها لتشمل المواجهة المباشرة مع الثالوث المشؤوم وذيوله في المنطقة وإفشال مخططاته المستقبلية، وهذا ما لم يستطع أن يخوض غماره أكابر العلماء إن لم نقل بوقوف بعضهم ضدّه!

وبهذا يثبت أن وراثة آل الصدر لقيادة هذه الأمة وهدايتها ليست صدفة أو عرضاً، بل هي وراثة وتكليف خصّه الله تعالى بهم وجمع القلوب المخلصة حولهم ثم جعل قلوب الظالمين بأيديهم.

وستشهد الساحة في قابل الأيام التشكيك بأعلمية الوريث القائد وتكليفه كما فعل القوم مع أبيه الولي، فلا ينبغي الغفلة عن النبوءة الصريحة والوصية الواضحة بتكليفه وقيادته وأعلميته وبأمور الدين والوطن.

كتبت ٣/شهر شعبان/١٤٤٠
الموافق ٢٠١٩/٤/٩
النجف الأشرف

★ ملاحظة: ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي كاتبها ولا تعتبر من سياستها

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار