مقالات

ديموقراطية (فرّق تسد) البريطانية الأميركية في العراق !!!!!.

بقلم :-سمير عبيد

* فشل محاولة البعض نقل التجربة الإيرانية !.
* أستفحال الأبوية الحزبية والدينية !.
* أصرار على التشرذم الوطني والشعبي !.
* ——————-

نعم ..أنهم يضحكون علينا شدق أفواههم ..والسبب لأننا قبلنا أن يكون شعبنا مكباً لنفاياتهم السياسية و الثقافية والفكرية.!.

وقبلنا أن تكون أسواقنا وبطوننا وجيوشنا مكباً لنفاياتهم العسكرية والصناعية والدوائية .

وقبلنا أن يكون شعبنا وبلدنا مختبرا لتجاربهم الفاشلة والجديدة وحتى لتجاربهم التي نقلوها لبلدان أخرى . أي كان العراق ولا زال تارة حلبة صراع، وتارة حقل تجارب سياسية وعسكرية ودوائية ، وتارة ساحة أستعراض يستخدمها غير العراقيين في الارض والجو …والعراق اطرش بالزفة مع شديد الأسف !!. .

وقبل العراقيون بديموقراطية التشرذم . لا بل تقاتلوا وتنازلوا وتكارهوا ولا زالوا متكارهين فيما بينهم بسبب ديموقراطية” فرّق يَسدْ” التي جلبها البريطانيون والاميركيون مابعد عام ٢٠٠٣ وقدّسها العراقيون وكذلك قدّس تجارب سياسية وافده غادروها هم منذ عقود طويلة باتوا يصدرونها لنا على أنها منحة إنسانية ومنحة تطويرية لشعوبنا لكي تتحرر !.

وقد يسأل أحدكم :-

من هؤلاء الذين يضحكون علينا !.

الجواب:-
أنهم الأميركيون والغربيون والأسرائليون المتصهينون ” لأننا نحترم الديانة اليهودية ونحترم اليهود من علماء ومفكرين ومكتشفين ووسطيين” هؤلاء هم الذين اغرقوا العراق بكل ماهو فاشل ومفتت !.

فمن حقنا نسأل:-

١– أين تكمن العِلّة والأسباب بأن الولايات المتحدة الأميركية التي يبلغ عدد سكانها ٣٣٠مليون نسمة تقريبا يحكمها حزبيين فقط هما ( الجمهوري والديموقراطي) !!؟.

٢- وبريطانيا التي يبلغ عدد سكانها ٧٠ مليون نسمة تُحكم من قبل حزبين رئيسيين هما حزبي ( المحافظين والعمال) !!؟.

٣-الهند التي تعتبر أنجح تجربة ديموقراطية في العالم و التي يبغ عدد سكانها مليار و٣٠٠مليون نسمه يحكمها حزبين رئيسيين من اصل سبعة أحزاب فقط !!؟

٤-الصين الذي يبلغ عدد سكانها مليار و٤٥٠ مليون نسمه يحكمها الحزب الشيوعي المؤتلف مع أحزاب صغيرة اخرى !!؟

نكتفي بهذا القدر من الأمثلة التي تدحض كلام الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والغرب والتي تردد أتينا بديموقراطية فريدة من نوعها للعراق بعد عام ٢٠٠٣ ..!!.

تلك الديموقراطية التي ولد من رحمها 400 حزب في العراق .وتدعي امريكا أنها التجربة الديموقراطية الفريدة في منطقة الشرق الأوسط والتي تريدها مثالا في الشرق الأوسط !!!!!!!!.

ان كانت هي ديموقراطية فريدة لماذا لا يطبقونها في بلدانهم ويكون لديهم ١٠٠ حزب وليس ٤٠٠ !؟

ولماذا لا يصدرون لنا ديموقراطيتهم التي توحد سكانهم خلف حزبين فقط !؟

ألم تكن الديموقراطية التي أتوا بها للعراق هي أصلا سلاحاً أستعمارياً متطورا لنسخة ( فرق تسد ) غايتها أدخالنا في الفوضى الديموقراطية الخلاقة !!؟

فالذي فتت الشعب العراقي وقتل فيه روح التكافل والمحبة والتآخي والوحدة ، وزرع بين صفوفه الطائفية والمذهبية والمناطقية والحزبية والفئوية ودمر الوحدة الوطنية والشعبية هي ديموقراطية أمريكا وبريطانيا التي أتت بها بعد عام ٢٠٠٣ والتي أشتقت وبنسبة ٩٩’٩٩٪؜ من شعار وسياسية وأستراتيجية أستعمارية يعرفها العالم أجمع وهي سياسة فرّق تسد!!.
————-

الإيرانيون فهموا اللعبة ..وعراقيون أرادوا تجربتها ففشلوا !!.
————————

انظروا للقادة الأيرانيين عندما أستفادوا من ما حصل في العراق من تشظي وتفتيت بعد عام ٢٠٠٣ عندما عرفوا وشعروا أن كثرة لأحزاب الإيرانية وتشظيها هو خطر حقيقي على إيران وعلى الشعب الإيراني وهي أصلا سلاح أميركي وبريطاني غير مراقب في إيران غايته تفتيت الشعب الايراني .. وعرفوا سوف يتعرض الشعب الايراني لما تعرض اليه الشعب العراقي من تفتيت وتناحر …

ذهب الإيرانيون فقسّموا الأحزاب الإيرانية جميعا بين قائمتين أو اتجاهين فقط وهما ( المحافظون والأصلاحيون) والأحزاب والحركات حرية التوجه .فوجهوا بذلك ضربة قوية لجميع الأحلام الاميركية والبريطانية والغربية. بل بالأحرى أسقطوا ديموقراطية ( فرّق تسد) التي تلوّح بها أميركا قارب أنقاذ للإيرانيين على انها حرية وتحرير لهم من النظام الحاكم في ايران !!.

أي أستطاعت إيران نقل التجربة البريطانية والأميركية فألبستها الثوب الايراني فوضعت أمام الشعب الإيراني طريقين هما ( محافظ وأصلاحي) ويمضي التنافس بين الطرفين ومن خلال تجربة ديموقراطية خاصة بالإيرانيين وغير مستوردة وبذلك اغلقت جميع الطرق بوجه امريكا وبريطانيا والصهاينة !!.

ولقد حاول بعض الخيرين من السياسيين والمفكرين العراقيين الاستفادة من التجربة .فحاولوا شطر التنظيمات السياسية عمويا ” وعلى الاقل شيعيا” وذلك للتخلص من التشظي السياسي ومحاولة جمع القرار تحت توافق ادنى .ومحاولة الانتقال الى النضج السياسي دون أستفزاز الجانب الأميركي المُهيمن على العملية السياسية تقريبا .ويراها البعض هي محاولة نقل التجربة الإيرانية عندما قسّمت أحزابها وحركاتها بين محافظ وأصلاحي ونقلها نحو العراق بُعيد اعلان نتائج الأنتخابات البرلمانية الأخيرة وعلى الرغم من تزويرها ومقاطعة ٧٥٪؜ من الشعب العراقي لها .وبهدف التقليل من التشظي الحزبي والسياسي المريع في العراق ..!!

وعندما قسموا التمثيل السياسي في العراق بين ( البناء المحافظ) و( الأصلاح الأصلاحي) ويفترض ان جميع الأحزاب والحركات السياسية تتوزع بين هذين العنوانين لتنقذ العراق من أستمرار حالة التشظي …..ولكن !!!..

وبالفعل تم توزيع عدد كبير بين العنوانيين .ولكن المشكلة التي لا زالت قائمة وعويصة هي الحالة ( الأبوية ) لدى بعض الزعامات السياسية والدينية والتي تتعامل مع بعضها تعاملاً تنافسيا لحد كسر العظم دون الأكتراث لمصلحة العراق والشعب العراقي !!.

،ومن الجانب الآخر تتعامل هذه الزعامات ذات النفس المتعالي مع الجميع ليسوا شركاء أو متخالفين معها بل على انهم فلاحين وعمال في مزارعهم الخاصة التي تنتمي الى مقاطعة خاصة لهم اسمها العراق وعليهم تنفيذ أوامرها ،ولابد ان يخضعوا الى توجيهاتهم !!!!.

ومن هناك بعض الأحزاب رفضت الأنضمام و وقفت حجر عثرة بدافع طائفي أمام هذه التجربة التي كادت ان تقلل من التشرذم السياسي الذي شرذم المجتمع العراقي وشرذم الحالة الوطنية في العراق. وباتت تطالب بحصصها بإسقاط طائفي ثم زعاماتي ثم حزبي. اَي بقيت الحالة الحزبية متقهقرة !!.
—————
الى اللقاء في مقال متصل ان شاء الله .

سمير عبيد
٢١شباط٢٠١٩

• ملاحظة: كل ما ينشر في الوكالة من مقالات تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن سياسة المؤسسة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار