مقالات

بالعمق وبالأسرار :- قناة (Mbc)عراق ! والأعلام العراقي بشكل عام !!.

بقلم :- سمير عبيد :

بطبيعة الحال نحن نتكلم عن الإعلام العراقي مابعد أحتلال العراق عام ٢٠٠٣ وثلم سيادة الدولة العراقية وسطوة الدول والسفارات الأجنبية على العراق والذي لازال سارياً!!. .

السؤال الاول :-

هل لدينا أعلاماً عراقياً له بصمة ويستطيع التنافس والصمود بين أعلام الدول المجاورة على أقل تقدير وغيرها من الدول الناجحة أعلاميا !؟

الجواب :كلا !!…..
بل لازال الاعلام العراقي محليا. وحتى داخل الحالة المحلية لازال تارةً بيئوياً وتارةً مناطقيا وتارةً طائفياً. وسوف تنكشف هذه الحالة في حصول أي أستبيان بسيط بشرط ان يكون أستباناً حراً ونزيها . وعلى الرغم من البذخ غير المبرمج والعبثي في سبيل تسجيل الاعلام العراقي كرقم وسط الاعلام العربي…
وحتى الاعلام الحر الذي تأسس في العراق هو إعلام نفعي وراءه حيتان سياسية ورجال أعمال شركاء للساسة ووراء قسما منه جهات دينية تروج تارة للسياسة وتارة للطائفة فبات الأعلام العراقي بشكل عام متكارهاً و فاشلاً!!.

. ولكن هناك حالات أعلامية هنا وهناك ناجحة. والفضل يعود لبعض الإعلاميين الناجحين والباحثين عن التميز والخروج من عزلة الفشل فقدموا حالات أعلامية واعدة وحتى هناك قنوات إعلامية عراقية قدمت طفرات إعلامية ناجحة هنا وهناك ولكنها ليس حالة عامة ومستقرة !.

والسبب في بقاء الاعلام العراقي متذبذباً وغير صانع للحدث بل يشتر الحدث . لا بل لا يمتلك أسس التنافس مع الآخرين هو منذ التأسس الأول. فلم يكن تأسيساً عراقيا بنسبة ١٠٠٪؜ حيث تم تأسيسه بأشراف أميركي وبريطاني انتدب لأجله أناس عراقيين يبحثون عن مصالحهم وجيوبهم وملذاتهم وشهرتهم .حيث ما بُني على خطأ سوف يبقى على خطأ . لا سيما وان اول من أسس الاعلام العراقي هي شركة إسرائيلية أخذت على عاتقها تأسيس الاعلام العراقي وتدريب كوادره مقابل أموال طائلة. وذلك منذ فترة المعارضة العراقية .وهذا لا يعرفه الشعب العراقي في الداخل ( ولا نريد الخوض به وبأشخاصه وأطرافه لأنه سيأخذنا بعيدا عن الموضوع الاصلي ).ولكننا سنضيف سؤلا واحداً يؤيد ماأشرنا اليه وهو :-

أنظروا لشعار شبكة الأعلام العراقي وهو نفسه الشعار الذي يعلوا شاشة القناة العراقية الرسمية (والذي هو خطين مائلين باللون الأزرق) …ها ..هل شاهدتم ؟ أو هل تذكرتكم؟

أنه الجزء الأكبر من شعار دولة إسرائيل والموجود في العلم الأسرائيلي والذي يمثل ( من النيل الى الفرات) بمجرد ان تتخيل وتضع (نجمة داوود) وسط الخطين المائلين سوف يكون لديك العلم الأسرائيلي !!!اليس صحيح ؟وبالتالي فالتطبيع كان منذ اليوم الاول لتدشين التتأسيس والتدريب والتشغيل ولا زال !.

وهذا ما رفضناه عندما كنّا في المعارضة العراقية ( اَي رفضه الوطنيين والصحفيين والاعلاميين الأحرار في المعارضة العراقية حينها رفضوا ذلك بقوة وكنا معهم وأوقفوا عمل الشركة الإسرائلية ولكن مؤقتا ..وبعدها تم الأحتيال علينا من قبل الشركة وأطراف نافذة من المعارضة وشركات لبنانية فتحول التدريب والرعاية الى الشركات الأعلامية التابعة الى رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في لبنان مع شرط الشركة الأسرائلية ببقاء الشعار وبقي الشعار وبقاء برامج التدريب نفسها !!.وهذا سر التشابه بين الاعلام العراقي والإعلام اللبناني من ناحية الطائفية والنفعية والحزبية بغاية التشرذم في الوطن والمجتمع وقد خصل بالفعل في العراق !. ) .

لأن الأعلام العراقي مابعد عام ٢٠٠٣ وأسوة بالمؤسسات الاخرى تعرض لعملية سطو ممنهجة من قبل أناس أميين ودخلاء على مهنة الصحافة و الاعلام ،وأناس لا يعرفون أبجديات المهنة الأعلامية،وأناس متكلسين عمراً وفكراً وكان أغلبهم من المتسكعين في مقاهي أوربا الشرقية والغربية وأناس كانوا كتاب سفارات وموائدها في الخارج ، وأناس مغمورين وكل شخص وراءه حزب وسفارة ومافيا وقوة خفية… فبات هؤلاء يمتلكون زوايا القرار السياسي والإعلامي.

فبات الإعلاميين المهنيين والمخضرمين أمام خيارين لا ثالث لهما فأما السكوت ومسايرة الفوضى الإعلاميةلكي يعيشوا ، او مغادرة العراق، او الابتعاد عن مهنة الاعلام والأكتفاء بالتفرج والألم !!.

ولا ننسى أن نثبت حالة مرضية في الإعلام العراقي وهي التدخل ( السياسي والأمني) في عمل الاعلام في العراق .

فبات عمل الإعلاميين والصحفيين حسب الولاء للأحزاب والولاء للمؤسسات الأمنية والتي تديرها اصلا احزاب وحسب نظام المحاصصة .

فالذي هو بعيد عن الأحزاب وبعيد عّن المؤسسات الأمنية ولا تستطيع تدجينه سوف يمنع من العمل في المؤسسات الإعلامية العراقية.لا بل تشوه صورته ويُسقط تماماً. وباتت توزع توصيات أمنية منعت بموجبها وجوه إعلامية وصحفية وطنية من الخروج في الاعلام العراقي لأن أصحاب هذه الوجوه يقولون الحقيقة دون رتوش ولأنهم شجعان في قول الحق ولأنهم من المتميزين في التحليل والإقناع !!. .

فالاعلام العراقي مضحك مبكي بحيث بات ينظم مهرجانات وورش ميتة. الهدف منها تكريم نفسه لنفسه بشكل فاقع .ولهدف ايجاد وسائل صرف مالية !!!.حتى استبيانات التصويت وعن اَي شخص او جهة لغرض التكريم هي مزوره !!.

فكل معيب في السياسة من فساد وتزوير ومحسوبية ومحاصصة وحزبية وطائفية ومناطقية انتقل الى الأعلام وبنفس تلك العناوين !!!!.

فحتى الاعلام العراقي الرسمي الذي يمول من قوت الشعب وجيوب الناس ويفترض ان يكون مع الناس ومع هموم الشعب ( ذهب ليكون مع الحاكم وبخدمة الحاكم. فكان يتغنى بالمالكي ثم نبذه.. وبات يتغنى بالعبادي ثم نبذه.. وبات الآن يتغنى بعناوين كتل بارزة تمتلك قوة في الشارع !!)والغريب لا أحد يحاسب القائمين على هذا الأعلام الرسمي لكي يعيده الى أهدافه الحقيقية ورسالته الحقيقية !!.

——
الأعلام السعودي :-
——-
هناك خبراء عرب في السياحة يقولون ما أن دخل السعوديون بلداً الا ونخروه من الداخل وجعلوا ٧٠٪؜ من سياحته جنسية وتقديم خدمات !!.

وهناك خبراء في الأعلام يؤكدون ما أن دخل الأعلام السعودي بلداً الا وأدخل معه التمييع الديني والثقافي والأخلاقي وادخل معه أعلاماً داعراً مظهره منفتح وغاياته بث الأنحلال وبث عادات وتقاليد دول أخرى وبثها في المجتمعات العربية من خلال دبلجة أفلام ومسلسلات تركية وهندية ولاتينية وغيرها !.

ولدينا في فترة المعارضة العراقية تجربة مع السعوديين وإعلامهم من خلال (إذاعة المعارضة العراقية من جدة) بحيث تحولت هذه الأذاعة الى وكر مخيف من الانحلال والتفرقة الطائفية والمذهبية ونشر اللاأخلاق ..وبأمكانكم الاعتماد على شهادات ناس عملوا في تلك الإذاعة !!.
——————-

**مالذي سوف تضيفه قناة MBC عراق للعراقيين هو :-

١-وضع الاعلام العراقي في الحديقة الخلفية وأخذ زمام الصدارة منه تماماً.بحيث لن يتفرج العراقيون على اعلامهم بعد حين الا ماندر!.وسوف يكون الإعلام السعودي سلاحاً قويا في بث الأشاعات والأزمات ومثلما يفعل بين حين وآخر في لبنان ومصر .

٢-تأسيس طبقة من الإعلاميين العراقيين VIP بحيث ستكون لهم مخصصات عالية وقصور وڤلل وشركات صغيرة بواجهات إعلامية ولكنها بالحقيقة تقديم خدمات خاصة وسمسرة للسعوديين مثلما هو حاصل في مصر ولبنان وغيرهما !.والهدف هو القضاء على الطبقة الوسطى من الإعلاميين والصحفيين الوطنيين والحريصين على ثقافة وسمعة العراق والمجتمع العراقي !.

٣-سوف يكون هناك تمييع وتسطيح متعمد للثقافة العراقية وللقيم العراقية وتأسيس ثقافة هجينة داخل العراق ومثلما فعلوا في لبنان ومصر دول اخرى!.اي تفكيك الأسرة العراقية .

٤-سوف تكون سببا رئيسياً في شق صف المثقفين والصحفيين والاعلاميين العراقيين الى بيئات مختلفة ومتناحرة فيما بينها ومثلما فعلوا ذلك بمصر ولبنان !.

٥-سوف يقود الإعلام السعودي الوافد نحو العراق عملية التسويق لصفقة القرن ،وسوف يقوم بدور التطبيع الفكري والثقافي والإعلامي والمجتمعي مع اسرائيل .

٦-الاعلام السعودي الوافد للعراق سيكون سبباً رئيسيا بتغيير قناعات العراقيين حول المسائل الكبرى السياسية والعقائدية والقبلية والمذهبية .وسوف يدخل عنصرا فاعلاً في الحرب النفسية ضد إيران وضد قطر وفي مسائل عراقية داخلية / داخلية !!.

فجميعكم تتذكرون الفتنة التي أحدثتها صحيفة الشرق الأوسط في العراق” وهي صحيفة سعودية” قبل سنوات وكادت تفجر صراع طائفي ومناطقي كبير في داخل العراق …فتصوروا ماذا ستفعل قناة بحجم ولوجست وخبرة وأموال ال MBC في العراق عندما تقرر ذلك لا سيما وهي قنوات تابعة لأطراف مهمة في القصر الملكي وفِي عائلة آل سعود!!.

وعليكم تذكر ما فعلة ال MBCقبل شهر عندما التقت مع برلماني كويتي ( واعتقد رئيس مجلس الأمة او احد معاونيه) وكان لقاء مثير وفيه أسرار خطيرة .واعطت MBCلقطات عن اللقاء المثير للجد واعطت تاريخ محدد لبثه و الذي كاد يفجر مشكلة بين الكويت والسعودية وتكون اكبر وأخطر من الأزمة القطرية السعودية.ولقد تصدى لها الاعلام الكويتي بكل قوة لا بل شن الاعلام الكويتي حملة شرسة وقوية ضد ال MBC ..وطالب الملك السعودي بالتدخل لمنع بث اللقاء وبالفعل اتصل الملك بمالك ال MBC الشيخ وليد الأبراهيم ومنع بث اللقاء !!!.

فتصور عندما تقوم ال MBCعراق بالفعل نفسه اين الاعلام العراقي الذي سيقوم بالدفاع عّن العراق مثلما فعل الاعلام الكويتي. وأين الذي سيؤثر على القصر الملكي السعودي من العراقيين ليمنع هكذا لقاءات او ملفات او أسرار غايتها ادخال العراق بأزمات داخلية وخارجية !!.

نحن نعتقد ان ادخال قناة MBC بهذا الحجم وبهذه القوة يحتاج الى تصويت في البرلمان العراقي لأن القضية تمس الأمن القومي العراقي. وتمس الأمن المجتمعي في العراق ..ويجب ان تكون هناك شروط صارمة تنظم بقانون للسماح لها بالعمل وشروط صارمة على اصحاب الجنسيات العراقية بالعمل فيها !!.
————-

وكان يفترض هناك ثورة اصلاحية حقيقية في الاعلام العراقي ودعمه بعد تفريغه من المتكلسين والانتهازيين والطائفيين وأيتام عدي صدام حسين والجهلة ليكون رقما اعلاميا في السماء العربية. وليس فتح الآفاق والاحتفال بقدوم قناة MBC عراقية لا نعرف ماهي أجنداتها وغاياتها !!.

كفى انبطاحاً!!.
فالعراق ليس خان جغان!!.
وليكن الأنبطاح للعراق ولكل شيء عراقي فقط !!.

سمير عبيد
٢٠ شباط٢٠١٩

• ملاحظة: كل ما ينشر في الوكالة من مقالات تعبر عن رأي كاتبها ولا تعتبر عن سياسة الوكالة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار