مقالات

الاستخبارات ودورها في الأمن والحرب والسلام.. أمثلة من التجارب وسطحية المعلومات الأميركية عن النشاطات الحساسة

((وان – بغداد))

بقلم الدكتور وفيق السامرائي:
خارج الموضوع: تعزيز العلاقات الوطنية مع صقور الاتحاد الوطني الكردستاني ضمانة حقيقية لتعزيز البناء الوطني ووحدة العراق.
……..
جلب انتباهنا تدشين تركيا سفينة استخبارات مؤخرا. والاستخبارات الخارجية لاتمثل عيون البلاد في المناطق غير المستقرة كالشرق الأوسط فحسب بل هي نواة الفكر في رسم الاستراتيجيات العليا، ومن خلالها يمكن تحديد مستوى التهديدات والخطر وتسمية فلسفة الأعداء وأسبقياتهم.
ومن دون التعرف الدقيق على النيات والأفكار في الدول الإقليمية وما بعدها لايمكن الوثوق بالعلاقات السطحية والكلمات والمواقف المعلنة المغطاة بالدعايات المبرقعة.
وتعتمد الاستخبارات على مصادر مختلفة يشكل الإعلام نسبة كبيرة منها إلا أن المصادر البشرية والإلكترونية تبقى الركن الاساسي في العمل.
وشاءت الأقدار أن نكون في موقع إطلاع دقيق على المستويين الإقليمي والدولي. ولنأخذ أمثلة:
خلال السبعينات، كان النفوذ الأميركي في إيران واسعا، لكن، خلال حرب السنوات الثماني ثبت أن الأجهزة الأميركية ضعيفة جدا استخباراتيا في مجال المصادر البشرية عن إيران، وكان اعتمادهم الأساسي بنسبة شبه كاملة تقريبا على المصادر الإلكترونية والأقمار الصناعية، وهي بلا شك متقدمة. وكان هناك تنسيق مباشر واسع ودقيق ومستمر معروف لسنوات بين الأجهزة العراقية والأميركية حتى قبل عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فالمصالح أولا. أما بشريا فكان الأميركيون ضعفاء (جدا) بمعلوماتهم، وكان سهلا على العراقيين آنذاك التعرف على جزئيات قدراتهم. أي كانوا بسطاء (جدا)/..، في درجة تحسسهم تجاه من يقيمون معهم تنسيقا، عكس العراق تماما.
الروس كانوا حساسين بشكل واضح في أمن وسائلهم الإلكترونية، فهل كانوا متخلفين آنذاك أم غلبت عليهم حساسيتهم وحقيقة مواقفهم؟ ربما الإثنان.
ومع أن الوسائل الإلكترونية مهمة جدا خلال الحرب، إلا أنها تبقى تحت (تأثير) النشاطات المقابلة، ولا يمكن من خلالها تغطية كل المتطلبات (الاستراتيجية). لذلك نسمع عن مفاجآت في المجالات النووية والصاروخية .. وهو ما حدث في التجارب النووية الباكستانية والهندية في السبعينات وبعدها، والكورية، والتجارب الصاروخية، والإعلانات والتجارب الإيرانية في مجال الصواريخ تثبت أن الأجهزة الأميركية والإسرائيلية بعيدة عن تحقيق اختراقات فعالة، خلاف التصورات المعلنة، وإعلان قائد الحرس الثوري الأخير عن مدينة الصواريخ تحت الأرض أعطى دليلا على أن التقارير والنشاطات السرية الأميركية كانت سطحية.
الإسرائيليون متقدمون إلكترونيا، لكنهم بنفس الوقت يعطون المصادر البشرية اهتماما استثنائيا ونجحوا في بلاد عربية.
الادعاء بالقدرات أميركيا شيء (من دون استهانة)، والواقع والصعوبات شيء آخر، والتخبط في مواقف وسياسات أميركية عدة يثبت جوانب واضحة من الفشل، وما متاح لهم لايفوق مالدى كثيرين غيرهم كما يعتقد البعض.
هذه نتف والحديث طويل ويحتاج إلى مئات الصفحات عما دار ويدور في الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار