مقالات

أمريكا خططت على مهل ..وإيران أستغلت فتورطت !. ..والعراقيين خُدعوا وسَيُخدعون من جديد !!.

((وان – بغداد))

بقلم الكاتب سمير عبيد

نعود ونكرر ان تاريخ معرفة العراقيين والعراق بأمريكا وسياساتها حديثة جدا قياسا بشعوب وانظمة ودوّل في المنطقة والعالم.و فيما لو أخذنا دول وشعوب الخليج والشعب الايراني مثالا .

وهذا بحد ذاته أستفادت منه امريكا لخداع العراقيين الذين كانوا تحت الحصار ل ١٣ عاما وفِي صندوق مقفل ل ٣٥ عاما وأحتلال بلدهم وأشباعهم بالوعود الوردية التي لم يتحقق منها شيئا بحيث حتى المعارضين العراقيين في الخارج تمكنت من خداعهم امريكا !!.

فلقد أستهوت الولايات المتحدة بساطة وطيبة وقلة خبرة العراقيين بالسياسات الاميركية لتستمر في خداع العراق والعراقيين مابعد عام ٢٠٠٣.ومثلما خدعت المعارضة العراقية عندما أبدلت سيناريو انقلاب القصر وازالة رؤوس نظام صدام و الذي تبلغت به المعارضة العراقية أواخر عام ٢٠٠٢ وبداية ٢٠٠٣ ، وهي الخطة التي عمل عليها منذ عام ١٩٩٨ رئيس الاستخبارات الأميركية (CIA) الأسبق جورج تينت .!!.

بحيث تم حجز المعارضة العراقية في كردستان والكويت ومُنعت من الدخول عام ٢٠٠٣ عندما تبدل انقلاب القصر الى أحتلال العراق ولا زال !!!!!!ولم تسمح للمعارضين بالدخول الا بشروط الاحتلال والالتحاق بمؤتمر الناصرية وما وراء ذلك !!.

فالولايات المتحدة لا مصداقية لها وليس لها أصدقاء دائمين. بل لها مصالح ومنافع .وان تغيير وتحوير خططتها وسيناريوهاتها عملية سهلة جدا .حيث فجأة تعطيك “التنك “بدلا من “الذهب ” الذي اتفقت معها عليه. وعندما تعترض تتهمك بالإرهاب أو تهمة أخرى او تنفذ فيك عملية قذرة !!!.

فالولايات المتحدة الأميركية هي التي سمحت لإيران بالتوغل في العراق وبقصد وتخطيط وليس العكس . وهي التي سمحت لأيران بالتوسع والتمادي داخل العراق وسط ذهول العراقيين والمراقبين من سكوت الولايات المتحدة .وهي التي أفتعلت ملفات وازمات داخل العراق لتغري إيران في التدخل والتوغل بعمق في العراق والمجتمع العراقي. اَي ان واشنطن جعلت من العراق مصيدة الى ايران على المدى البعيد وعلى حساب العراق والعراقيين .

فواشنطن ليست ساذجة وليست خائفة من إيران في العراق مثلما توقع البعض.وان ايران ليست أقوى من امريكا في العراق. فهذا وهم جعلته الولايات المتحدة يصبح حقيقة من وجهة نظر الإيرانيين وحلفائهم ليتمادوا اكثر وأكثر داخل العراق ،ويعيشوا حلم هزيمة امريكا في العراق ولقد نجحت واشنطن بهذا !!!.

وها هي أمريكا تقرر من فم رئيسها دونالد ترامب ان الولايات المتحدة باقية في العراق. وتزيد بجيشها في العراق. وسوف تبقى تراقب ايران من داخل العراق حسب توجيهات الرئيس ترامب والذي صرح مرارا لنا هناك ( ترليون ونصف دولار وهو ثمن اسقاط صدام سوف نذهب لنأخذه وسوف نكون هناك في القواعد ونأخذ النفط العراقي )

. وتطالب واشنطن على لسان وزير خارجيتها ولسان مستشارها القومي بخروج ايران من العراق .مثلما تطالب بحل المنظمات والفصائل العراقية المسلحة التي لها علاقة بإيران ..

لا بل تصرح واشنطن علنا وبدعم غربي واسرائيلي ضد ايران بل باشرت اسرائيل بالحرب ضد ايران في سوريا وتهدد الفعل نفسه في العراق ضد المصالح الإيرانية !!.

*********
هل رأيتم كم انتظرت الولايات المتحدة وعلى نار هادئة لكي تجعل أيران في العراق:-

اولا:-
لكي تجعل امريكا من ايران عنوان وسبب وحجة عودتها للعراق عسكريا واستخباريا .

ثانيا :-
ولكي تجعل امريكا من ايران عنوان حرب ومواجهة لكي تبيع السلاح والعتاد وتعقد الصفقات العسكرية والأمنية مع دول الخليج ودوّل اخرى.

ثالثا :-
لكي يكون هناك مبرر للولايات المتحدة لنشر السفن والبارجات في الخليج والبحر المتوسط .وملأ القواعد العسكرية بالرجال والعتاد والطائرات الحربية. وشحن الصواريخ بعيدة المدى نحوها .

رابعا :-
لكي يكون هناك مبرر اميركي للزحف نحو منظمة ( أوبك ) والهيمنة عليها .ومن ثم الذهاب نحو نفط العراق مباشرة وعسكريا. ومن هناك نحو فنزويلا بحجة تعويض النفط الايراني في السوق العالمي !!.

خامسا :-
ولكي تجبر امريكا العالم على القبول بولادة استراتيجية اميركية جديدة في الشرق الأوسط. والتي سوف تولد ملامحها من مؤتمر وارشو في ١٣،١٤-٢-٢٠١٩ والذي سيضع حجر الأساس الى تلك السياسة الجديدة وولادة ناتو عربي مسنود دوليا دوليا !!.
——

الخلاصة :-
**********

فللأسف سوف تكون الساحة العراقية هي ميدان حرب الاستنزاف بين طهران ومن معها وبين امريكا ودوّل الخليج ومن معها !.

وسوف تكون الساحة العراقية هي ميدان الصراع وبمختلف الأسلحة وان حدثت مواجهة سوف تكون في العراق ايضا!!.

وهذا قدر العراق.. والسبب لانه لم يلد قادة حقيقيين بعد عام ٢٠٠٣ .ولَم تنجب العملية السياسية في العراق قائدا بوزن (نوري سعيد)!!..

بل بقي الساسة مجرد هواة ويقلدون قادة لبنان و لا يجيدون غير التفتيش عن مصالحهم الشخصية والحزبية فأدمنوا على كلمة (Yes) لواشنطن ولندن وطهران وأنقرة وتل أبيب والكويت وعواصم اخرى…!!!.

فبات الساسة في واد والشعب العراقي في واد آخر.

وبقيت تتوسع تلك الفجوة اكثر وأكثر حتى وصلت لأنعدام الثقة تماما بجميع الساسة..

والطامة الكبرى زحف انعدام الثقة ليصل الى المسجد والحسينية وأجزاء مهمة في المرجعية الشيعية. وهذا لم يحدث منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة !!.

بحيث وصل الأمر ان الشعب العراقي فقد الثقة بنفسه. والمواطن فقد الثقة بالشعب وهذه ام الكوارث !!.
——

ربنا أرحم بلدنا وشعبنا بالأمن والنجاة..و من ماهو آت!!.

سمير عبيد
٧-٢-٢٠١٩

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار