الثقافية

أثر التنميط في محاكاة الخط العربي والاسلامي “مريم العزاوي انموذجا “

بقلم الناقد التشكيلي الدكتور حازم السعيدي

عد النمط سمة في الشكل ومشاكلته وفي النوع وتنويعه وفي الطراز وطرزه وكذلك اسلوبه في النتاج والعمل وفعله التنميط , اذ يعد النتاج الفني اسلوبا يتحقق بفعل ما يتجه نحوه صناعة الفن كعلم (فن لوجيا ) ويتحقق ذلك بفعل ما يقلده او ينقله او يبدعه الفنان حيث تتجه اغلب المعطيات الى ان الفن طريقة تظهر عبر المحاولات في استقدام النص الفني والخطي لدى الفنان دافعة بخبرته في كشف المعرفة الناقصة والناضجة وعدم اقتصارها على التحدي لانتاج التفصيل الشكلي واللوني الذي تحتاجه الفكرة الجمالية وانما احلال المعنى والمدلول لتبيان تصوره.

في نماذج تنميط (مريم العزاوي ) لمسات علم الجمال وفلسفة الحروف وما يعنينا اشكالية الاشكال في تصميمها الفني وكثيرا مانواجه معنى الجمال من خلال معانيه المدمجة او المحايثة في الظهور وعلاقة الاشياء بمضامينها في الخط العربي والرسم على حد وحدوي, اي بمعنى وجود العلاقة في تصوراتها الذهنية الباحثة عن ايجاد السبل للتفسير في التنميط كأحد الوسائل الخارجية لفض واقتحام العمق “الانغماس التعبيري ” وهو ماتطمح الى تقديمه كونه المحمل بلا شك في افاق المعنى والدلالة والاحالة , وهنا نركز على المصطلح والمفهوم في الفكرة والصورة العقلية التي جاءت بها كما اسلفنا التي تتفق والخبرة التي تم الحصول عليها بمباشرية تجري داخل الشكل المرسوم والمخطوط وانموذجها المفعم بالخبرة والدراية ماهو الا شىء من الاحاطات الخارجية لمجموعة كلمات رسمتها على هيئة رؤوس خيول يقابل بعضها البعض نشرتهما على ارضية سماء مزينة بالنجوم في ايذان واضح الى ان التنميط الشكلي جاء باقتباس الفكرة لما جاءت به جغرافيا التحديد لدى الخطاطة جنة عدنان تلميذة الخطاط يوسف ذنون بمحاكاة واقعية للملمس البصري لدى التشكيليون الجدد ؟؟ كما وصفها شعر امرؤ القيس “الخيل والليل والبيداء تعرفني “او كما ارشدتنا لوحتها ” الخيل معقود بنواصيها الخير الى يوم القيامة “.

لقد تمثلت نمطية فن الخط وجماليته لدى (العزاوي ) كفكرة غذتها السياقات الفنية المتواجدة على الساحة الفنية المعاصرة كفلسفة وجود وحسب ما وجده “سقراط “ان الفن جميل له وظيفة تخدم الحياة الانسانية يكون في سريرته اخلاقي يهدف الى ابتعاث الحياة من حال الى اخر, الا ان ذلك لم يكن قطبا رصينا فحسب بل شاكلته الفكرة الافلاطونية في محاكاة عالم المثل المجرد عالم المحسوسات وهي الاقرب لما ذهبت اليه “العزاوي ” في تصوير الخط العربي بهيئة معينة ومقاربة لشكل الخيل , ومن ثم لا ترنو نحو الخط الخالص في نسبه واستقوائه وطواعيته وبذلك قدمت جمالية نمطيتها وفقا لهندسة النظام والتناسب مستمدة استعارتها من تذوق الفنون وايقاعها وانها مصدر احاسيسنا بجمال موسيقاه في اللون والشكل كما الصوت , وبالتالي وضعت المتلقي في خيارين احلاهما مر امام اعمال “العزاوي ” اولهما الجمال الشكلي الحسي والاخر الجمال العقلي والاخلاقي المعرفي وكلاهما ينتميان الى الجمال المطلق والمثالي , ونلاحظ في لعبة التنميط لديها هدفت الى التناغم والانسجام الايقاعي بعد البحث عنهما في ثنايا الروح ومحمولاتها من أجل جعل المنتج الفني رشيقا ولطيفا حسب ما وجده (ديورانت وول) .

لذا ان مانبحث عنه في مخطوطات “العزاوي ” هو مثال تلك المحاكاة النمطية للفنون الاسلامية وتأثيرها على الفكرة كاسلوب وطريقة تم انتقاؤها عبر المشاهدات والتمرين لبعض من الخطاطين ومنهم “هاشم البغدادي ” مما تؤكده مخطوطاتها في الجانب الروحي بوصفها محاولة تجاوز العالم المادي ومغادرته نحو عوالم المثل واقتران العمل الفني بمطلقه الحق المرتبط بلا شك بالذات الالهية , فهي تضعنا في ماتحب وتحاول تعميم ذائقتها الحسية في ماتنتجه من مخطوطات فضلا عن اثرها النفسي فيما تمتلكه من ملكات الاثر عبر التجريد الاسلامي وانه ديدن اغلب الفنانين الخطاطين واقتران اعمالهم بدساتير كالقرآن والشعر ..

وعليه ان التعبير هو جزء في التنميط الخطي قد لايكون اسقاطا كما يعتبره البعض من السلوكيين فمن الممكن المحايدة وهو وجود المضمون في شيئانيته بوصفه تعبيرا عن الحالات والافكار يرتكز الى شخصنتها وبالتالي ظهورها كاسقاط , والعمل الفني ليس من السهل تحليله والاهتداء الى دلالاته بوصف التجارب الانفعالية والتخيلية حقيقة تمايز بين القدرة على التعبير او القدرة على الابتكار , فمن الجائز ان تشيرنمطية “العزاوي ” الى علم في التقنية سار عليه البعض وتبنته هي ذاتها واخر في الجمال واخر في الخط العربي واخر في علم النفس واخر في …وبالتالي يبقى المتلقي في نقدية السياقي والانطباعي لمخطوطاتها الفتية الوارفة بالمثول وحتى في النقد النسوي لتجعل القارىء واعيا بمشكلات التلقي الاساسية لقراءة الفنون , وتحيله لمعنى التجارب الفتية والروادية , هكذا تعمل على ذاتها السياقي في دلالتها المادية والروحية وغالبا ماتشير الى الحالة النفسية والافكار القادمة بها في الاستحواذ على طرق للعرض بمباشرية ومن ثم يكون الموضوع بحد ذاته اكثر من رسالة او علامة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار