العربي والدولي

فلكي عربي يثير موجة من الجدل عن “مركزية الأرض”

((وان – بغداد))
أثار الخبير في علوم الفلك الجزائري الشهير لوط بوناطيرو موجة من الجدل بعد إطلاقه تصريحات أكد فيها ثبات الأرض ومركزيتها للكون بدلا من الشمس، وذلك في أحدث إطلالة غريبة لأستاذ جامعة البليدة الجزائرية حامل درجة الدكتوراه في علوم الأرض والفضاء.
وسبق لبوناطيرو أن أثار الكثير من الجدل في قضايا مختلفة خلال السنوات الماضية آخرها تشكيكه خلال شهر رمضان الماضي في صحة مواقيت الصلاة المعتمدة من قبل وزارة الشؤون الدينية، خصوصا مواقيت صلاة الفجر.
وفي تبريره لفكرته الغريبة، أوضح بوناطيرو في تصريح للجزيرة نت أن الإنسان منذ آدم عليه السلام ومختلف الديانات يعتقدون أن الأرض هي المركز، وأن بقية الكواكب تدور حولها.
وأضاف أنه منذ مجيء عالم الفلك الشهير نيكولاس كوبرنيك قلب الأمور ودخل في صراع مع الكنيسة بعد أن قال إن عقله لا يقبل أن يدور كوكب كبير على كوكب صغير “وكأن هذا الأمر تعجيزي لله سبحانه وتعالى، ونحن -المسلمين- نؤمن بأن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ويمكن أن يجعل الكوكب الكبير يدور حول الكوكب الصغير والعكس، ثم جاء بعده العالم يوهانس كيبلر الذي وضع أسس قانون جاذبية الكواكب ولم ينفِ فيه دوران كوكب كبير حول كوكب صغير، على حد قوله.
ويعتقد بوناطيرو أن ما يثبت صحة هذه النظرية في العصر الحالي هو حركة الظل التي تحدث عنها كثيرا القرآن الكريم حسب قوله، مؤكدا أنه استخلصها بنفسه من رصده لظاهرتي الخسوف والكسوف في السنوات الأخيرة.
وزاد “إذا فهمنا حركية الشمس وظل الأشياء على الأرض -خصوصا خلال ظاهرتي الخسوف والكسوف- فإنه يمكننا أن نصل إلى هذه النتيجة، شخصيا وبعد مراقبتي للخسوفين الأخيرين تأكدت وبصفة نهائية أن الظل المتكون بعد مرور القمر في قرص الشمس والساقط على الأرض يعاكس دوران الأرض المزعوم، ومن أراد أن يتأكد من ذلك فليتابع الخسوف المتوقع في شهر يناير/كانون الثاني، وهذا دليل علمي قوي على أن الأرض ثابتة ولا تدور”.
ولفت خبير علم الفلك الجزائري إلى أن كثيرا من آيات بالقرآن الكريم تؤكد نظرية ثبات الأرض ودوران الشمس -وفق فهمه- من بينها “ألم ترَ إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا”، “وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون”، والمعنى في الآية -حسب تفسير العلماء- أن تميد بكم أي لا تتحرك أو تضطرب بكم، وأيضا “لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون”، وهو هنا يتحدث عن الشمس والقمر وليس الأرض، وغيرها من الآيات.
وشدد بوناطيرو على أن “الظواهر الطبيعية التي تحدث في حالة مركزية الشمس للكون هي نفسها التي تحدث في حال مركزية الأرض”، مضيفا “لو قمنا بتجربة بسيطة من خلال مجسمين للشمس والأرض والكواكب لتوصلنا إلى نتيجة واحدة وهي أن جميع الظواهر الطبيعية التي نعيشها اليوم موجودة وبالكثافة نفسها في الحالتين، سواء كانت الشمس هي المركز أو العكس أي الأرض هي المركز”، قبل أن يستطرد “لكن الفاصل الوحيد هو حركية الظل التي تحدثت عنها سابقا”.
تصريحات بوناطيرو أثارت حفيظة البروفيسور جمال ميموني أستاذ الفيزياء النظرية بجامعة قسنطينة رئيس جمعية الشعرى لعلوم الفلك الذي أبدى “استغرابه” من صدور التصريح من “شخص خبير في عالم الفلك وخريج جامعة فرنسية مرموقة”، واصفا إياها بـ”الفضيحة العلمية”.
وقال ميموني الحاصل على دكتوراه في الجسيمات الدون نووية من جامعة بنسلفانيا الأميركية في تصريح للجزيرة نت إنه “في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بقرن من الاكتشافات وتأسيس الاتحاد الدولي للفلك يطل علينا صوت من المجتمع العلمي يفند أربعة قرون من التقدم العلمي، وهو للغرابة خريج جامعة فرنسية مرموقة وأستاذ بجامعة جزائرية، وهو ما يمثل برأيي فضيحة علمية حيث يضلل أشخاصا سذجا بشهادته التي حصل عليها في الفيزياء الفلكية من جامعة فرنسية مرموقة”.
وأكد ميموني أن بوناطيرو “لم يأت بنظرية لكنه أبدى مناصرته لنظريات بالية (أرسطو وبطليموس وغيرهما) تم دحضها منذ قرون، إذ إنه من الناحية الرصدية لا يوجد أي فرق بين دوران الشمس والكواكب حول الأرض أو العكس، لكن من الناحية الفيزيائية هناك بون شاسع، إذ إن دوران كوكب كبير بحجم الشمس حول كوكب صغير بحجم الأرض مرفوض علميا”.
اعتبر ميموني أن استدلالات بوناطيرو ببعض أقوال العالم البولندي كوبرنيك “لا معنى لها”، مؤكدا أن “العلماء الذين جاؤوا بعده كغاليلي وكيبلر ونيوتن وغيرهم أكدوا في جميع نظرياتهم أن الكتل الصغيرة هي التي تدور حول الكتل الكبيرة وليس العكس”، موضحا أن “كتلة الشمس تساوي 99.9% من كتلة النظام الشمسي، في حين بقية الكواكب هي ذات أحجام صغيرة”.
وبشأن تأكيد بوناطيرو أن حركية الظل تبدو أكبر دليل لتأكيد نظرية ثبات الأرض ومركزيتها للكون، وصف ميموني -وهو نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء- هذا الكلام بـ”الهراء والتفاهة العلمية”، وتساءل “كيف يمكننا بمجرد رصد بسيط أن نبني أو نوافق نظرية علمية أو نفند نظرية أيدها العلم منذ قرون؟ وكيف يغيب هذا الأمر عن علماء طوال القرون الماضية حتى يأتي إلينا اليوم من يقول إنه توصل إلى ذلك؟ هذا هراء وتفاهة علمية”.
وأضاف “يعتقد البعض أن هناك مشكلة بين ميموني وبين السيد بوناطيرو، وهذا خطأ لأن المشكلة ليست بيني وبينه بل بين بوناطيرو والمجتمع العلمي في العالم لأنه غير سوي علميا، وكلامه أو تصريحاته كلها شاذة وغير مقبولة”.
وشدد على أن “ما يستند إليه (بوناطيرو) من آيات قرآنية استنباطات خاطئة وشاذة لأن القرآن الكريم يدعو إلى “سيروا في الأرض فانظروا” وهو ما فقهه البيروني وابن الهيثم والبتاني وغيرهم وجسدوه عمليا، لكن طالما نحن في الجزائر حيث لا توجد مجالس علمية أو أكاديمية للعلوم فيمكن لهذا الشخص أو غيره أن يطل علينا في كل مرة للتشويش على الجزائريين خصوصا الأطفال الذين بلا شك سيتفاجؤون لحجم التناقض بين ما يسمعونه منه وبين ما يتعلمونه في المناهج التربوية في المدارس”.انتهى

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار