مقالات

كتب الصحافي هادي جلو مقال بعنوان”محافظ بغداد الجديد”

((وان – بغداد))
هادي جلو مرعي:
حتى الذين يعانون ويعتاشون على القهر والدونية تسمعهم يقولون ذات العبارة بحثا عن نخبوي يحكمهم، فيكون وزيرهم ونائبهم، ووكيل الوزارة والمدير العام شخصا من مناطق راقية، أو من أسر عريقة، أو رجال أعمال، أو أحزاب نافذة متأصلة. ويقولون: ماهذا النائب، وماهذا الوزير الذي جيء به من أطراف بغداد الوسخة والمتخلفة، ويستنكفون من صعود نائب، أو مسؤول يسكن ضواحي، أو أطراف العاصمة. يضحكني أيضا أن أغلب المنتقدين من قرى وأرياف ومدن قصية في الغرب، او الجنوب والشمال، فكأنك حين تسمعهم يتحدثون تخالهم من مؤسسي العاصمة، أو ممن أشاروا على أبي جعفر المنصور حين بدأ بالتخطيط لمدينته الزوراء، والواقع إنهم جاءوا العاصمة في موجات متعاقبة، وكأن الحق في العيش والسكن في بغداد حصري لمن هم معرقون هنا، أو ممن عثر عليهم تحت الطين الحري قبل تأسيس بغداد، وتم عجنهم بلبن البيوت والحارات والقصور التي بناها المنصور، ومن معه ممن جاءوا من مكة.. فبغداد مدينة أسسها رجال جاءوا من الجزيرة العربية، وليسوا عراقيين، فكيف يتفاخر بعض سكان العاصمة إنهم أصليون، ويريدون نبذ الآخرين عنها في حين إن اغلب هولاء يخنعون للحاكم، ويركعون تحت قدميه.اولم يكن صدام حسين من قرية فلاحية، وكان ملوك العراق في العشرينيات من أشراف مكة.
فليكن محافظ بغداد، وليكن النواب والوزراء، وبقية المسؤولين من أطراف العاصمة، المهم أن يقيم أداؤه ويدرس ويحاسب على التقصير وفقا للقانون والدستور، أما أن يقيم الشخص وفقا لعشيرته وطائفته ومنطقته، فهذا تمييز مرفوض لأنه يعرض وحدة المجتمع للخطر، ويقوض جهود الإستقرار، ويجعل الأمن والسلم الأهلي في مهب الريح، وهو مانخشى منه على مستقبل الدولة المهدد أصلا نتيجة التدخلات الخارجية والخلافات العميقة بين الأفرقاء السياسيين الطامحين بتحقيق المكاسب على حساب مصلحة الشعب.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار