الثقافيةمقالات

كتب الدكتور جبار صبري: مقال بعنوان “الناس نيام متى ماتوا انتبهوا”

((وان – بغداد))
بقلم الدكتور جبار صبري:
عرفنا مما سبق ان اطروحتين قد ادركتا الوجود عن طريق ضياء الوجود او الموجود لا ظلامه. أي عن طريق مقادير الحياة في الكشف المبصر عنها لا عن طريق الموت في الكشف عن المعمى فيه. إذ يتأكد ان الحاضر – الداخل في الحياة أصلا للفهم والإثبات، وان الغائب – الخارج منها بدواعي الموت لا أصلية له في هذا المدّعى، وعرفنا ايضا إطروحة علي بن ابي طالب ع من حيث مقولته المنطوية على أبعاد فلسفية إسلامية والتي تؤكد: ان ادراكنا رهين الموت لا الحياة. رهين الظلام لا الضياء. وبالتالي ان أصلية الفهم والإثبات مكمنها في الغائب – الخارج وليس الحاضر – الداخل.
الاية 29 من سورة البقرة نصها: ( كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم اليه ترجعون ) يعدّ نصا في مقدمة تراتبية واضحة وهي بداهة ومسلّمة قرآنية نازلة من المقدس الاعلى، إذ وجّهت المقدمة بأصلية الموت كموضع متراتب في تقدير الوجود ابتداء، وما يمكن ان يكون تموضعه في الأولية يمكن، منطقا، ان يسوغ له من بعد امر الفهم والاثبات.
بعد ذلك، وبلغة الحوسبة الحديثة . أي بلغة تقانوية الحاسوب يمكن قراءة الآية بمعادل جديد اسمه [ الصفر ] الذي تناظر مع الموت والواحد الذي تناظر مع الحياة. او بعبارة ثانية ان كل صفر هو حامل للتجريد / الغياب / الظلام / الموت، وكل واحد هو حامل للتجسيد / الحضور / الضياء / الحياة.
ان تقسيما للآية في ضوء تراتبية الابتداء هكذا : [ أمواتا + فأحياكم + يميتكم + يحيكم + ثم اليه ترجعون ]. وفي حال ايضاح النظام الثنائي للحاسوب كمبدأ مناظر له نسجل الاشارات الاتية:
1 – كنتم أمواتا: وهي معادل لـ ( 0 ) الصفر / الظلام / الفراغ / التجريد / الغياب / اللاشيء / السديم .. وصولا الى الزمان.
2 – فأحياكم: وهي معادل للرقم ( 1 ) الواحد / الضياء / الشيء / التجسيد.. وصولا الى المكان.
3 – يميتكم 2: وهي الـ (0 ) الصفر..
4 – يحيكم 2: وهي معادل لـ ( 1 ) الواحد..
5 – إمكان استمرار الإحياء والإماتة طالما ان المسألة في طور تدفق إمكان حدوثها.
6 – للمسألة تراتب.
7 – الأمر جميعه محكوم بإرادة عليا تسيطر على حركة الإحياء والإماتة ، ثم اليها التقدير في ذلك.
8 – تطرأ تحولات نتيجة لتغاير المجنّس من حال الى حال.
في إعادة النظر تقابليا بين ابتداء الآية وإنتهائها والتي تؤكد ( الموت – الحياة ) أصلا للفهم والإثبات مع قولة علي بن ابي طالب ع والتي تؤكد ( الموت – الحياة ) نستطيع ان نلمّح الى الإفتراض الفلسفي الثالث كأصل لسؤال المغايرة في عملية صناعة الخطاب او ترسيم مشفرة كبرى.
اذن، ما علينا الا ان نبرهن بالكيف الذي يكون به مدخل الفهم والاثبات عن طريق ( الموت / الصفر – الحياة / الواحد ) بدلا من المعادلة السابقة والتي كانت مدخلا للفهم على اساس: ( الحياة / الواحد – الموت / الصفر ).
جبار صبري

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
وزارة الاتصالات : قريباً البريد العراقي يدخل مجال التسوق الالكتروني العالمي باسعار تنافسية مفتن يتصل بالمنتخب الاولمبي ويوعز بتكريمهم الأولمبي بالتأهل إلى دوري الثمانية الممثلة عبير فريد : والدتي كانت تكسب أجر بكاظم الساهــــر تشتري له الغـداء لانه لايملك ثمن "لفة" مجلس ذي قار يوجه تعميم لكافة الدوائر الحكومية بفتح منفذ ViP خاص لذوي الاحتياجات الخاصة مركز البيانات الوطني وجهاز مكافحة الارهاب يطلقان خدمة الكترونية لصالح ذوي شهداء الجهاز اللجنة الفنية العليا المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر كالسو تصدر تقريرها النهائي الشركـة العامـة للسمنـت العراقيـة تُعلـن عـن إستخـدام الوقـود البديـل فـي معمـل سمنـت سنجـار وإنتـاج... بالفيديو: هكذا ردت شمس الكويتية على متابعة سألتها عن سر عدم ظهورها بدون مكياج الحكومة العراقية تعلن عن موعد افتتاح 3 مجسرات مهمة في العاصمة بغداد الاتحاد العربي للاعلام الالكتروني يزور جناح جهاز الامن الوطني العراقي في معرض بغداد الدولي