مقالات

مقتدى الصدر:رمز الوحدة الوطنية والإسلامية

((وان – بغداد))
يوسف رشيد الزهيري:

عملت قوى الاحتلال الشر الأميركي منذ احتلالها العراق ٢٠٠٣، على سياسة التفرقة المذهبية، والطائفية والاثنية في العراق، ولم يكن المشروع الاميركي الصهيوني، في اشعال الفتن والصراعات، وتغذية المواجهات الطائفية، والصراع السياسي في العراق، الا امتداد للمشاريع الاستعمارية السابقة التي جثمت على صدر الأمة العربية والإسلامية سنين طويلة ،وعملت على تفكيك الدول العربية والإسلامية وجعلها دويلات صغيرة تتناحر فيما بينها، وتنشب الخلافات بينها بين الحين والآخر لأسباب جغرافية وطائفية وسياسية، وقد كان للاستعمار البريطاني والفرنسي الدورالأكبرفي ذلك ،من خلال الاتفاقيات التي كانت معقودة بينهم ومنها اتفاقية سايكس بيكو، حيث تقاسمت فيها تلك الدول حينذاك ما تركته الدولة العثمانية من بلدان وشعوب فقيرة، اصابها الوهن والضعف والهزيمة ،بسبب ابتعادها عن محوراستقلالها وعزتها وقوتها ووحدتها، وهو دينها الإسلامي. بعد سقوط الشعوب في مستنقع الجهل وهيمنة قوى الاستعمار العالمي على مقدرات الامة، وتم استغلال ضعف الامة وقلة علمها وثقافتها وقوتها من أجل تحقيق مآربه والسيطرة على مقومات وثروات الامة ،والمحافظة على أمن” إسرائيل” في العمق العربي ، وسعى لإبعاد شعوب الدول الإسلامية عن عاداتها، وتقاليدها، ولغتها، وما يجمعها من قواسم مشتركة. وقد أدركت كثير من القيادات العربية والإسلامية التي برز دورها اثناء فترة الاستعمار الاجنبي، أهمية الوحدة وسعى البعض لتحقيقها من خلال محاولات باءت أغلبها بالفشل. وقد عمد الاستعمار بعد فترة الثورات التحررية الكبرى التي شهدتها اغلب الدول العربية بوضع حكومات عميلة وضعيفة ،وتنصيب أمراء وملوك خاضعين للسياسة الاستعمارية وهذا الدور المتشابه الذي لعبته أمريكا في العراق، بعد ان جلبت عملائها الإسلاميون الجاهزين ونصبتهم قادة وزعماء في العراق لتنفيذ مخططاتها المشبوهة ،وتمزيق وحدة المجتمع العراقي باسم الديمقراطية الغربية المشوهة.
لكن الدورالاميركي المشبوه سرعان ما انكشف امام قوة وتماسك ووحدة الشعب العراقي رغم ما تعرض له من فتنة هوجاء.
ويعتبر الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدررمز للوحدة الوطنية في العراق، وذلك بمواقفه الشجاعة والبنائة من اجل توحيد صفوف الطوائف، والأديان السنة والشيعة والكرد والمسيحيين والايزيديين ،ووقوفه بوجه الارهاب وميليشيات القتل وفي مواجهة الارهاب والفساد الحكومي ،والتي تمثلت بصيغ وادوات واشكال متنوعة من مظاهر الاعتصام والتظاهر والتنديد والجهد السياسي والجماهيري، في إفشال الكثير من المشاريع الطائفية والسوقية والسياسية ذات الأبعاد الشخصية والحزبية والمنفعية، والتأمرية والحد من تجاوزات وتدخل الدول الاقليمية في الشؤون الداخلية وانعكاساتها السلبية على وحدة وامن المجتمع العراقي على حساب الشعب المظلوم وحقوقه المسلوبة ،بقيادته لمشروع الاصلاح الوطني لإيمانه العميق بمشروع الوحدة الوطنية، والسعي الى تأسيس دولة المواطنة الحقيقة، ضمن منهج واطارالوحدة الإسلامية والمجتمعية والوطنية، في سبيل الارتقاء والتقدم ومحاربة كل اشكال الفساد والطائفية ، رغم كل المعوقات والمؤامرات الدنيئة والمشاريع الطائفية التي تديرها أمريكا والدول الاقليمية ،من اجل مصالحها عبر اجنداتها الداخلية .
فكان محط احترام وتقدير اغلب فئات الشعب العراقي بكافة طوائفه تقديرا لمواقفه الوطنية في ترسيخ مفاهيم ثقافة الوحدة، والوقوف الى جانب مطاليب الشعب والمظلومين من كافة فئاته وشرائحه .
فالناظرفي التاريخ يجد أن أبهى عصور التاريخ العربي والإسلامي ،عندما كانت الأمة العربية والاسلامية موحدة وعزيزة وقوية في زمن الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) بينما ظهر التخلف والجهل والتراجع الثقافي والحضاري والعلمي والاقتصادي ،عندما تفككت الامة واصبحت دويلات صغيرة وشعوبا متناحرة واصبحت هويتها قبلية وحزبية وطائفية ،وابتعدت عن مضمون هويتها الاسلامية والوطنية في الوحدة المركزية، تحت راية الاسلام الجامع للامة بكل جوانبها الإنسانية.وعلى الشعوب العربية والإسلامية ضرورة إستعادة دورها الوطني والاسلامي في قيادة الإمة وتحقيق العدالة والنهوض بها بما يحقق أمن وسيادة واستقلال وسعادة الامة، وابراز دورها الرسالي الانساني والحضاري والثقافي عبر قياداتهاالوطنية ،والالتفاف حولها لتحقيق حلم الإمة العربية، وشعوبها المقهورة .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار