مقالات

كتب الصحافي هادي جلو مقال بعنوان “جائزة نوبل لنادية”

((وان – بغداد))
بقلم هادي جلو مرعي:
وأخيرا إستقر رأي اللجنة المكلفة بإعلان أسماء الفائزين بجائزة نوبل على نادية مراد الفتاة الأيزيدية النحيفة لتكون صاحبة الإستحقاق لعام 2018 وكان كلام السيدة عضو اللجنة التي أذاعت إسم نادية يركز على دور العراقية الشابة في التعريف بمعاناة شعبها، وبنات جنسها المسترقات من قبل عصابات داعش الإرهابية.
نادية مراد فازت بالجائزة نعم، لكنها جاءت عن طريق العذاب والفجيعة والألم والإغتصاب، بشعارات الإسلام المغتصب من أدعياء حمايته، وصونه، والسهر عليه بوصفه الدين الذي سيمضي بنا الى الجنة دون الآخرين الذين سيذهبون الى النار بمافيهم نادية، وبقية الأيزيديات اللاتي حكم عليهن بالعذاب، وبالتالي لامشكلة في إغتصابهن
آه يانادية المسكينة أنت الوحيدة التي ستحني رأسها وتكفكف دموع عينيها حين تسمع بخبر فوزها بالجائزة. فلو قيل لها في يوم: إن الزمان سيدور، وسيهجم عتاة القتلة المتلفعين بالسواد والجنون على قريتها، ويسلبونها كرامتها وطفولتها، ويسترقونها، ثم يعرضونها ورفيقاتها للبيع، ثم تفوز بجائزة نوبل، هل كانت سترضى بهذا السيناريو البشع؟ لا وألف لا، ومليون لا. نادية كانت تريد أن تفوز بحياتها وكرامتها وبحب أهلها، لا بخراب البيوت، وإغتصاب الفتيات، وتهجير الأسر، ونهب الممتلكات. لكن مافي أيدينا من حيلة، وأقدارنا تحكمنا جميعا.
آه يانادية، ماهو شعورك وأنت تسمعين: إن الطبيب البريطاني بفاز بنوبل لأنه إكتشف عقارا طبيا ناجعا، وأن فلانة الفرنسية فازت بنوبل لأنها إكتشفت نظرية في الفيزياء النووية، وإن فلانا من أمريكا فاز بنوبل لأنه طور أبحاثا في علم الجينات، وإن فلانة فازت بنوبل لأنها نشرت روايتها الجديدة، وتضمنت الكثير من أسرار الإبداع البشري، بينما أنت تفوزين بنوبل لأنك عراقية معذبة، ولأنك أيزيدية مغتصبة، ولأنك ضحيت بالكثير لتكشفي للعالم حقارة ووضاعة أدعياء الدين ودونيتهم وصغارهم، والعار الذي سببوه للبشرية.
آه كم آه
آه كم آه
آهات ياأهل البلا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار