مقالات

أحمد الصدر ومنصب رئيس الوزراء القادم

((وان – بغداد))

بقلم يوسف رشيد الزهيري:

السيد احمد مصطفى الصدر النجم الذي سطع ضوءه مؤخرا في عالم السياسة وابتدأ بخطوات واثقة ولقاءات عالية المستوى مع كبار القادة السياسيين في العراق وبدعم ومباركة الزعيم العراقي مقتدى الصدر الذي ساهم في بناء هذه الشخصية القيادية المستقبلية ودعمها بشكل مباشر وخوضها المعترك السياسي بالأدوات المتمثلة بالمشروع الوطني الإصلاحي التي تسعى اليه قوى تحالف سائرون الى تحقيقه.

السيد احمد الصدرهو نجل شقيق زعيم التيار، الذي اغتيل والده عام ١٩٩٩ مع المرجع الكبير محمد الصدر، من مواليد ١٩٨٦درس العلوم السياسية في لبنان، وحصل هناك على شهادة الماجستير في اختصاصه، لكنه بقي خارج مشهد آل الصدر، منذ عام ٢٠٠٣ في كنف ورعاية السيد جعفر باقر الصدر في لبنان حتى جاء به الصدر، قبل فترة حين استشعر بالخطر الذي يهدد حياته ومشروع الاصلاح السياسي الذي تبناه في العراق وكلفه بتولي مشروع الإصلاح، في حال تعرض الصدر لـ”أي خطر”.

“الشاب احمد الصدر” التقى بكبار قادة العراق وأوصل لهم مشروع الصدر الإصلاحي، وناقشه معهم بكل “ثقة وهدوء” وكأنه مارس هذه المهام والحوارات والبروتوكولات سابقا وتدرب عليها وتشير بعض المصادر ان السيد جعفر الصدر وبحكم تجربته السياسية قد صاغ صناعة شخصية احمد الصدر سياسيا وبما تتلائم مع دوره المستقبلي في العراق كما استفاد ايضا من قربه من عمه الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر خلال الفترة الاخيرة وإحاطته بكل الجوانب السياسية وتحدياتها والأوضاع العامة في العراق وما يدور في اروقة ودهاليز السياسة العراقية

وبما انه كان في مرحلة الاعداد والنضوج الفكري والسياسي وقد قضى أغلب حياته ودراسته في لبنان، وكان غائبا عن ما يجري في العراق، لكن يبدو أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يعقد آماله عليه، بعد أن بدأ بزجه في المشهد السياسي العراقي، خاصة عقده لقاءات مع رؤساء أعلى السلطات في البلد، ولم يلتقي بشخصيات “هامشية

بأي صفة التقى أحمد رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية في البلد؟، هل بات التعامل مع أحمد على أنه “راعي جهة سياسية”؟، وهل يتوافق هذا الأمر مع عمره؟؟.
بالطبع ان احمد الصدرهو ممثل شرعي لال الصدر ولأكبر جمهور واسع ذات قاعدة جماهيرية في العراق وممثل سياسي زعيم الكتلة الفائزة في الانتخابات وممثل سياسي لزعيم اكبر تحالف سياسي ولا يعتبر العمر مفارقة سياسية في العمل السياسي فالزعيم الكوري تولى رئاسة بلد نووي وهو لم يتجاوز عمره ٢٩عاما ويعد اليوم من اقوى الزعماء في العالم .
لقد تولى السيد احمد الصدر داخل التيار مسؤولية اللجنة الخاصة بمشروع الإصلاح، بالتنسيق مع الهيئة السياسية، وبدأ بنشاطات تمس الشارع العراقي، منها رعايته لمبادرة “ويؤثرون” الخاصة بجمع التبرعات للنازحين من المناطق المحررة ونفذ جولات ميدانية وزيارات الى تلك المناطق والتقى بالكثير من العوائل النازحة بكل مواقف انسانية ونبيلة وافترش معهم الارض وتقاسم معهم الطعام
وتشير بعض المصادر الداخلية أنه شخصية فاعلة ومؤثرة في الوسط السياسي الداخلي في التيار ومن تأثيره في التيار ومفاصله، فأن احمد الصدر، صاحب فكرة إغلاق الهيئة الاقتصادية للتيار الصدري إضافة إلى قرارات أخرى عديدة ومقترحات موضوعية كانت تنال استحسان السيد مقتدى الصدر لتطوير وتفعيل العمل الإصلاحي وادواته داخليا وخارجيا .
احمد الصدر، الذي أعلن أن “الكراهية والطائفية” خارج مفاهيمه، لكن كيف سيتعامل مع “أعداء” التيار، ان فسحت له حرية وصلاحيات اكثر وابعد في اتخاذ القرارات؟ وهل ستكون مواقفه “أقوى” من الصدر، الذي اتخذ مواقف صارمة وأعتمد على إطلاق ” اقوى التوصيفات” على خصومه؟ والمعارضين لمشروع الاصلاح ومعاقبة الفاسدين أم سينتهج ذات السياق؟ لكن على ما يبدو أنه “حازم أكثر”. وذات نظرات قوية وعميقة رغم هدوءه واتزانه

ورغم افكاره المبنية على اعتقادات بناء دولة مدنية واخراجها من اطار الاسلمة السياسية والطائفية .لكن في الواقع حسب فهمي هو أن الحالة البشرية في تطور مستمر، والمفاهيم الإنسانية والنظريات السياسية والشعارات في حالة تغيير ولا يمكن الجمود او التوقف عند مفاهيم ونظريات ومواقف محددة فالسياسة تحتاج الى تغيير المواقف حسب ما يتطلبه العمل السياسي من مرونة وصلابة حسب متغيراتها وظروفها . ويجب القبول بمكتسبات الإنسان

وواقع العملية السياسية في العراق وافرازاتها السلبية والايجابية والتعامل معها بحكمة وواقعية

في الوقت الحاضر من الديمقراطية، والتعددية، والدبلوماسية.

انه رجل تتطابق مواصفاته مع توجيهات المرجعية وخيارات المرحلة القادمة في شغل منصب رئاسة الوزراء والذي لم يحسم لحد الان من قبل القوى السياسية بالرغم من طرح بعض الأسماء وعدم التوافق والاجماع الوطني على شخصية محددة .

فماذا يعني ان يقف هذا الشاب الثلاثيني صاحب الرؤية الوطنية والمشروع المدني ،على منصة بيان تقف خلفه عشرات قادة العراق ؟

أنها مقدمة لطرح هذه الشخصية الوطنية ذات العمق والإرث الديني والتاريخي الأكثر مقبولية في العراق وتقديمه كمرشح رئيس الوزراء المقبل بمباركة النجف الأشرف.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار