الدينيةمقالات

الإمام الحسين “ثورة إصلاح ضد الظلم والفساد”

((وان – بغداد))
بقلم الصحافي محمد الخفاجي:

تعتبر ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) هي أعظم ثورة إصلاحية إنسانية كبرى بكل أبعادها، عرفها التاريخ البشري، لأنها أحيت المبادئ والقيم المقدسة في نفوس وعقول الأجيال المتعاقبة ، وأعطت الدروس المشرقة عن التضحية في سبيل القيم الإسلامية والإنسانية.

(إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي)، بهذه الكلمات خرج الإمام الحسين عليه، ولم يكن خروجه غرورا وتكبرا او من اجل مصلحة شخصية او حزبية ولم يكن عليه السلام ممن ارادوا ان يعيثوا في الارض فسادا رغبة في سلطة او جاه، هكذا كان خروج الإمام الحسين عليه احياءا لنهج ورسالة رسول الله صلى عليه واله وسلم.

وبهذا العطاء الدائم المستمر للثورة، طالما غذّى الغصون الإسلامية، حتى نمت وترعرعت ببركة ثورة أبي الشهداء الحسين الخالد: فهي كانت ولا تزال وستكون نبراساً لكل إنسان معذب ومضطهد على وجه هذه الأرض، وهي الأمل المنشود لكل الناس الخيرين، الذين يدافعون عن حقهم في العيش بسلام وأمان.

وقد تأثر عظماء البشرية ومفكريها وسياسيها بشخصية الإمام الحسين (عليه السلام) وسيرته العطرة، لأنهم وجودوا في ثورة الإمام الحسين الرفض المطلق للظلم السياسي والاجتماعي، ولمسوا في حركته التحررية الكرامة الإنسانية، والحرية الفكرية، وتحرير الذات، والعدالة الاجتماعية، والتسامح الديني، والوفاء للقيم الإنسانية، وكما وصفها المؤرخ الانكليزي الشهير (جيبون) بقوله: إن “مأساة الحسين المروّعة، بالرغم من تقادم عهدها، وتباين موطنها، لابدّ أن تثير العطف والحنان في نفس أقل القرّاء إحساساً وأقساهم قلباً، “حسب تعبيره”.

وكما قال سيد الشهداء عليه السلام:( إني لاارى الموت ألا سعادة والحياة مع الظالمين ألا برما) فأين نحن من قيم الحسين ونهضة الحسين (عليه السلام) وقد وقع الكثير منا، في الفتن الطائفية والتكالب على السلطة والمكاسب المحرمة؟ وجعل من الفضائيات الطائفية سكنا له ويخرج في اليوم الواحد على شاشات العديد من هذه المحطات ليقول غير الذي يفعل..؟
وقد قال الله سبحانه في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم : يَا أَيهَا الذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تفعلون , كَبُرَ مَقْتاً ِعندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ. الصف -2-3 فسلام عليك سيدي ياحفيد رسول الله ص وحبيبه وياسيد شهداء شباب الجنة يوم ولدت ويوم استشهدت فطرزت أعظم قيم البطولة والتضحية والفداء ويوم تبعث حيا مع جدك المصطفى (ص) وآل بيته الغر الميامين عليهم السلام، واحققاق الحق بدولة الحق عند قيام الساعة.

هذه المجموعة من الجمل المعبرة التي تعتبر بمثابة رمزية شعارات أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) في نهضته وهي تدل على عظمته التي استمدها من عظمة جده سيد البشرية صلى الله عليه وآله وسلم، حيث أضاء للبشرية دربها وحياتها بتضحياته ووقوفه بكل إباء وصلابة في وجه الظلم والطغيان الأموي، وبهذه الشعارات الرائدة الخالدة هز عروش الظالمين والمتآمرين على الإسلام.

وكل شعار من شعارات الثورة الحسينية يعتبر مدرسة يتعلم فيها الإنسان كيف يصوغ شخصيته الكاملة، وكيف تقف صامد بوجه الظالمين والمستكبرين بكرامة وعزة.
لاختم مقالتي بهذه الجملة التي افتتحت بها، لما فيها من معنى، لأنها أحيت المبادئ والقيم المقدسة في نفوس وعقول الأجيال المتعاقبة ، “ثورة إصلاح ضد الظلم والفساد”، و تبقى ثورة الإمام الحسين الإنسانية تذكر على مر العصور “. انتهى

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار