مقالات

كتب الصحافي هادي جلو مرعي مقال بعنوان “كولوبوبسس إكسبلودنس”

((وان – بغداد))

هناك نوعان من العمليات الإنتحارية التي يقوم خلالها شخص ما ذكر، او انثى بتلغيم نفسه، والضغط على زر التفجير ليحدث ضررا جسيما بالهدف المنشود.
النوع الأول، وهو الأقدم تاريخيا الذي إشتهر به رجال ونساء المقاومة الفلسطينية، وكانوا يستهدفون القوات الإسرائيلية، وإمتدت هذه العمليات خلال العقود التي تلت إحتلال فلسطين، وكانت ذروتها في ثمانينيات القرن الماضي، ونهاية التسعينيات، وحتى مطلع الألفية الثالثة. وعرف هذا النوع من العمليات الإنتحارية عند الأكراد الذين يواجهون القوات التركية، ولم تكن هذه العمليات بوازع ديني عند الأكراد كما هي عند الفلسطينيين الذين كانوا يعتمدون فتاوي دينية، وافكارا مستقاة من توجيهات إسلامية خاصة بالجهاد والشهادة، وقتال الكفار، والحصول على الرضا الإلهي، ودخول النعيم المقيم، بينما كان الوازع الكردي مختلفا فقد عرف عن بعض الشابات اللاتي تحكمهن النزعة اليسارية قيامهن بعمليات إنتحارية ضد الأتراك. وبرغم إن الشعور عن الكرد والفلسطينيين يلتقي في إن الشعبين يتعرضان لإحتلال غاشم، ولكن الفرق إن الفلسطيني المسلم كان يفجر نفسه على من يراه كافرا، بينما كان الكرد يفجرون بناءا على إيمان بقضية الأمة الكردية، ولكنهم كانوا يقاتلون قوات تركية مسلمة، وعادة ماكان اليسار الكردي لايفكر بهذه الجزئية، ولايهتم لها.
النوع الثاني وهو حديث نسبيا المتعلق بالعمليات الإنتحارية التي تقوم بها الجماعات الدينية الإسلامية ضد مصالح الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا والمانيا وبريطانيا، وضد من تعتبرهم كفارا كالشيعة، ولكن تلك العمليات أخذت تتطور لتصل الى مرحلة إستهداف مصالح الدول الإسلامية كما في تركيا وإيران ومصر والعراق والسعودية التي شهدت تفجيرات إنتحارية ضد سياسيين وجنود يؤدون الصلاة، ولايبدو من نهاية لهذه النوعية من العمليات الإنتحارية بفعل الفكر الديني المتطرف، ودخول المزيد من الشبان الى دائرة التفكير السلبي الحاد.
النملة المسماة كولوبوبسس إكسبلودنس، والمكتشفة حديثا واحدة من الأنواع الجاهزة لتفجير نفسها عند شعورها بخطر يداهم المستعمرة، ولكن الصادم إن هذه النملة من ضمن العاملات الأقل حضور، أو المصابات بالعقم يعني من صنف أولاد الخايبة من البشر الذين يضحون بأرواحهم ليتنعم الأغنياء، والسياسيون وأولادهم.. كولوبوبسس إكسبلودنس تفجر بطنها، وترمي المادة السامة على جسد العدو المهاجم وتقتله، ولكنها للأسف تكون قد ماتت هي أيضا لحفظ النوع الذي تنتمي له..
حتى في المقاومة يصلح النمل ليكون مضرب المثل كما هو في الحكمة حين خشي من جنود سليمان، وفي الصبر والإجتهاد حين يكد أيام الدفء ليجمع مؤونة الشتاء”.إنتهى

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار