الدينية

الخامس عشر من رمضان ذكرى ولادة كريم اهل البيت

يوافق الخامس عشر من شهر رمضان المبارك الذكرى العطرة لولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، وبهذه المناسبة نسلط الضوء على بعض مواقفه المشرفة تجاه مصلحة الشريعة الإسلامية.

واسم الإمام هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب السبط الأوّل لرسول الله(صلى الله عليه وآله) وكنيته الشريفة أبو محمد، أمّا ألقابه الكريمة: السيد والسبط والأمين والحجّة والبرّ والنقيّ والزكيّ والمجتبى والزاهد.

وعن تسميته قال النسفي: لمّا ولدت فاطمة الحسن(عليهما السلام)، قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي(عليه السلام) سمّه! فقال: ما يسميه إلّا جدُّه. فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): ما كنت لأسبق بتسميته ربّي، فجاءه جبرئيل وقال: يا محمد! إنّ الله يهنّئك بهذا المولود ويقول لك سمّه باسم ابن هارون شبر، ومعناه حسن.

كان الإمام الحسن(عليه السلام) أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم وكان إذا حجّ حجّ ماشياً وربّما مشى حافياً وكان إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقةً يكاد يُغشى عليه منها، كما عُرف(عليه السلام) بذكائه وحنكته منذ الصغر، وممّا يروى أنّه (عليه السلام) كان يحضر مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ابن سبع سنين أو أقلّ فيسمع خطاب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وآيات القرآن النازلة توّاً ثمّ يأتي إلى والدته الطاهرة في البيت فيُلقي إليها ما سمعه دون زيادةٍ أو نقصان، وعندما يرجع الوالد الكريم الإمام علي(عليه السلام) إلى بيته يجد لدى زوجته اطّلاعاً تامّاً بخطاب النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعندما يسألها عن ذلك تقول له: من ولدك الحسن.

كما عرف (عليه السلام) بكرمه اللامحدود حتى أُطلق عليه: كريمُ أهل البيت، فقد روى الشيخ رضي الدين عليّ بن يوسف بن مطهر الحلّي أنّه: وقف رجلٌ على الحسن بن علي(عليه السلام) فقال: يا ابن أمير المؤمنين، بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيعٍ منك إليه، بل إنعاماً منه عليك إلّا ما أنصفتني من خصمي فإنّه غشوم ظلوم، لا يوقّر الشيخ الكبير ولا يرحم الطفل الصغير.

وكان (عليه السلام) متّكئاً فاستوى جالساً وقال له: مَنْ خصمك حتى أنتصف لك منه؟ فقال له: الفقر، فأطرق رأسه ساعةً ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له: أحضر ما عندك من موجود، فأحضر خمسة آلاف درهم، فقال: إدفعها إليه، ثم قال له: بحقّ هذه الأقسام التي أقسمت بها عليّ متى أتاك خصمُك جائراً إلّا ما أتيتني منه متظلّماً.

حيث إن المقام المقدس الذي حظي به الإمام الحسن (عليه السلام) على لسان جده رسول اللّه (صلى الله علية واله وسلم )، يدفعنا لمزيد من التأمل في سيرته المباركة، بكل ما تحتويه من جوانب عظمة وكمال ذاتية وحكمة وسداد رسالي، والذي نراه ينسجم تماماً مع وصف رسول اللّه (ص) له وموضعه منه فيما ورد عنه (ص) في حقه(عليه السلام ).

ولو سرنا حياة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام ) لوجدنا ذات الخط الذي نهجه أبوه أمير المؤمنين (عليه السام) وأمه فاطمة الزهراء (عليها السلام)، يتجسد مرة أخرى في سيرته الرسالية، حيث لم ير مصلحة فوق مصلحة الإسلام العليا، ولا قيمة لشيء اكبر من قيمتها، بل لقد أرخص سلام اللّه عليه كل شيء في سبيلها، لأنها سبيل اللّه وكلمته العليا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
السفير العراقيّ في أنقرة: زيارة الرئيس أردوغان إلى بغداد ستساهم في حل الملفات العالقة بين البلدين البريد السعودي “سبل” يصدر طابعاً بريدياً عن قطاع النخيل والتمور في المملكة الاعلام الامني يعلن حصيلة قصف قاعدة كالسو: قتيل واحد وثمانية جرحى بينهم منتسب من الجيش العراقي السوداني يوجّه السفارة العراقية في واشنطن بمتابعة جميع الملفات والتفاهمات مع الولايات المتحدة، وتقدي... دائرة البيطرة من خلال غرفة عمليات السيطرة على مرض الحمى النزفية تعلن عن استمرارها بحملتها لتغطيس ور... مصدر يكشف تفاصيل "بقايا الصاروخ" داخل الأراضي العراقية لأول مرة في البلاد.. الموارد المائية تستخدم القماش الخرساني لتبطين مشاريعها في بغداد منتخبنا الأولمبي يتغلب على نظيره الطاجيكي بأربعة أهداف لهدفين ضمن بطولة كأس آسيا تحت 23 عاماً رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يلتقي رئيس شركة جي إي فيرنوفا للطاقة وفاة الفنان المصري صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا