العربي والدولي

الأيكونومست: حيدر العبادي قادر على الحد من نهب الوزارات

((وان_متابعة))

منذ أقل من أربع سنوات، وقف المتطرفون المتعصبون من تنظيم داعش على عتبة بغداد، حيث علمهم الأسود رفرف بالفعل على عدة مدن عراقية اخرى. وحاز الجهاديون – ولو مؤقتاً- وهم خليط من السنة الساخطين والبعثيين السابقين وغيرهم ممن شعروا بالغربة نتيجة حكم نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق.

وفقدت الحكومة المركزية السيطرة على جزء كبير من البلاد، وراقب الأكراد ذوو العقلية الاستقلالية في الشمال بينما كاد العراق ينهار.

اليوم تبدو الأمور مختلفة تماماً. لقد هزم العراق داعش وتجنب موجة العنف التي توقعها كثيرون، اعداد القتلى المدنيين كل شهر في القتال في انخفاض وهو جزء بسيط مما كان عليه في عام 2014. لقد مرت الحكومة في بغداد على دفعة كردية سابقة لاوانها من اجل الاستقلال العام الماضي، فضلاً عن انتاج النفط المرتفع والدولة لديها المال.

لقد تضاءلت قوة الاجانب، بما فيما ايران وامريكا، حيث تعلم السياسيون العراقيون كيفية اللعب ضد الآخرين. وفي غضون ستة اسابيع، ستجري انتخابات، وهو الشيء الوحيد الجيد في العراق والعالم العربي تحديداً بعيداً عن تونس ذات الفاعلية نفسها.

وسالت الكثير من الدماء على طول الطريق في العراق واماكن اخرى، وفشلت امريكا في احتلال البلاد، وواجه الجيش الامريكي حينها تمرداً سنياً. ثم اثار السياسيون العراقيون الانقسامات الطائفية مما ادى الى المزيد من العنف. الآن يجب ان يتعلموا من هذه الأخطاء او سوف يضيعون هذه اللحظة المفعمة بالأمل.

ويبدو العراق الآن كما كان عليه في عام 2010 ، وهو عام انتخابات آخر، بعد هزيمة القاعدة في العراق بوقت قصير، وهي مقدمة لتنظيم داعش. وقد كان هذا النصر بفضل دعم الولايات المتحدة للمقاتلين السنة “المستيقظين”، الذين صُدِم الكثير منهم بوحشية الجهاديين.

الأكراد، في ذلك الوقت، تعاونوا مع الحكومة في بغداد. لكن بعد أن قام باراك أوباما بسحب معظم الجنود الأمريكيين من العراق عام 2011، فقام المالكي بإلانقاض على السنة خارج الأجهزة الأمنية، وقطع الأموال عن الأكراد والعراقيين المحتجزين.

رئيس الوزراء حيدر العبادي، افضل من يتمتع بشعبية سنية اليوم، لديه فرصة لتوحيد بلاده من خلال دمج الجماعات المسلحة – التي ساعدت في قهر داعش – بالقوات الامنية النظامية.

العبادي ايضاً، قادرٌ على انهاء الفساد والركود، وإنهاء حالة توزيع الوظائف حسب الطائفة والعرق وليس الجدارة، الحد من نهب الوزارات. لان الدولة اصبحت لدرجة لا يثق بها العراقيون وصاروا يشككون بمزاياها الديمقراطية.

وفي الآونة الأخيرة، أسعدت الاحزاب الناخبين العراقيين بشكل متزايد من خلال تشكيلات وتحالفات واسعة النطاق التي تدور حول قضايا عديدة. وقاموا بنفس الاساليب المتبعة في انتخابات عام 2010.

ويجب على الفائزين، دون ادنى شك التعامل مع وعود القضاء على الفساد بشكل واقعي وحقيقي. وليس مثلما سبق وأن تعهدوا ببناء السلام. فالعراق بحاجة الى سياسة طبيعية تقوم على أساس الكفاءة وليس الطائفة.

المصدر: الايكونوميست

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار