العربي والدولي

الغارديان: ماذا تعكس حفاوة استقبال ابن سلمان في بريطانيا؟

((وان_متابعة))

نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا لعضوة البرلمان العمالية إيميلي ثورنبري، تعلق فيه على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بريطانيا.

وتبدأ ثورنبري مقالها بالقول إن “الناس يسمون الدفتيريا (المرض الخانق)، حيث يراقب الوالدان بعجز تام المرض يغلق حناجر أطفالهما ويميتهم، ولحسن الحظ أن هناك مطعوما قضى على هذا المرض في معظم أنحاء العالم، لكن ليس في اليمن وليس العام الماضي، حيث أصيب المئات من الأطفال، ومات العشرات تلك الموتة البشعة”.

وتقول الكاتبة في مقالها، الذي تابعتة وكالة ارض أشور الاخبارية “، إن “هؤلاء الأطفال ينضمون إلى مئات الأطفال الذين ماتوا في أسوأ تفش للكوليرا في التاريخ الحديث، والآلاف الذين ماتوا بسبب سوء التغذية، والأعداد التي لا يعرفها أحد من المدنيين الذين قتلوا في الغارات الجوية على بيوتهم والشوارع والأعراس والجنازات، كان هذا هو الثمن الإنساني للحرب الأهلية في اليمن على مدى السنوات الثلاث الماضية، التي أظهرت جميع الأطراف فيها استخفافا صارخا بالحياة، لكن السعودية تتحمل المسؤولية، دون نقاش، عن غالبية الوفيات المدنية”.

وتستدرك ثورنبري بأن “المهندس الذي يقف وراء التدخل السعودي في اليمن -ولي العهد محمد بن سلمان- في زيارة إلى بريطانيا، وفرشت له حكومة المحافظين السجاد الأحمر وكأنه نيلسون مانديلا، هذا الرجل يقف خلف الحصار المضروب على الموانئ التي يسيطر عليها ثوار اليمن، مانعا إمدادات المواد الغذائية والدواء والوقود للمدنيين اليمنيين –وبالأدلة المتوفرة كلها– منتهكا القانون الدولي باستخدام التجويع سلاحا في الحرب”.

وتشير الكاتبة إلى أنه “الرجل الذي سمح بتدمير البنية التحتية الغذائية في بداية الحرب بغارات جوية ممنهجة على المزارع ومزارع الأبقار ومصانع الطعام والأسواق، ضاربا عرض الحائط باتفاقيات جنيف”.

وتقول ثورنبري: “كان الأمير محمد محقا عندما غضب من محاولة الحوثيين توجيه هجوم صاروخي للرياض في كانون الأول/ ديسمبر، لكنه انتقم بعشرة أيام من الغارات العشوائية على مناطق مدنية، فقتل وجرح المئات، بينهم عشرات الأطفال”.

وتجد الكاتبة أنه “في الوقت الذي تصر فيه الحكومة البريطانية علنا على عدم وجود حل عسكري في اليمن، فإنه قام بإقالة أكبر الجنرالات في محاولة لتحقيق ذلك، وهو الآن يخطط لهجماته على العاصمة صنعاء وعلى ميناء الحديدة، وكلا الهجومين سيفاقمان من الأزمة الإنسانية، وهذا كله دون الحديث عن محاولته المخزية لتدمير الديمقراطية في لبنان، بالإضافة إلى دعمه للمجموعات الجهادية في الحرب الأهلية السورية، وكلاهما يشكل جزءا من معركته ضد الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط”.

وتتساءل ثورنبري قائلة: “لو كان منافسه الإقليمي، المرشد الأعلى الإيراني يزور عاصمتنا -مع سجله الشبيه في انتهاكات حقوق الإنسان المحلية وتدخلاته الإقليمية وادعاء دعمه للمنظمات الإرهابية- فما كانت الحكومة البريطانية لتحلم أن تفرش له السجاد الأحمر، فلماذا يكون الأمر مختلفا لولي العهد؟”.

وتضيف الكاتبة: “تقول لنا تيريزا ماي بأن الأمر يتعلق بالأمن المشترك والمصالح الاستراتيجية، أو أنه يتعلق بتحرك الأمير محمد (للبرلة) حقوق المرأة، الذي تعني به أن تلحق السعودية بركب بقية الدول في العالم بالسماح للنساء بقيادة السيارات”.

وتعلق ثورنبري قائلة إن “ذلك كله كلام فارغ، لكن كما في العادة، الأمر لا يتعلق بشيء سوى الكسب المادي القذر، ومحاولات الحكومة اليائسة سد الثغرة في التجارة البريطانية وفرص نموها بسبب إصرار ماي على عدم البقاء في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي بعد البريكسيت”.

وترى الكاتبة أن “ما هو مفضوح أكثر من أي شيء أن الأمر يتعلق بحرب الرهانات الوقحة؛ لإقناع ولي العهد أن يضمن البورصة في لندن في إدراج أسهم شركة (أرامكو) النفطية، التي يعد تعويمها الأكبر في التاريخ”.

وتبين ثورنبري أن “الموضوع وثيق الصلة هو الزيادة الضخمة في الأسلحة التي تبيعها بريطانيا للسعودية منذ بداية الحرب في اليمن، وهي تجارة مخزية لدرجة أن الحكومة الآن تشجع على تقديم الطلبات (لرخص تصدير مفتوحة) من شركات صناعة الأسلحة؛ بهدف إخفاء تفاصيل الأسلحة التي تشتريها الرياض وثمنها الحقيقي، من الواضح أن الحكومة لا يهمها أبدا حقوق الإنسان أو خرق اتفاقية جنيف إن كانت هناك فرصة لتحسين موازنتها المالية”.

وتختم الكاتبة مقالها بالقول: “بريطانيا هي حاملة القلم الرسمية في مجلس الأمن (pen-holder) في الأمور المتعلقة باليمن، وقد قدمت في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 مسودة قرار يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن؛ للسماح بمساعدات إنسانية ومحادثات للتوصل إلى حل سياسي، لكن مساعدي الأمير محمد عارضوا مباشرة، وبعد 17 شهرا لم تقدم تلك المسودة لمجلس الأمن ليصوت عليها، ولذلك تستمر حربه الوحشية دون أن يقوم أي شخص في حكومتنا بتحريك ساكن لإيقافه، بل على العكس يقومون اليوم بتكريم ولي العهد، لكن الملايين منا يقولون: ليس باسمي”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار