تقارير وتحقيقات

تحقيقات أميركية مع رجل أعمال تكشف دوره في صفقة سلاح عراقية روسية

((وان – متابعة))

كشف تقرير أميركي، تفاصيل مشاركة “أحمد”، نجل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، في إبرام صفقة السلاح الروسي العام 2012، من خلال الاستعانة بخدمات رجل أعمال أميركي من أصل لبناني، للقيام بوساطات سرية في موسكو.

وذكر التقرير الذي نشره موقع “المونيتور”، أن أحمد نوري المالكي أقام علاقات وثيقة في 2012 مع رجل الأعمال الأميركي من أصل لبناني جورج نادر الذي يمتلك سجلا حافلا من “الوساطات” في العراق والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن “نادر ذهب إلى موسكو من أجل صفقة السلاح في عام 2012، وأبلغ المحاورين الروسيين أنه يمثل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ويجب التفاوض على الصفقة من خلاله”، في الوقت نفسه الذي كان يتفاوض خلاله وزير الدفاع السابق سعدون الدليمي، مع الروس، بشأن الصفقة ذاتها.

وأوضح التقرير أن علاقة جورج نادر مع نجل نوري المالكي شهدت تطورا خلال عملهما في “مشاريع الكهرباء”، ويبدو أن العلاقة التي أقامها نادر مع نجل المالكي جلبت نادر إلى الدائرة الداخلية لرئيس الوزراء السابق عندما تم التفاوض على صفقة الأسلحة الروسية الضخمة.

ووفقا للتقرير، فإن دور نادر في الصفقة كان مثيرا للجدل بالنسبة للمسؤولين العراقيين؛ لأن وزير الدفاع العراقي سعدون كان في روسيا لإجراء المفاوضات، وكانوا غير مدركين أن المالكي يعمل مع نادر لـ”تجاوز القنوات الرسمية”. ونقل التقرير عن مسؤول عراقي سابق لم يذكر اسمه، قوله إنه “شهد شخصيا مقابلات جورج نادر مع المالكي في فندقه بموسكو، عندما رافق المالكي إلى موسكو في تشرين الأول 2012؛ لتوقيع صفقة السلاح مع رئيس روسيا فلاديمير بوتين”.

وأمضى وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي، في شهر آب 2012، حوالي 23 يوما في موسكو؛ لإنهاء المفاوضات الخاصة بصفقة الأسلحة الروسية التي تبلغ قيمتها 4.2 مليار دولار. وبحسب التقرير فإن الدليمي تلقى رسالة من وزير الطاقة الروسي السابق يوري شافرانيك يحذره فيها من وجود أشخاص آخرين في موسكو يدّعون أنهم، وليس وزير الدفاع، يمثلون المالكي، ويجب أن تمر الصفقة من خلالهم.

ويبدو أن وجود أكثر من ممثل للعراق في موسكو، أربك الروس، مما اضطر يوري شافرانيك إلى الذهاب لبغداد؛ من أجل محاولة استيضاح الوضع مع نوري المالكي، وعرض عليه خط اتصال مباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتجنب الارتباك والتسريبات، وفقا لموقع “المونيتور”.

وأضاف الموقع أن المالكي أكد للمسؤولين الروس أنه يرحب باقتراح تبسيط اتصالاتهم، وأشار إلى أن الارتباك حول من يمثل بغداد في صفقة السلاح سيتم حله. لكن المسؤول العراقي السابق فوجئ عندما رافق المالكي إلى موسكو في تشرين الأول؛ 2012 لتوقيع صفقة الأسلحة الروسية، بعد رؤية جورج نادر يدخل الفندق ويأخذ المصعد إلى جناح المالكي. وتابع المسؤول “كنا في فندق راديسون في موسكو، وفجأة جاء جورج نادر، يسير بسرعة كبيرة، ثم دخل المصعد، وتوجه إلى حيث كان يقيم رئيس الوزراء”.

ويضيف “عندما وصل وزير الدفاع سعدون الدليمي إلى الطابق الأرضي، سألته، هل لاحظت جورج نادر؟ قال نعم. رأيته يدخل جناح رئيس الوزراء نوري المالكي”. ويقول المسؤول السابق “في حينها، أدركت أن القضية كانت داخلية، فالمجموعة الفاسدة التي ذهبت لتمثيل المالكي في موسكو لم يكن فيها أحد غريب، بل كانوا جميعا في دائرة واحدة مع نوري المالكي”.

وتابع “عندما كنا هناك اكتشفنا حقائق جديدة، أنا شخصياً لم أكن أعرف أن هؤلاء الأشخاص الذين سافروا إلى موسكو في نهاية آب، مرتبطون بالمالكي وابنه، لكن عند رؤية جورج نادر صدمت للوهلة الأولى، بعدها أدركت حقيقة علاقاته مع أحمد نوري المالكي”.

وكانت صفقة الأسلحة العراقية الروسية مثيرة للجدل في العراق، ويشتبه في أنها اشتملت على الفساد، وأعلن وزير الدفاع العراقي في تشرين الثاني 2012، أن الاتفاق أُلغي “بسبب فساد محتمل في العقد” حسب ما أوردته رويترز.

لكن رويترز نقلت عن المستشار الإعلامي للمالكي آنذاك علي الموسوي قوله، إن الصفقة سيعاد التفاوض بشأنها، وأي تعليق للعقد كان “إجراءا احترازيا بسبب الفساد المشتبه فيه”. وظهر جورج نادر في العراق في منتصف العقد الأول من القرن الحالي، وعمل مستشارا للعديد من السياسيين العراقيين، بما في ذلك بعض القادة السياسيين الشيعة الجدد في العراق، بالإضافة إلى المسؤولين الكرد، بحسب الموقع الأميركي.

ووفقاً لـ”المونيتور”، ساعد نادر في 2005، بتنظيم لقاءات بين أعضاء قياديين في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وواشنطن، وفي عام 2010، نظّم نادر اجتماعات مماثلة لرئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، مع مسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى، بما في ذلك ولي العهد.

كما دبر نادر لقاءات لنيجيرفان بارزاني مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. وشق نادر طريقه ليصبح مستشارًا لولي عهد أبوظبي بعد خروج نوري المالكي من منصب رئاسة الوزراء، إلا أنه حتى انتخاب ترمب، كان قد أبقى على هذا المستوى المنخفض لدرجة أن العديد من الاستشاريين في واشنطن الذين نصحوا الإمارات قالوا إنهم غير مدركين تمامًا لدوره.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار