الثقافية

صحف الخميس تبرز الدعم العربي والدولي للعراق خلال مؤتمر الكويت

((وان – بغداد))
بغداد/ ابرزت الصحف الصادرة اليوم الخميس الخامس عشر من شباط الدعم العربي والدولي للعراق خلال مؤتمر الكويت.

صحيفة الزوراء قالت ان دولة الكويت اعلنت في ختام مؤتمر اعادة اعمار العراق، أن تعهدات الدول المشاركة في مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق بلغت 30 مليار دولار امريكي،.

ونقلت عن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تاكيده أن الحشد الدولي الواسع يمثل اعترافا من العالم بحجم التضحيات التي تكبدها العراق في مواجهته للإرهاب، وفيما أعرب عن تفاؤله بمستقبل أمن واستقرار العراق كونه يعد جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار دولة الكويت والمنطقة، أعلن تخصيص مليار دولار للاستثمار في العراق، في حين لفت رئيس الوزراء حيدر العبادي الى تطلع العراق لشراكات حقيقية استراتيجية وتبادل المنافع، مبينا أن الحكومة العراقية تصدر حزمة من النظم والقوانين لخلق بيئة اقتصادية سليمة لإزالة المعوقات والبيروقراطية غير الجاذبة والفساد.

وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال افتتاحه مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق،: إن مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار المناطق المحررة في العراق، يأتي تواصلاً لدور الكويت الإنساني في مؤتمرات عقدناها في هذه القاعة على مدى السنوات الماضية، معربا عن التقدير البالغ لتلبية دعوتنا وما يعكسه ذلك من حرصكم وإدراككم لما ينطوي عليه من أبعاد تمثل أولوية قصوى لنا جميعاً.

وأضاف: إننا في الوقت الذي نتقدم فيه للأشقاء بالتهنئة للانتصارات التي تحققت لهم والتي جاءت بعد تضحيات كبيرة وعزيمة صلبة فإننا نؤكد إن ما نشهده اليوم من حشد دولي واسع على المستوى الرسمي والشعبي والقطاع الخاص إنما يمثل اعترافا من العالم بحجم التضحيات التي تكبدها العراق في مواجهته للإرهاب وسعيا من المجتمع الدولي لمكافئته على تلك المواجهة، مؤكدا أن العراق في مواجهته وتصديه للإرهاب إنما كان يؤدي دورا تاريخيا ومشرفا لدحر التنظيمات الإرهابية التي أحالت حياة العراقيين في المناطق التي سيطرت عليها إلى جحيم فمن نازح بلا مأوى وجريح بلا علاج وجائع بلا طعام .وأوضح أمير الكويت: أن لقاءنا اليوم وما سيسفر عنه مؤتمرنا من نتائج يعد استمرارا لجهودنا جميعا وتفاعلا من المجتمع الدولي في سعينا لمواجهة الإرهاب وهزيمته والتصدي لكل ما يمثله من مخاطر وتحديات ولا نغفل في سياق الإشارة لتلك التحديات ما يتعرض له الأشقاء في سوريا واليمن من معاناة مريرة جراء استمرار الصراع الدائر هناك ولدينا كل الثقة بأننا والمجتمع الدولي لن نتوانى عن دعمهم بعد عودة الأمن والاستقرار لهم.

وتابع: إننا ندرك حجم الدمار الذي لحق بالعراق جراء سيطرة تلك التنظيمات الإرهابية على بعض الأراضي العراقية وما ترتب على ذلك من قتال لتلك التنظيمات لتطهير التراب العراقي الأمر الذي يتوجب معه على العراق اليوم الشروع في إعادة إعمار شامل لما تم تدميره من بنية تحتية ومرافق الحياة الأخرى وهو عمل لن يتمكن العراق من التصدي له وحده مما دعانا إلى التوجه بالنداء إلى المجتمع الدولي بدعوته للمشاركة في هذا العمل وتحمل تبعاته وفي ضوء إدراكنا لحجم تلك التبعات فقد كان لا بد لنا من التفكير بالدور الحيوي والمساند لنا وهو دور القطاع الخاص، مبينا بالقول، إن ذلك يأتي إيمانا منا بأن ذلك الدور قادر على المشاركة والعطاء كما أنه قادر على التعامل مع ما سيطرحه الأشقاء في العراق من فرص استثمارية ومشاريع حيوية تتعلق بالبنية التحتية لبلادهم وتجسيدا لذلك الدور فقد اجتمع بالأمس ما يزيد عن الألفين شركة ورجل أعمال من القطاع الخاص تفعيلا لذلك الدور وفي إطار فعاليات مؤتمرنا فقد اجتمع في اليوم الأول الخبراء رفيعي المستوى في المؤسسات التمويلية ضمن برامج إعادة الإعمار واجتمعت أيضا في ذات اليوم مؤسسات المجتمع المدني مشاركة منها بدورها في التخفيف من العبء الإنساني الذي يعانيه الشعب العراقي وهو الدور الذي يحظى دائماً بتقديرنا واعتزازنا.

وأشار الى أنه وفي إطار سعينا للإعداد لمؤتمرنا هذا فقد لمسنا كل تعاون وتجاوب من الأشقاء في العراق كما وجدنا كل الدعم والمساندة الفنية من المسؤولين في البنك الدولي من خلال اللقاءات والاتصالات معهم وأشير أيضاً بالتقدير للأمم المتحدة والاتحاد الأوربي لجهودهم البناءة في هذا الإطار كمشاركين أساسيين لنا بالرئاسة، موضحا أن هذا الدعم الذي نقدمه للأشقاء في العراق يأتي إيمانا بالدور الإنساني للأسرة الدولية فضلا عما يمثله من استجابة لما دعتنا إليه الشرائع السماوية السمحاء.

وقال: إننا في الوقت الذي نؤكد فيه بأن مخرجات مؤتمرنا هذا ستسهم وبشكل فاعل في إعمار وبناء العراق وأن مؤشرات إيجابية تؤكد نجاحاً تحقق لهذا المؤتمر وهو ما يدعونا للتفاؤل بمستقبل أمن واستقرار العراق الذي يعد جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار دولة الكويت والمنطقة، مؤكدا أن هذا النجاح يدعونا إلى الثقة بأنه سيقود وبنجاح الأشقاء في العراق في المرحلة القادمة والتي ستشهد انتخابات شاملة لتتواصل العملية السياسية بمشاركة كافة أطياف الشعب العراقي في سعي يهدف لتضافر الجهود لتحقيق وحدة العراق وسلامته وتحقيق آمال وتطلعات أبنائه في مجتمع متماسك ومتصالح ينعم بحياة طبيعية آمنة ومزدهرة.

وتابع بالقول: في إطار استمرار مواجهتنا وحشدنا لجهود المجتمع الدولي في التصدي للإرهاب فقد اجتمع في اليوم الثاني وزراء خارجية دول التحالف في مواجهة ما يسمى بتنظيم داعش وهو الاجتماع الذي يأتي ضمن سلسلة اجتماعاتهم لتنسيق مواقفهم وإعداد خططهم للمواجهة الطويلة والشاقة للقضاء على الإرهاب كما أن هذا الاجتماع يعد رسالة قوية من دول التحالف والمجتمع الدولي للتعبير عن مدى الإصرار واستمرار المواجهة لهزيمة الإرهاب.

وقال: إن ما يواجهه عالمنا اليوم من أزمات وتحديات يتطلب من المجتمع الدولي عملا جماعيا وتحركا شاملا وعلى كل المستويات مؤكدين أننا ندرك حجم هذه التحديات ومتحدون في مواجهتها وصولا إلى غاياتنا المنشودة بأن تنعم البشرية وأجيالها القادمة بكوكب آمن ومستقر خالي من الغلو والتطرف والإرهاب لنحفظ لشعوب الأرض الحياة الحرة الآمنة والكريمة.
ولفت الى أن دولة الكويت وانطلاقا من التزامها بدعم الأشقاء في العراق ستلتزم بتخصيص مليار دولار كقروض وفق آليات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية و مليار دولار للاستثمار في الفرص الاستثمارية في العراق فضلا عن مساهمة الجمعيات الخيرية الكويتية.
العبادي: نسعى للتكامل مع دول المنطقة

من جانبه اكد رئيس الوزراء حيدر العبادي تطلع بلاده لشراكات حقيقية استراتيجية وتبادل منافع مع الجميع مضيفا “اننا نسعى للتكامل مع دول المنطقة ومع محيطها”.
وقال في كلمته خلال افتتاح المؤتمر: ان الرؤية العراقية ترتكز على مبدأ التكامل والتعاون مع دول المنطقة ليكون العراق ساحة للتفاهمات المشتركة وبوابة للمصالح المشتركة، معتبرا ان تنمية العراق هو تنمية لجميع دول المنطقة، ونتطلع بأن يكون العراق جسرا للتلاقي وليس ساحة للصراع وان يكون بوابة للتبادل المنافع والمصالح.

وبين: ان رؤية العراق الجديدة تتركز على مبدأ التكامل مع دول الجوار وليس التعاون فقط والاصرار على تحقيق النجاح أمام التحديات الكبيرة التي يعيشها، معربا عن تطلع العراق الى تحقيق شراكات حقيقية واستراتيجية بشكل يفهم الواقع العراقي ويدرك ما يعانيه ويعمل على حله مؤكدا ان العراق الان يتطلع الى المستقبل بثقة والى خلق اجيال قادمة تحقق مفهوم التعايش والتصالح المجتمعي لاسيما بعد الانتصار الكبير الذي حققه بدحر “داعش”.

وأضاف العبادي: ان ما يعانيه العراق من وجود معوقات كثيرة تحول دون التطور الاستثماري كالبيروقراطية والقوانين الغير جاذبة والفساد الاداري والمالي جعل الحكومة العراقية تصدر حزمة من النظم والقوانين لخلق بيئة اقتصادية سليمة، مبينا العراق يحتاج الى تجديد للبنى التحتية وخلق العمالة الماهرة وتدريبها بالشكل الكافي لإدارة وتشغيل الفرص الاستثمارية الموجودة.
وأشار الى أن العراق يعمل بجد وصبر لتحقيق نقلة نوعية جديدة ومواكبة العراق الجديد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للعراقيين، معربا عن امله في تعاون المشاركين بالمؤتمر في عملية اعادة البناء ودعم الاستقرار مؤكدا ان العراق كان حريصا في حربه ضد “داعش” على مراعاة الجوانب الانسانية فالهدف هو حماية المدنيين.

وقال: إن العراق نجح في اعادة اكثر من نصف النازحين الى مناطقهم وهم ما يقارب خمسة ملايين نازح مشيرا الى أهمية اعادة تأهيل الخدمات الاساسية في مناطق النازحين لتساهم بإعادة اكبر عدد ممكن.

وأضاف بالرغم ما عاناه العراق من تراجع في التنمية نتيجة لمحاربة الاٍرهاب الا ان العراق أرضا للفرص الكثيرة معربا عن ارتياحه وإشادته بالجهود المبذولة لانجاح المؤتمر والذي يؤكد أهمية تنشيط اعادة الإعمار والاستثمار، مؤكدا حرص الحكومة العراقية في خطتها الاستراتيجية على دعم القطاع الخاص والاستثمار عبر اطلاقها حزمة من القرارات والقوانين الجاذبة لاعادة تأهيل وتشغيل واستثمار المنشآت المتوقفة عن العمل وتطوير القطاعات المختلفة.

وأشار العبادي الى وجود رغبة كبيرة في التوسع في الاستثمار لاسيما لوجود تجارب ناجحة لمستثمرين حاليين مؤكدا ان المؤتمر بداية “لانطلاقة كبرى” للعراق الذي سيواصل مسيرته في البناء والنهوض، مبديا شكره “لمبادرة سمو أمير البلاد الكريمة في إقامة المؤتمر وللمشاركين كافة من دول ومنظمات حكومية وغير حكومية والقطاع الخاص من شركات وأفراد”..

صحيفة الصباح من جانبها قالت مرة اخرى تصطف دول العالم لتعلن في ختام مؤتمر الكويت مساندتها ووقوفها مع عمليات اعادة اعمار العراق، عقب مساندتها لجهوده في اجتثاث جذور الارهاب، متفقة على ان دعم عمليات البناء في العراق مسؤولية دولية تحتم على الجميع المشاركة فيها، وهو الموقف الذي عبرت عنه البلدان المشاركة في ختام المؤتمر، حين منحت العراق تعهدات مالية بقيمة 30 مليار دولار.

وتابعت الصحيفة انه وخلال تواجده في الكويت، توافد بشكل كبير العديد من المسؤولين الحكوميين وممثلي كبرى الشركات العالمية على مقر اقامة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، معلنين تضامنهم ووقوفهم مع العراق في حملات البناء والاعمار.
واشارت الصحيفة الى ان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، أجمل تعهدات الدول المشاركة في المؤتمر، مبيناً أنها بلغت 30 مليار دولار اميركي.

وكان امير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، أعلن التزام الكويت بتخصيص ملياري دولار منها مليار كقروض ومليار للاستثمار، بينما أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تخصيص المملكة 1.5 مليار دولار لمشاريع إعادة إعمار العراق وتمويل الصادرات السعودية له.
بدورها، تعهدت دولة الإمارات بمبلغ 500 مليون دولار لإعادة إعمار العراق، في حين أعلن وزير خارجية تركيا عن خمسة مليارات دولار للعراق على شكل قروض واستثمارات.
من جانبها قالت ألمانيا إنها ستقدم مساعدات للعراق قيمتها 350 مليون يورو في 2018، وتعهدت بريطانيا بما يصل إلى مليار دولار سنويا للعراق في شكل ائتمان صادرات على مدى 10 سنوات، بينما تعهد الصندوق العربي للإنماء بتمويل قدره 1.5 مليار دولار للعراق، كما أعلنت إيطاليا تعهدها بمبلغ 260 مليون يورو قروضا ميسرة و11.5 ملايين دولار مساعدات للعراق.
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال كلمته في المؤتمر، الاسرة الدولية إلى «الوقوف مع العراق لتحقيق التعافي»، مشدداً على ضرورة «استمرار تنسيق الجهود الدولية لاعادة اعمار العراق».

و تعهدت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، فيديريكا موغيريني، باستثمار الاتحاد الاوروبي مبلغ 400 مليون دولار كمساعدات انسانية ولتثبيت الاستقرار في العراق.
وبينما أشار رئيس مجموعة البنك الدولي، جيم يونغ كيم إلى ان «ثمة فرصا كبيرة للاستثمار في العراق وإعادة البناء فيه» قال الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني: إن انعقاد هذا المؤتمر بمشاركة عدد من الدول والهيئات والمنظمات والشركات يؤكد حرص المجتمع الدولي على القيام بمسؤولياته السياسية والإنسانية لمساعدة العراق.

صحيفة المشرق من جانبها ابرزت اعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي اطلاق خطة استراتيجية لاعادة اعمار العراق بعد طرد داعش من كامل اراضيه./انتهى

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار