الدينية

أربعينية الإمام الحسين دروس وعبر

((وان – خاص))

تقرير : محمد الخفاجي

عندما نتحدث عن هذه المناسبة العظيمة يقف التاريخ إجلالا لها ويسبق حديثنا بخشوعه الجليل أمام ما تعنيه هذه المناسبة الخالدة من قيم ومعاني سامية رسمت الخطوط العريضة الحية للحياة، والتي حددت مسار البشرية نحو العدل والحق والنور والثورة على الباطل بفضل استشهاد سيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول الكريم إمام التقى والهدى وسفينة النجاة الإمام الحسين ابن علي عليهما أفضل الصلاة وأتم التسليم.

هذا الاستشهاد الفريد من نوعه الذي اتسم بكل معاني التضحية والفداء، ونكران الذات والشجاعة والإيثار من أجل إصلاح الأمة وصون رسالة جده المصطفى، وتغيير الانحراف والتجبر نحو الصحيح وتحدي الباطل بسلاح الحق، وسحق الظلام بروح النور، كل هذا جسده الإمام الحسين في مرحلة تاريخية حرجة مرت بها رسالة خاتم الأنبياء (ص) من اجل صونها والحفاظ على الدين الإسلامي الحنيف من الذين كانوا ينوون به سوءا وانحرافا.

هناك الكثير من الذين لا يدركون أهمية هذه الواقعة، واقعة كربلاء الخالدة التي غيرت مجرى التاريخ البشري من مظلم الى مشرق، وهؤلاء كثيرون ومن أديان ومذاهب مختلفة يتساءلون لماذا هذه الاصرار على إحياء الشعائر الحسينية بهذه الطريقة؟ وخاصة في هذه المناسبة أربعينية الإمام الحسين؟ ولماذا هذه الملايين البشرية تزحف مشيا على الأقدام نحو كربلاء المقدسة.

كربلاء التي طهر ثراها بأطهر دم عرفته الإنسانية، لأنه دم ريحانة رسول الله وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وثمرة الجنة، وابن حيدر الكرار الذي أنقذ بسيفه (ذو الفقار) الرسالة المحمدية من شر الكفار، وأقرب دليل على ذلك عندما خرج حيدرة في معركة الخندق الى عمر ابن ود العامري الذي كان يخشاه المسلمون جميعا، فقال حينها النبي الكريم (خرج الإيمان كله الى الشر كله) لان هذه المعركة حددت مصير الرسالة النبوية الشريفة.

قضية الامام الحسين (ع) هي قضية إلهية انبثقت من الواقع وتعامل معها الرسول (صلى الله عليه وآله) والإمام قبل وقوعها كونها ذات قيمة إنسانية وعطاء منفرد النظير ، يعيد للأمة جانبا من رشدها المضاع وتفكيرها المسلوب .
فيما أوضح الامام الحسين رسالته ما خرجت أشراً ولا بطراً ، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فما أفجع مصائب آل محمد وما أكثرها ، فكل جراحات الدنيا قد ننساها مع عدو السنين إلا فواجع أهل البيت(ع) إذ لم يكن الزمان كفيلاً أن يمحو أثرها من أذهان البشرية، وبالخصوص معركة ألطف الدامية، معركة انتصار الدم على السيف ، التي تبقى نقطة دم ثائرة في حياة الإنسانية ، ووصمة عار تلاحق الظالمين في كل زمان ومكان ، أن تلك الثورة التي ما زال صدى كلمات قائدها يدوي ، منها (( إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي ، فيا سيوف خذيني (( فتذوب أرواحنا ألماً ، وتفيض دمعاً، لتلك النكبة التي لم يشهد الدهر أكبر منها في تاريخ الأنبياء والأوصياء .

الامام الحسين الذي خلده التأريخ وبقى الحسين هو النور والهدايا لكل مؤمن مستبصر رغم جور الطغاة والظالمين .

يشار إلى أن زيارة الأربعين تعد واحدة من أهم المناسبات الدينية للمسلمين الشيعة، ويحرص الملايين منهم على إحيائها من خلال الذهاب إلى كربلاء مشياً على الأقدام، في حين تنتشر آلاف المواكب والهيئات على الطرق المؤدية إلى المدينة لإيواء الزائرين وتقديم الطعام لهم.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار