منوعات

الفلكي الجروان: ” ليالي الصيف افضل الاوقات لرصد نهر المجرة او درب التبانة او الطريق اللبني

الأحساء…زهير بن جمعة الغزال

اوضح المهندس/ إبراهيم الجروان – رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك ،عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك ، ان نهر المجرة او درب التبانة او الطريق اللبني هو ذلك النطاق من السماء المليء بالنجوم و المجرات و السدم السحيقة و الخافتة، تلك المسميات وفق التسميات المختلفة التي أطلقته عليه شعوب الحضارات القديمة .

بدءا من بداية مايو حتى نهاية أغسطس، تعتبر هذه الفترة أفضل أوقات السنة لمشاهدة مجرة درب التبانة بالعين المجردة، وتكون مع منتصف الليل في ذروة ارتقائها فوق الافق الجنوبي في السماء في منتصف يوليو.

نشاهد في سماء الصيف “ نهر المجرة ” النهر السماوي كما رأته العرب قديما، وشبهت العرب المجرة بالنهر الجاري، فأسمتها نهر المجرة، وفي أساطير العرب النجمية، ترد النعائم (النعامات) النهر لتشرب منه تارة فهي “النعام الواردة”، ثم تصدر عنه بعد الشرب فهي “النعام الصادرة”.
وهو النهر الذي يفصل بين الأختين “الشعرى” اليمانية والشامية، فقد عبرته اليمانية (ألمع نجوم السماء) لحاقا بأخيهما “سهيل” فسميت بالعبور ، وعجزت عن عبوره الشامية فبكت حتى اغمصت عيناها فسميت بالغميصاء، وهو النهر الذي يتسابق في الفوارس (نجوم كوكبة الدجاجة) ويتبعهم الردف (النجم على ذنب الدجاجة) محاولا اللحاق بهم.

أو “مجرة درب التبانة” كما سمته العرب فقد جاءت نتيجة تشبيه المجرة بطريق أبيض من التبن مثل الذي تسقطه المواشي خلفها أثناء حمله على ظهرها، والتبانة هي الدابة التي تحمل التبن.
أو ” الدرب اللبني The Milky Way ” تصور الأسطورة اليونانية الرومانية لأصل درب التبانة ،حيث تصور الأسطورة الاغريقية هيرا ( جونو )، وهي تسكب الحليب، للرضيع هيراكليس ( هرقل )، حيث انهم يرون في ذراع المجرة الحليب/اللبن المسكوب.

يمتد القوس الغني بالنجوم والأجرام الكونية المختلفة عند ذروة ارتقائة في السماء، من الشمال الشرقي للسماء ويعبر وسط السماء ثم تمتد نحو أقصى الجنوب الغربي، وتعتبر الأجزاء الجنوبية بين برج العقرب و برج القوس أو الرامي هي أكثر الأجزاء كثافة كون مركز المجرة يقع نحو برج الرامي، ويعتبر هذا المكان الكوني من السماء الأغنى عند الفلكيين حيث يضم أعداداً هائلة من النجوم والسدم فضلًا عن الغازات والغبار الكوني، رصد هذا القوس يأخذ المدى الألمع والأغنى منتصف الصيف عندما يرتقي ذراع الرامي ( القوس ) وهو من الأذرعة الرئيسية الخمسة في مجرتنا ويعتبر ذراع الرامي من أطول الأذرعة في المجرة وللمجرة ذراعان رئيسيتان وأذرع أخرى فرعية.

تصنف المجرة بأنها ذات سطوع منخفض حيث تعتبر ذات إضاءة خافتة، يصعب تمييزها لا سيما في الأماكن التي تشهد تلوثًا ضوئيًا أو يتألق فيها ضوء القمر، وتشاهد كثافة من النجوم على هيئة قوس ممتد في عرض السماء.
ومع تطور أدوات الرصد الفلكي، أصبح بالإمكان رؤية النجوم بوضوح عبر تعريض طويل عند التصوير الفوتوغرافي ، ففي التصوير الفوتوغرافي يقصد بالتعريض هو كمية الضوء التي يسمح باسقاطها على الشريحة الفوتوغرافية الحساسة للضوء خلال عملية التصوير عبر ضبط اتساع فتحة العدسة وسرعة الغالق وحساسية المستشعر الضوئي الذي كلما زادت قيمته زادت قدرته على التقاط كمية أكبر من الضوء في البيئات ذات الإضاءة المنخفضة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار