مقالات

حواء نواة صنع القرار السياسي …!؟

بقلم✍️عمر الناصر / كاتب وباحث سياسي

لست بعراف لاقرأ الكف ولست بمنجم لارى الطالع لان موضوع ان تكون سياسي صادق ومحنك ذو رقم صعب في هذا العالم المليئ بذبذبات الكذب واشارات الخوف وتخوين الاخر المشبع بأيونات نظرية الاقصاء ، يحتاج منك الدخول في سباق التروي والصبر الطويل قبل ان تقرر المسار الذي تتخذه وتختاره لغرض الدخول بأعماقه من اجل ان تحدد حقل السياقة المسموح به لك اثناء القيادة ، بل يحتاج ان يتخلل منهجيتك لون اصلي ناصع البياض لتثبت للاخرين انها ليست صبغه تقليدية او مغشوشة لانك انذاك ستحتاج الى الكثير من الاثباتات والبراهين في اجواء مليئة بالخدع والترهات وضعف الثقة واختلاف الرأي المبالغ به.

واليوم سيكون نصيبي من الحديث لنون النسوة التي لن يهدأ لها بال اذا لم تكن متأكدة من وجود بريق امل يرفعها الى مصافي المجتمعات المتحضرة من اجل العثور على نفسها اولاً بين ركام وبعثرة الاحباط وخيبة الامل التي تحدث معها في الكثير من الاحيان ، بسبب التسلط المفرط من الكثير من الجهات على مستوى الافراد او المجتمعات فيؤثر وقع ذلك عليها سايكولوجياً اكثر من ادم الذي تلعب تركيبته الفسيولوجية ومساحة الحرية الغير مقيدة واختلاف التفكير دوراً اساسياً في رسم قواعد السلوك في مسيرته الحياتية المليئة بالاخطاء ، على العكس منها التي لديها طاقة وقوة كامنة وابداع منقطع النظير نسبة الخطأ في قراراتها ضئيلة جداً لا يمكن تحديده في اطار او اذابته على الاطلاق وواقع مقيد لاتستطيع التمرد عليه والخروج من شرنقته من اجل الابتعاد عن فلك التأثيرات المحيطة بها .

لانستغرب كثيراً اذا ما دخل البعض الى ميدان السياسة ورأيت علامات الاصفرار العشبي قد تعايشت مع وجوههم كما تتعايش اليوم كورونا مع المجتمعات وكأن لها دوله اعلنت استقلالها ورفعت علم حكمها الذاتي هناك وخرجوا حُمرْ الوجنتين لايستطيعوا الالتفات لخلفهم او الى جوانبهم لامتلاء رقبتهم واختلال توازنهم وضعف فقراتهم تاركين خلفهم ملفات معاناة حقيقية لملايين النساء الذين وضعوا ثقتهم بهم من اجل انتشال واقعهم المرير مابين كبح جماح امكانياتهن ولرفع جزء من الظلم والجور المجتمعي الذي حل بفناء مستقبلهن، في ظل تنصل واضح من قبل البعض والخوف من مشاركة الكثير منهن في صنع القرار السياسي والذي من المفترض ان تكون لها وقفة حقيقية جادة ومؤثرة في داخل العملية السياسية وليس لاجل استخدامها في عمليات تجميل شكل الكتل السياسية تحت قبة البرلمان .

في جميع الاوقات لم نرى للمراة مركز مرموق فوق المستوى الكلاسيكي المتعارف عليه لكي يكون لها دور في صنع القرار ولكي تترك بصمة ابداع في واقعها الاجتماعي والسياسي ، واذا امعنا النظر من اجل المقارنة فعلى المستوى الفسيولوجي والاجتماعي ان من اكثر النقاط الملفتة للانتباه وكما يقال فأن النساء القويات يقتن َفن عيش الحياة بشروطهن الخاصة وبقدر كونهن كتلة هلامية من العواطف تمشي على الارض لكننا نجد في تركيبتها الفيزياوية في موضوع تحمل القرارات المصيرية تكون قادرة على تحمل المسؤولية حتى وهي في اكثر الظروف قساوة، فالمعادلة لديها عكسية كلما زادت حياتها تعقيداً كلما زادت لديها القدرة على تفكيك رموز مسببات ذلك، ومن يطلع على تجارب العالم سيجد بما لايقبل الشك ان اغلب النساء القياديات يمتلكن الاندفاع والجرأة والاقدام على اتخاذ القرارات المصيرية بعيداً جداً عن الاهواء والميول وتأثير الاصوات او البيئة المحيطة بها ، ليبقى السؤال قائم هل ان هنالك عزوف ارادي وخوف وتردد من قبل المرأة من منافسة الرجل في ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية ام انه تم تغييبها عمداً وازاحتها لمنعها من الوصول لمراكز صنع القرار ومواقع المسؤولية ؟

عمر الناصر / كاتب وباحث سياسي

ملاحظة : ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعتبر من سياسة الوكالة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار