مقالات

هل بالإمكان قتال الأمريكان

بقلم الاستاذ صباح الزيدي
————————
لو نظرنا نظرة أولية لأمريكا نجد أنها أقوى دولة في العالم بسلاحها الفتاك وإقتصادها المزدهر وسياستها الشيطانية. وهي إستطاعت إخضاع الدول والسيطرة عليها حتى أصبح العالم بيدها كالقرية الصغيرة. ومن هذا المنطلق يتضح لأغلب الناس صعوبة الدخول بالمواجهة معها لأنك سوف تخسر لامحالة فهذا هو الإنتحار بعينه ولأنك سوف تصطدم بجدار فولاذي لن تستطيع له ردما. وهذا كله واقعي وصحيح.
ولكن لو نظرنا نظرة أكثر تفاؤلاً تجد أنه بالإستطاعة الوقوف بوجهها والدخول بمواجهة معها ولكن بشروط أو عوامل يجب توفرها وإلا فلا.
وبحسب رأيي القاصر أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية أن توفرت فبإستطاعتنا الوقوف بوجهها بل وحتى هزيمتها وهذه العوامل هي :
أولا- يجب الإعتماد والإتكال على الله سبحانه وتعالى وعظم شأنه وسلطانه وهذا الإتكال ليس معناه فقط التضرع والدعاء وإنما نحتاج إلى التقرب والخوف والطاعة لله بسرائها وضرائها (عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون )
مضافاً الى الرضا بقضاء الله وقدره لا أن تعتمد على نفسك وقوتك . فالله هو المعين وهو القادر على كل شيء(كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ) وكما قال السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره أن أمريكا معها المال والسلاح ونحن معنا الله فمن هو الاقوى يقينا ، ان الله اقوى وأقدر.
هذا بالإضافة إلي شيء مهم جدا ، هل نسينا كيف أن الله ذل جيش أبرهة الحبشي بطير أبابيل.
والشواهد كثيرة ليس الآن محل ذكرها لأنه سوف يطول المقال
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)
(حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
ثانيا- القيادة الصالحة والحكيمة. فبدون هذه القيادة التي تتصف بالحكمة والصلاح والشجاعة والتدبر والتعقل والإيمان وعدم التسرع والتهور ، بالإضافة إلى أنه يجب على أتباعه ومريديه أن يطيعونه طاعة عمياء وعندهم الإستعداد للتضحية.
هذه المواصفات إن وجدت بالقائد فنِعمَ القائد هو وإلا سوف نندم.
ولا أجد تلك الصفات موجودة إلا عند السيد القائد مقتدى الصدر فهو يملكها وزيادة.
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)
وهذا لا يعني الإنتقاص من باقي القادة والعياذ بالله. ولكن نقطة القوة التي تكمن به ، إنه هو الوحيد القادر على مواجهة طواغيت أمريكا ، والسنون الماضية أثبتت كيف وقف بوجهها يوم كان لا يملك شيئاً سوى الله ، وأتباعه الذين لا يملكون إلا أسلحةٍ بدائيةٍ وحينها إنتصر ووقف بوجهها وأثبت للعالم أجمع أنه يملك ثقل القيادة وحسن التصرف.
هذا وأنني على يقين ان السيد القائد مقتدى الصدر لا يريد بتلك القيادة التسلط والتحكم على المجتمع. كلا ، فهو ارفع وأجل من ذلك. ولكن قربه من الله وحبه لوطنه وذوبانه به ودفاعه عن المظلومين أثبت أنه قائد على مستوى عال من الوعي والإدراك. فهو يخاف على وطنه ومستعد للتضحية في سبيله. ولا ننسى وصية شهيدنا الصدر حين أوصانا به قائداً لنا يكون هو المدافع عنا بعد رحيله سلام الله عليه .
فهل نسير خلفه حتى يوصلنا الى بر الأمان؟
ثالثا- التوحد والتكاتف بين أفراد المجتمع ونبذ الخلاف وترك المهاترات والصراعات فإنها لا تجدي نفعا والعدو يفرح بها. فالتوحد يقوينا ويجعلنا أكثر عزماً وصلابة .
فالعدو ينظر إلينا فإن رآنا متوحدين سوف يهابنا وان رآنا مختلفين سوف نكون لقمة سائغة بين يديه. فيا إخوتنا فلنتوحد من أجل ديننا ووطننا
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).
فالحرب الآن هي حرب عقائدية وليست حرباً على المغانم. وأعلموا إن مفاتيح النصر بأيدينا فاننا نملك العقيدة الحقة ونملك أحدى الحسنيين أما النصر وأما الشهادة ، والاثنان فيهما سعادة الدنيا والآخرة
والحمد لله رب العالمين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار