مقالات

مُجتمعات مُتدينة

-حسن النصار –

هي العربية. المفروض. ولكِنها، وفي السنوات الاخيرة، ازدادت تَديُناً بِمرات، معَ تراجُع رهيب على صعيد الأخلاقيات !اُراهِنُ أنَ أغلبُكُم لاحظَ هذا الأمر.
ما الذي حدثَ إذن ؟ السؤال ضَخُم ويحتاج إلى امكانيات مراكز بحثية، لِدراسة وتحليل مثل هذه الظواهر والتحولات المُجتمعية، ومن ثمَ مُحاولَة الإجابة عنها.
ولكِنني أملِكُ رأياً مُتواضعاً بِهذا الصَدد، قد يكونُ دقيقاً أو لا، بِامكانكم أن تستفيدوا منه أو أن تُعدِلو فيهِ وتضيفوا عليه، وطبعاً لكُم حقَ أن تدلوا بغيره.
السبب بِرأيي، هوَ تغلب نمط من التدين على المُجتمعات، يغلبُ عليهِ الجانب الطقوسي، ويُعرِضُ تماماً عن الجانب الروحي. فَ الصلاة والصيام والحَج وووو الخ من الطقوس الدينية هيَ ليست في الأساس إلا بوابة لتنفذ منها إلى حآلة روحية مُعينة، هيَ بالنهاية الغاية الأساس. وإلا ما الفائِدَة من هذه الطقوس أصلاً ؟
وطبعاً من يحثك ويوجهكُ نحوَ هذه الطقوس، رِجال دين، تورطَ الكثيرُ منهم في السياسة، وحليت الدُنيا في أعينهم، بعدَ أن ذاقوا طعمَ السُلطةِ وبهرجها، وغرَهُم بريقُ المال.
الجميع يوجهكَ نحوَ الطقوس، ولا أحدَ يشرحُ لكَ معناها، أو يُبينُ لكَ جوهرُ فلسفتها، وكأنهُم يريدونَ لكَ أن تأكُلَ القشورَ وتترك اللب، لِغاية في أنفسهم ! وهذا ما يحدث، وإلا كَم عدد المُعتمرين والحُجاج لدينا سنوياً ؟ المُصَلون ؟ الزائِرون ؟ صائِمو رمضان ؟ قارِئو القُرآن ؟ المُزكونَ وأصحاب الخُمُس ؟ هُم كُثُر جِداً، ومع هذا نحنُ في تراجُع روحي وأخلاقي مُستمر!
لستُ رجُلَ دين، ولا حتى مُتدين، ولكني أرقبُ الله تعالى في أفعالي دائِماً، فأنا اُحِبُه، ومَن يُحِبُ الله، لا يحتاجُ لِأن يخشاه، أو أن يغرقَ في طقوس سطحية، لن تؤدي إليه.
_____________
التقطت الصورة، صباح اليوم، لطفل فقير في بغداد !
نُسخة منه إلى، من يدعونَ النيابَة عن الله ورُسله، ومُفسرين كُتبه، والمُتسلطين بِأمر الله تعالى على رِقاب خلقه، من أصحاب العمائم البيضاء والسوداء. ومن تتبعهم أرتال السيارات وجيوش من الحمايات ولاعقي الأحذية من المُستغفلين والمضحوكِ على ذقونهم.
.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار