مقالات

من يصنع القرار السياسي في العراق؟!

سرى العبيدي||

تبدأ عملية صنع القرار السياسي بإدراك صانع القرار لمشكلة أو حدث يتطلب ضرورة مواجهته بما يكفل تحقيق الأمن أو حماية المصالح القومية للدولة.
إن عملية صنع القرار السياسي هي عملية بالغة التعقيد نظرا لارتباطها بأجهزة عديدة تقوم بالإعداد والتجهيز لصنع القرار واتخاذه ومتابعة تنفيذه ومدى نجاحه في تحقيق الأهداف المرجوة.
وأي قرار تقوم السلطة السياسية الحاكمة بإصداره يوصف بأنه سياسي سواء كان داخليا أو خارجيا ما دام له تأثير شامل على المجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو العسكري أو غير ذلك.
والقرار السياسي تصنعه الصفوة الحاكمة، وهو مرتبط بها دائما في كل الأنظمة مهما اختلفت مسمياتها.
ومهما قيل عن تقسيم السلطات الداخلية وفصلها، فإن القرار السياسي تصنعه هذه الصفوة، ويقوم باتخاذه من هو على قمة هرم السلطة أي الحاكم الفعلي الأول في البلاد.
وتتأثر عملية صنع القرار السياسي بالعديد من العوامل التي يغلب عليها الكثير من التداخل والتشعب.
ومنها العوامل الشخصية والنفسية والثقافية للمشاركين فيها فضلا عن البيئة الاجتماعية التي خرجوا منها وتكوينهم السياسي وانتمائهم الحزبي وتجاربهم السابقة وقدراتهم الشخصية ومدى قبولهم جماهيريا.
ومن ناحية أخرى، فإن للعوامل النفسية والشخصية الأثر الأكبر في صناعة القرار، وهي عوامل قد لا تظهر مع البدايات السياسية لصانع القرار، ولكنها تكشف عن نفسها عند تعرضه لمواقف تتسم بضغط نفسي شديد.
وتكون مأساة الشعب كبيرة حينما يفرض صانع القرار نفسه عليهم بعد أن يركب دبابته ويقوم بانقلاب عسكري ويبدأ بعد تسلمه الحكم بإصدار قراراته التي تعكس عقده الشخصية وأمراضه النفسية، كما في حالة النظام البعثي الصدامي المجرم، أو حينما ينتخبونه فيتبين لهم بعد ذلك أن من جاءوا به هو شخص يعاني من نفسية معتلة كما في حالة العبادي . أو حينما يتسلم زمام الأمر من هو غير جدير بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كما في حالة (…)..!.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار