مقالات

من سيحكم دولة كوردستان بعد الاستقلال !؟

بقلم ✍️عمر الناصر|| كاتب وباحث سياسي

الاحتلال والاستقلال مفهومان فضفاضان يحتويان على الكثير من التساؤلات والاجابات بأن واحد، وهما مرتبطان ارتباطاً حقيقي وكلي مع بعضهما البعض، ولكن المفهوم الاول في الوضع العراقي قد يكون حساس جداً ، خصوصاً اذا ما تم تسليط الضوء عليه بصورة دقيقة، واخذ حيثياته بكافة تفاصيله، لان الكثير من الناس قد يفسره حسب اهواءه ومتبنياته، استنادا لطبيعة التغذية الفكرية التي تدفعه لاتخاذ ايدلوجية ثابتة قد تكون غير مقبولة لدى عوام الناس ، لكنها تناغم افكار ومذاق فئة او شريحة من المجتمع لانها مؤمنة بذلك.

منذ توقيع معاهدة سيفر عام ١٩٢٠ والوضع الكوردي في العراق هو معقد للغاية، وزاد تعقيداً باضمحلال تحقيق حلم جمهورية مهاباد التي كانت مدعومة من الاتحاد السوفيتي السابق والتي لم تستمر اكثر ١١ شهراً بعد عام ١٩٤٦، المشهد لديهم مختلف جداً عن ماهو موجود في الدول المجاورة، وما يتمتعون به في العراق لا يتمتع به اقرانهم بربع ما موجود هناك، وسط اتهامات واصوات تروّج لمفهوم احتلال الحكومات العراقية المتعاقبة للاراضي الكوردية منذ قيام الدولة العراقية قبل اكثر من ١٠٠ عام، في ظل محاولات النظام السابق تعريب المناطق الكوردية، وبتعاون وتهاون قوى خارجية فاعلة مثل اميركا وبريطانيا على اذابة مفهوم فكرة الاستقلال والمماطلة بحقهم في تقرير المصير.

من يطلع على الحالة الصحية لروماتيزم البيوتات الكوردية، سيجد بأنها ليست بأفضل حال من بغداد، بل الاكثر من ذلك سيجد بأن الانشطار الاميبي بدأ يظهر بصورة حقيقية الى العلن ، وكأن العنجهية والعناد السياسي اصبحا عرفاً متبعاً يبحثان عن طريق للولوج الى الدستور، بل انهما فايروس بدأ ينتشران بين اروقة العملية السياسية ، فنجد السليمانية منقسمة على نفسها، وتعاني من تفتت حقيقي للقرار الموحد، والمفارقة الغريبة هذه المرة تجاه اربيل وليس بغداد كما كان في السابق، في ظل اصرار غير مسبوق من البارتي على الانفراد هذه المرة بترشيح رئيس الجمهورية.

لكل امة لها الحق بالاستقلال، اذا ما شعرت اولاً بتوفر عوامل ومقومات ذلك ، ابتداءا من بتوفر ادوات التفاهمات السياسية وتوحيد الرؤى والمشاريع المشتركة والموحدة، وانتهاءاً بالحصول على الدعم والاعتراف الدولي والاقليمي لمشروع الاستقلال، وفي ظل تغيرات وتذبذب في المواقف وربما انخفاض حاد في ضغط النبرة الصوتية المؤيدة لذلك من قبل اميركا في الاونة الاخيرة، وصمتها المطبق من عدم وجود اتفاق كوردي موحد تجاه ترشيح شخصية رئيس الجمهورية، لذلك بدأ الشارع الكوردي يفكر ويتساءل، اذا لم يستطيع الساسة الكورد الاتفاق على مرشح تسوية ونحن ضمن العراق الاتحادي ، فكيف سيتفقوا فيما بعد ومن سيحكم دولة كوردستان اذا اعلنت الاستقلال ؟

انتهى ..

عمر الناصر || كاتب وباحث سياسي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار