مقالات

لمحة من بلدي.. تمتد من الهند إلى بغداد

بقلم:- محمد فاضل الخفاجي :

عندما تتجول في أروقة المناطق الشعبية، تتخيل نفسك في قرى هندية، حيث ترى هناك شيء مشترك، بين البلدين هو عربة (التوك توك)، التي تملئ الشوارع، حتى أصبحت بمثابة تكسي جوال في شوارع العاصمة بغداد. ربما يقول البعض، إن من اتخذوا (التوك توك) وسيلة لكسب الرزق هم من ضاقت بهم طوابير البطالة وهم من أغلقت في وجوههم أبواب العمل.

اليوم خرجت صباحاً، متوجه إلى مكان عملي، وانا اقود سيارتي الخاصة، رأيت سائق (التوك توك) خلفي، وهو يزمر لي في (الهورن)، لكي اعطِ له طريق، كونه هو اصبح سيد الشارع (حسب وجهة نظرهُ طبعاً) ، اتجهت يمين الشارع، لكي يمر ابو (التوك توك) وانا انظر إليه ليمر جنب سيارتي، وتفاجأت بأن سائقها، ولد صغير يافع لا يتجاوز عمرهُ العشر سنوات، العجيب ما بالأمر!!، ان الولد الصغير كان يمشي بسرعة عالية، داخل شارع رئيسي، تجاوزني وهو مبتسم، لا أعرف لماذا؟ يبتسم لان هو صغير ويقود عربة (التوك توك) ام لأنه تجاوزني بسرعة.

هذه المقالة كتبت عن حالة خطرة في المجتمع العراقي، ويجب أن ننظر لها بمعزل عن العواطف، لأسباب عدة منها:-
الأول: انه لا توجد ضوابط، تحدد مسار عملها، ولا تلتزم بالقواعد المرورية وتتخطى غيرها من وسائل النقل في الطريق، مما قد يتسبب بحوادث تؤدي إلى موت سائقيها.
والسبب الثاني : إذ لم يعد وجوده مقتصرا على المناطق الشعبية بل في الطرق السريعة، مما يعرض حياة الركاب من المواطنين إلى الخطر، وكذلك حياة السائق إذ أن هذه المركبة الصغيرة ليس بها عوامل أمان، كما أنها غير مطابقة للمواصفات الأمنية لعدم اتزانها وعدم صلابة هيكلها الخارجي وعدم وجود أبواب أو أحزمة أمان.
ثالثاََ: من المعيب على دولة نفطية غنية، ان تستورد هذه العربة التي ننظر لها شيء سلبي، عند تجوالها في العاصمة، كونها لا تليق ببلد مثل العراق..

ختاماََ نطرح العديد من التساؤلات التي تفرض على الحكومة البحث عن آليات واضحة توقف عشوائية عربة” التوك توك “، تلك الظاهرة التي لم تعد تضر بالوجه الحضاري للعراق ولا بالمرور بل تتجاوز ذلك، إلى أنها أصبحت قضية أمنية خصوصاََ بعد أن تم استخدام (التوك توك)، أداة في بعض جرائم السرقة وووو الخ…

محمد فاضل الخفاجي
١٦ كانون الاول ٢٠٢٠

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار