مقالات

كذبة إسرائيل الكبرى

إيزابيل بنيامين ماما آشوري.

الجزء الأول

ما يجري في فلسطين يتطلب منّا موقفا. من يتصور ان بلاد (الحرمين) والجزيرة العربية كلها وبلاد المغرب العربي وأوربا كلها ترجع لليهود بالوكالة والغريب ان الشارع المسيحي والاسلامي ساكت ، وهذا يعكس مدى سيطرة اليهود على العقول. الاحداث تتسارع للوصول إلى غايتها.

الأحلام حق مشروع لكل حالم ، واكثر من يبنون آمالهم على الأحلام هم الجبناء التعساء الكسالى. الجبناء ينتصرون في عالم الاوهام والاحلام فيرسمون انتصارات لا وجود لها يُسكتون جبنهم بها فيتفننون في الايقاع بخصومهم والتشفي منهم بقتلهم اشنع قتلة. والكسالى اكثر احلامهم في عالم اليقضة فيحلمون بقصور لم يبنوها وكنوز يعثرون عليها او بطاقات يانصيب جاهزة يربحونها ولكن عندما ينتبه الحالمون من احلامهم يُصابون بخيبة تلو الخيبة فيتحول ذلك إلى حقد غريب في صدورهم ضد كل ناجح نهض بهمته وكسب مجده بقوته وعقله وهؤلاء مستعدون لسرقة كل انجازات الناجحين ونسبها إليهم. والتعساء هم يصنعون تعاستهم بأيديهم ثم ينوحون على القدر والقسمة النصيب.

وهكذا هم اليهود فهذه توراتهم ترسم احلاما كثيرة لهم . منها حلمهم بامتلاك ارض تفيض لبنا وعسلا (1) من دون أن يسعوا لبنائها او القتال من اجلها . بيوت لم يبنوها وحقول لم يزرعوها وآبار لم يحفروها ثم يضعون ذلك في توراتهم على انه نص مقدس أمر به الله لشعبه المدلل كما نقرأ : (أعطيتكم أرضا لم تتعبوا عليها، ومدنا لم تبنوها وتسكنون بها، ومن كروم وزيتون لم تغرسوها تأكلون).(2)

فكيف حصل اليهود على هذه الأرض ؟ انهم لم يحصلوا عليها بالحرب بل انهم جلسوا في خيامهم وربهم تكفل بطرد اصحاب الأرض واخلاء المدن لهم بإرسال جيوش من الزنابير على سكّانها : (وأرسلت قدامكم الزنابير وطردتهم من أمامكم،لا بسيفك ولا بقوسك).(3)

وهكذا تصنع الأحلام لليهود دولة يعيشون فيها وانتصارات وهمية على غاية من الغرابة مثل شمجر اليهودي وهو مُزارع فقير الذي قتل (600) فلسطيني بضربة محراث واحدة (4) او اليهودي يشيب التحكموني الذي قتل (800) محارب بضربة رمح واحدة (5) أو أبيشاي الذي قتل برمية رمح واحدة (300) محارب مدججين بالسلاح.(6) طبعا كل هؤلاء القتلى فلسطينيون. ما ارخص هذا الشعب إلى هذا الزمان.

ولعلّ اغرب أحلامهم أن يقوم اليهود برسم خارطة لدولتهم لا تشبه كل الخرائط الموجودة على الأرض ،لأن هذه الخارطة متحركة غير ثابتة لا ترسمها اقلامهم بل اقدامهم كما نقرأ : (كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته).(7) ففي بداية أمر اليهود ومن اجل الاستحواذ على ارض يجعلونها لهم وطنا زعموا بأن الرب الله اعطى إبراهيم ارضا اورثها لليهود وذلك لأن ابراهيم قطع غرلته فكان عربون أرض فلسطين هو (غرلة إبراهيم).

فبعد كذبة ان الله اورث ارض فلسطين إلى ابراهيم ظهرت لنا التوراة برأي جديد ، بأن هذه الأرض اعطاها الله لموسى وليس لإبراهيم ولا ادري ماذا يفعلون بنص وراثة إبراهيم السابق لأرض فلسطين.

وكان بعد موت موسى أن الرب كلم يشوع بن نون قائلا: قم اعبر نهر الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لكم كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات، جميع أرض الحثيين، وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم).(8)

وبهذا امتلك اليهود الأرض ومن عليها الكرة الأرضية كلها لهم هي والبشر والشجر فهم الاسياد وبقية الناس عبيد (حراثين ارضهم ، وجامعين كرمهم وساقين زروعهم).

فمتى ينتبه البشر إلى خطر هذه الشرذمة القليل عددها الكبير خطرا ؟

في الجزء الثاني ستصاب بالدهشة والرعب اخي القاريء عندما تقرأ بقية أحلام اليهود التي بدأوا بتأسيسها بعد اطلالة الربيع العربي .

الجزء الثاني : كذبة إسرائيل الكبرى ، حدود الوطن القومي لليهود حسب التوراة.

المصادر :

1- سفر اللاويين 20: 24 (أرضهم أعطيكم إياها لترثوها، أرضا تفيض لبنا وعسلا).

2- سفر يشوع 24: 12.

3- سفر يشوع 24: 13.

4- سفر القضاة 3: 31(وكان شمجر بن عناة، فضرب من الفلسطينيين ست مئة رجل بمحراث البقر). بمنساس.

5- سفر صموئيل الثاني 23: 8 (يشيب بشبث التحكموني رئيس الثلاثة. هو هز رمحه على ثمان مئة قتلهم دفعة واحدة).

6- سفر صموئيل الثاني 23: (وأبيشاي أخو يوآب ابن صروية هو رئيس ثلاثة. هذا هز رمحه على ثلاث مئة قتلهم).

7- سفر التثنية 11: 24 (كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم).

8- سفر التثنية 11.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار