مقالات

كتب هادي جلو مقال بعنوان ‘بداية’

بداية
هادي جلو مرعي
كل شيء يتغير ولايبقى على حاله لوقت طويل. الدكتاتوريات، وأجساد البشر،والطيور، لاشيء يمكن أن يظل على حاله، يتغير في أوانه، أو في غير أوانه، وفي العراق تعودنا لسنين على عذابات السنين وتحديات الألم، ورغبات الناس التي تتهاوى وتضيع، وأحلام اللاجدوى، ومع مضي الأيام والأعوام وكشف الاوهام التي إعترت نفوس المرضى والمتهالكين بعناوين القتل والفساد والفوضى ها نحن أمام بداية جديدة وحلم جديد، بداية نغادر بها الماضي والمحن التي كان يتجنى بها علينا ويتربع على عرش الأذى والتفرقة والتفكير باللاوطن بوصفه فرصة لتحقيق المكاسب الرخيصة الزائلة التي لاتدوم، بداية نشرع منها وبها للتغيير الفعلي والحركة الدائبة دعما للدولة ولمؤسساتها التي عانت وعانت وكنا نقول: صبرا صبرا فقد هانت. ولنشرع ببداية أخرى نعاضد فيها أحلامنا لكي لاتنكسر وتنهار، أحلامنا لتبقى مثل النخيل العوالي والجباه الساميات البيضاء الصافية التي نمسح عنها ماعلق بها من غبار، ولنكون سوية شركاء في الغد الجديد.
هذه بدايتنا جميعا شعبا ومؤسسات وأحلاما لأننا جميعا كنا ننتظر اللحظة الفارقة التي ننتصر فيها على الظلام والحرب والموت والفساد، ونكسر هيبة الشر وعناوينه المتكاثرة التي أرادت أن تذبح طائر الفينيق وتنفخ في رماده فلايعود يخرج من تحت الرماد فهو ذبيح رالرماد تطاير مع الريح التي ارادت أن تأخذه الى البعيد البعيد، هذه البداية ليست بداية حكاية، هي بداية أمل جديد وحياة جديدة ورغبة وعطاء يبعث الفرح والبهجة في النفوس التواقة الى الخلاص والعيش بطريقة مختلفة ومغادرة الأيام السود والتحديات الصعبة التي رافقتنا لسنوات عجاف جعلتنا نعيش بما يشبه حال اليأس والقنوط والخوف مما يخبؤه القدر الذي يتوعدنا كل يوم بدم وعذاب ورعب يجتاح البيوت والشوارع والأزقة والمدارس والأسواق وينهي رغبتنا بوطن آمن سعيد بلا أوجاع ولاعذابات وأحزان أرادوا لها أن تصبغ حياتنا وأيامنا وليالينا التي تمر جامدة رتيبة.
بداية جديدة هي تلك التي نريدها لنصنع جيلا جديدا في السياسة والرياضة والفن والمجتمع والدين جيلا يمتهن صناعة التغيير والإصرار عليه والتفاني في تحقيق الذات والإمكانات وبناء الدولة ومحاربة الفساد أو على الأقل تحجيمه وإضعافه ومحاصرته في بؤر لايمتد منها الى غيرها فقد مللنا الجمود والوقوف في ذات المكان دون جدوى حالمين بحياة مختلفة. بداية يتعاضد فيها الجيل الناشيء بالجيل المتقدم ويفتح الطريق لأجيال تلي وتحلم بالنجاح والحضور وتحقيق الأحلام والعيش بسلام، بداية لانستثني من إنجازها أحد فهي بداية الجميع.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار