مقالات

كتب زياد الخطاط مقال بعنوان “طائرات القوة الجوية العراقية” الميك 19″

((وان – بغداد))
بقلم الأستاذ زياد الخطاط:

الاحبة جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعود اليكم بعد انقطاع طويل لاتكلم عن احدى طائرات القوة الجوية العراقية التي لم تلاقي كثيرا من الشهرة او الاستخدام حتى وذلك لما لاقته من ضروف حالت دون ذلك كما سنرى في طيات هذه المقالة . (المقالة مستقاة من لقاء مطول مع السيد الفريق الاول المدرب الطيار صفاء شلال معاون امر سرب (29) طائرات ميغ 19).

الطائرة هي الميك 19 (mig19) وهي من انتاج الاتحاد السوفييتي (مصانع ميكويان جورفيتش)سنة 1952حيث دخلت الخدمة في سنة 1955وهي اول طائرة اعتراضية تستطيع اختراق حاجز الصوت بشكل افقي صنعها الاتحاد السوفييتي (ماخ 1.22)اي ما يعادل (1452كيلومترا في الساعة تقريبا )ولتفادي الاطالة والدخول في تفاصيل النموذج العراقي وهو محور بحثنا اليوم يستطيع القارئ مراجعة بقية مواصفات الطائرة من اي موقع معني بذلك وسارفق رابطا خاصا بالمواصفات في التعليقات .

دخلت طائرة الميك 19في خدمة القوة الجوية العراقية سنة 1961م ابان حكم الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم بقوام سرب واحد ولم يشهد تاريخها المشاركة في اي معارك جوية او اي حروب بالنسبة للعراق لكنها استطاعت ان تنجز الكثير من الاسقاطات في الحرب الفيتنامية حيث استخدمها طيارون صينيون لصالح القوة الجوية الفيتنامية حيث احتوى سجلها على خمسة اصابات قاتلة لطائرات امريكية ثلاثة منها (فانتوم F4)وواحدة (ستار فايترF104)وطائرة (انترودرA6) وهذا دليل واضح على امكانية المقاتلة وقدرتها العالية على المناورة مقارنة بالقاتلات الغربية الاحدث منها تصميما وتسليحا حيث ان (الميك 19) ذات تسليح خفيف جدا مقارنة بها فهي لا تحتوي الا على ثلاثة مدافع رشاشة من نوع (Nudelman-Rikhter NR-30) عيار(30ملم)واربع نقاط تعليق تحت الجناحين اثنان منها لخزانات الوقود واثنان لصواريخ (ORO-57K)حرة الطيران (مهداد) او قنبلتين من عيار (250كغم)للهجوم الارضي وهذا التسليح بسيط جدا
مقارنة بالطائرات الامريكية التي اسقطت من قبلها
تعاني طائرة (الميك 19) من عيوب كبيرة ابرزها ضعف المكابح في عجلاتها وقلة الوقود فيها نسبة الى محركيها النهمين (فهي طائرة غيراقتصادية) وقصر مدة طيرانها التي قد لا تتجاوز في احسن الظروف (45دقيقة)تعرضت الطائرة الى اول نكباتها في العراق بعد ما قام الطيار العراقي (منذر الونداوي) احد زعماء الحرس القومي_سيئ الصيت_ بضربها وهي جاثمة على الارض في قاعدة الرشيد (مطارالهنيدي او قاعدة السلام الجوية حاليا )ابان انقلاب عام 1963م
بطائرة (هوكر هنتر) و تدمير عدد منها مما ادى الى اخراجها من الخدمة ولم تبقى منها سوى اربع اوخمسة طائرات صالحة للعمل حيث قامت الحكومة العراقية باهداء الاعداد المتبقية التي نجت من القصف الى جمهورية مصر العربية ابان حكم الرئيس الراحل (عبد السلام عارف) وانتهت المرحلة الاولى من حياة هذه الطائرة في العراق
لتاتي المرحلة الثانية من حياة هذه الطائرة في سبعينات القرن العشرين وذلك بقيام الاتحاد السوفييتي باهداء سرب من هذا النوع للعراق بداية سنة 1973 من مخزون الجيش وهي طائرات مستعملة بعدد (12طائرة) بعد اجتيازها فحص العمرة الثقيلة وقام الخبراء الروس بتجميعها في قاعدة الرشيد الجوية حيث باشر الطيارون العراقيون الطيران بها في الشهر الثامن 1973م
والطريف انه وبعد مرور عام واحد فقط توقفت جميع هذه الطائرات عن العمل لانتهاء اعمار محركاتها وتوقف انتاجها في الاتحاد السوفييتي بالرغم من ان اعمار اجسامها كانت كافية لساعات طيران طويلة الا ان المحركات قد انتهت اعمارها الافتراضية حيث كان العيب الرئيسي في الطائرة انه لا يمكن استبدال محركها الايسر بالايمن اوبالعكس والمشكلة في انتهاء ساعات اعمار المحركات في جهة واحدة(الجهة اليسارتحديدا) من الطائرة ولا يمكن استخدام المحركات الجهة الثانية لتعويضها مما ادى الى اخراجها من الخدمة (بالرغم من قيام جمهورية مصر العربية باعادة اهداء كل ما يخص هذه الطائرة للعراق واخص بذلك قطع الغيار والطائرات العراقية التي سبق ان قام العراق باهدائها )الا ان هذا لم يشكل حلا للمشكلة حيث بقيت مشكلة المحركات التي انهت خدمة هذه الطائرة في العراق. ارجو ان اكون قد قدمت بعض المعلومات الدقيقة والمختصرة عن تاريخ هذه الطائرة في العراق ولا يسع المجال لسرد دورها في صراعات عالمية كثيرة اخرى (كالحرب الهندية الباكستنية او نكبة 67او الصراعات الافريقية )وقد اتناولها في مقالات اخرى قادمة ان شاء الله .تحياتي للجميع (زياد الخطاط /نادي فرناس الجوي)((الصور في اسفل المقالة للطائرة وطائرة الهنتر التي قصفتها وصورة للطيار منذر الونداوي وصور للسرب 29 _من ارشيفي الخاص _ورسوم وصور توضيحية للطائرة واسلحتها وصورة شخصية لي قربها )).

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار