مقالات

قتل الحسين ايديولوجيا

بقلم جمال العراقي :

عندما تنهار القيم الإنسانية و توَأْدَ في مهدها الذي ولدت فيه وتصبح القيم والاخلاق والعدالة الاجتماعية من اشباح الماضي وتبور ارض الروح بعد ربيعها ، وينحرف الفكر عن جادته التي وضع فيها هناك لابد أن تنتفض الإنسانية من منزلقها ويعلو صوت القيم والاخلاق والعدالة الاجتماعية لإعادتها من شبحيتها ويصرخ الفكر مطالباً بعودته لجادة الصواب ، وليس لحكيم السماء ألا ان يجسد تلك الأنتفاضة وهذا العويل وذاك الصراخ بشخص يكون بمنتهى الإنسانية وقمة الأخلاق وشعلة الفكر ليعود بالامور الى نصابها في يوم موعود فكان الحسين “عليه السلام” خلاصة الإنسانية في ذلك اليوم فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم أُستشهد ويوم يبعث حيا شاكيًا مظلمته .
لا يستطيع اي مقال او كتاب ولا حتى رواية اختزال النهضة الحسينية المباركة، وذلك لشمولها للقيم الإنسانية السامية،
و لايختلف احد في العالم الإسلامي والعالم باجمعه حولها ،
تلك النهضة التي ألهمت الملايين ، حيث اصبح الحسين عليه السلام “ايقونة للثورات”
ومنذ استشهاده ليومنا هذا .
ذلك الرجل المعطاء الذي ضحى بأهل بيته واصحابه و بنفسة الزكية نصرة للحق ضد الباطل ، ذلك الباطل الذي و على ما يبدو كان فكر مؤدلج وعقيدة راسخة لا من اجل المال او السلطة كما يعتبره البعض فقط ، وقد يكون البعض منه لذلك …
فالوحشية التي تعامل بها جيش يزيد بن معاوية مع الحسين “عليه السلام” ومن كان معه من قتل وقطع للرؤوس وحرق للخيام ومن بعدها حمل الرؤوس على الرماح من الكوفة الى بلاد الشام ،
كانت تدل على انهُ هناك فكر وعقيدة تربى عليها ذلك الجيش ، وليس من الصحيح القول بأن ذلك الجيش لا يعرف من هو الحسين ومن هو جده صلوات الله وسلامه عليهما ، ولكن الصحيح هو الاعتراف بأن ذلك الجيش ومن ارسله لا يعترف بمحمد صلى الله عليه وآله نبيا ، واسلامهم كان نفاقاً وكذب ….
وذلك باعتراف يزيد بن معاوية عندما جاءهُ خبر قتل الأمام الحسين ومن معه في واقعة الطف
حيث قال :
ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القرم من ساداتكم
وعدلنا ميل بدر فاعتدل
فأهلوا واستهلوا فرحا
ثم قالوا يا يزيد لا تسل
لست من خندف إن لم أنتقم
من بنى أحمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحى نزل
على مايبدو ان قتل الإمام الحسين ومن معه كان ايدلوجية وعقيدة راسخة ، طبعاً تم استخدام الكذب والخديعة على أناس جهلوا جادة الصواب فسولت لهم انفسهم ذلك الفعل الشنيع ،
واليوم وبعد اكثر من الف واربعمائة سنة هؤلاء الجهلة قد بعثوا من جديد ،
بمسمى شبيه لذلك الاسم “داعش” الدولة الإسلامية في العراق والشام ، حيث صنائعهم هي ذات ما فعل جيش يزيد ، “فالقوم ابناء القوم”
ولولا ابناء العراق الغيارى اللذين تسري بعروقهم دماء الحسين واصحابه “عليهم السلام” لكان العراق اليوم كله “كرب وبلاء”
فسلام على الحسين وآله وصحبه وعلى من سار بدربه وانتهج نهجه .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار