مقالات

عدنان الزرفي رئيس وزراء الساحات

هادي جلو مرعي
عدنان الزرفي خيار الساحات
هذا سؤال، وليس تقريرا، بمعنى إننا لانقرر إنه خيار الساحات، ولكننا نتسائل وفقا لمعطيات على الأرض، وبناءا على تداعيات مرحلة قاسية صعبة كان رئيس رئيس الوزراء المكلف يتصف فيها بالإنحياز للمتظاهرين الى المستوى الذي أغاظ قوى شيعية نافذة رأت أن التظاهرات مؤامرة خارجية لرمي الشيعة في البحر، وحاولت التقليص من مساحة الإهتمام به سياسيا، أو إعتماد ترشيحه للتكليف بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة المسؤولة عن إجراء إنتخابات نزيهة، وتكريس هيبة الدولة التي أصبحت (مشحطة) لمن هب ودب. سواء من المسؤولين الفاعلين، أو الأحزاب النافذة، أو الناس العاديين، أو الجماعات الإرهابية، أو الدول التي لاتحترم العراق، وتعده ضيعة من الضيع التي تملكها. فتقرر أن تزرع فيها، أو تصنع، أو تمرح، أو تحارب، أو تتغوط، أو تتبول بحسب المزاج والظروف.
اللجنة السباعية التي شكلتها القيادات الشيعية المترنحة فشلت في كل شيء بإستثناء أن تكون قوة إستعراض تلفت إنتباه المصورين، وعدسات الكاميرات التلفزيونية، ثم تحولت الى مايشبه فريق كرة قدم سباعي يتلقى الأهداف، ولايسجل، حتى رفعت الراية البيضاء، وأعلنت زعامات شيعية تنصلها من مسؤولية دعمها، والنزول عند ماتقرره، وتختاره من مرشحين حيث المنافسة بين أولياء أمور أعضاء السباعية من الزعماء، ومحاولات إبعاد الخصوم وفق سياسة الحزب الذي يريد مالايريد أن يتيحه لغيره، وكأن تلك القوى منحت الرئيس برهم صالح صلاحية الإختيار بعد فقدان الأهلية التي طبعت سلوك الساسة الشيعة.
هنا كان جيدا ان نتخلص من الأزمة بتكليف السيد الزرفي الذي لايبتعد كثيرا عن الشباب. فهو من مواليد 1966 ومن قلب النجف، وإشتغل محافظا للمدينة، عدا عن نشاطه في إدارة جهاز الإستخبارات في وزارة الداخلية، وثقافته وملائمة عمره للأجيال الصاعدة، فهو بين الكبار والصغار في نقطة تواصل بين جيلين ماض، وآخر آت، وكان جيدا ان ينحاز وبقوة للتظاهرات، فهو يفهم لعبة الصراع بين الأجيال، وساعده في ذلك خبرة ممزوجة بمعرفة ودراية، وكان إنحيازه لمعسكر التظاهرات جديا، وليس تمثيليا لأنه تحمل تكاليف قاسية بهذا الإتجاه مثله مثل شخصيات سياسية إنحازت بذات القوة، وعبرت عن رؤية تناقض السائد في السياسة العراقية.
نتمنى له التوفيق الذي لم يصاحب الطيب توفيق علاوي.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار