مقالات

طاجكستان وقرار رئيسها المسلم “أمام علي رحمن”!!.

(( وان_بغداد))
بقلم :-سمير عبيد

هل أحترقت طاجكستان !؟
هل زلزلت الأرض بطاجكستان!؟
هل رُميت طاجكستان بحجارةٍ من سجّيل!؟
هل أنتشر وباء الطاعون في طاجكستان!؟
هل جف الذرع والزرع في طاجكستان!؟

الجواب:- كلا لم يحصل أي شيء !

والشعب الذي تعداده أكثر من 10 مليون لم يعترض عندما أقنعه الرئيس والحكومة بأن تعليم الأطفال وعلاجهم وتوفير معيشة كريمة لهم هم والعائلات الفقيرة وأيجاد سكن لهم ليشعرهم بالأمان لهو أفضل من مسجد وكنيسة ومعبد مهمته تغذيتهم بثقافة التفرقة والعنصرية فوق فقرهم وفوق عوزهم وفوق حياتهم الصعبة !!!

ونتيجة ذلك فلم تحصل في طاجكستان مظاهرات ولا مزايدات دينية ولا عرقية ولا مذهبية بسبب هذا القرار .. وكذلك لم تحصل هزات ولا غضب رباني عندما قرر الرئيس الطاجيكي أغلاق 200 مسجد وكنيسة ودار عبادة في البلاد وحولها الى دور للأيتام ومدارس ومستوصفات صحية.. وقال خطابا ( كفى تخدير الناس بروايات قديمة مليئة بالدس وأستعباد الناس ونشر الفرقة بينهم ) …!

وأتخذ الرئيس القرار بعد مراقبة خطاب تلك المساجد والكنائس ودور العبادة فوجده خطابا يُفرق الناس ويحشو أدمغتهم بثقافة تنذر بالخطر حسب بيان الحكومة الطاجيكية!! فقرر إغلاقها لصالح تنمية حياة وعقول الناس ونشر الأمن فيما بينهم والشعور بإنسانيتهم ان هناك سكن وعلاج لهم وهناك بيت يأويهم !!.

فهل كفر الرئيس أمام علي رحمن ؟

وهل كفرت حكومة طاجكستان ؟

أم أنهم ساهرون لمصلحة بلدهم وشعبهم !؟

ماهو رأيكم أنتم !؟

نحن نعتقد عندما يكون القائد محباً لشعبه، ويمتلك عقلاً راجحاً، ويعرف الله حق المعرفة، ويتحلى بصفات القائد ورجل الدولة … فلن يسمح بانتشار ظاهرة الأصنام البشرية .ولن يسمح بظهور الكيانات الموازية للدولة تحت شعارات دينية وعرقية ومذهبية..ولن يسمح بأنتشار ظاهرة قداسة الرموز والشيوخ والجماعات والمشتغلين بالدِين .. لأن هذا بحد ذاته يفتت المجتمع ويجعله شعب متناحر وجاهز للصراع والفرقة.وفي نفس الوقت سيهين الأديان وسيُفترى عليها !!.

ولنقطع الطريق على المتقولين والمتصيدين في الماء العكر وعلى الذين يرفعون شعار تخوين الناس ،وخالف تُعرف ونقول :-

نحن لا ندعوا لأغلاق المساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة الأخرى ..

ولكننا ندعو لمراقبة خطاب ونهج تلك الأماكن والعناوين ..

وندعو الى أيقاف الفوضى في نوع وطريقة الخطاب والنهج والتصرفات في تلك الأماكن .

وندعو الى تهذيب الخطاب ليكون مفيدا ومربيا ويكون خطاب وحده وقوة وتنمية للعقول والقلوب !!.

وندعو الى أيقاف التمدد الأفقي ببناء المساجد والحسينيات والتي أصبحت أكثر من عدد قبائل وعشائر العراق مع التفنن بزخرفتها وطريقة بنائها وألوانها وارتفاعها..

وبالمقابل هناك ملاييين العراقيين أيتاماً وأرامل ومحتاجين ومعوزين ومسحوقين وليس لهم معيل ولا سكن ولا علاج ولا تعليم !!!…..

وهناك ملايين العوانس والشباب بلا زواج وبلا هدف في الحياة!!.

وهناك الآلاف في العراق من المتسولين والفقراء الذين ينتشرون في الطرقات والتقاطعات والساحات وقرب المساجد والحسينيات وقرب مكاتب وبيوت شيوخ الدين وقرب الأضرحة المقدسة في العراق باتوا ظاهرة خطيرة ومؤلمة وباتوا شاهد أمام الله ضد الساسة والقادة ورجال الدين والميسورين ..فهناك آلاف الحسينيات والمساجد التي تغلق فارغة ولَم تأوي هؤلاء المسلمين وهؤلاء العراقيين بشكل عام !!.

فهل ان تنمية وعلاج هذه الظاهرة أقرب الى الله والإسلام والرسول وأهل البيت أم التسابق ببناء حسينيات ومساجد اغلبها شبه مغلقة !!!؟ .

ورمضان كريم !!.

سمير عبيد
٢حزيران ٢٠١٩

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار